محليات - نشاطات

ترميم بيوت الطين في عامودا مع حلول الشتاء

بدأت التحضيرات لموسم الشتاء في عامودا وأغلب مناطق كُردستان سوريا، كعادتهم بترميم جدران وأسقف البيوت الطينية في عملية تعرف محلياً بـ (التسيع )، وهو من أهم الإجراءات لضمان عدم تسرب مياه الأمطار عبر الشقوق، وصمودها خلال موسم الأمطار.

رغم انتشار الأبنية الاسمنتية في مدينة عامودا وريفها، إلاأانه مازال هناك من يستخدمون البيوت الطينية للسكن أو حظائر الحيوانات أو المستودعات لحفظ البذار والأسمدة، فهم مجبرون على ترميم هذه الأبنية الطينية استعداداً لاستقبال موسم الشتاء باستخدام طين معجون بالتبن ، وهو يشكّل المادة الأساسية بتجديد غرف اللبن .

ولا تزال البيوت الطينية تمثّل المرآة التي تعكس جزءاً من تراث وثقافة المنطقة، على الرغم من ظهور ابنية حديثة إلا أنهم لا يستطيعون التخلي عنها .

تحدّث السيد صلاح صاحب منزل طيني ليكيتي ميديا قائلاً:

ارتبطت بهذا البيت منذ الصغر، وكبرت فيه مع إخوتي وبقيت فيه. هو لا يقارن بالبيوت المبنية بالإسمنت

مضيفاً : لهذه البيوت ميزات تجعلها دافئة في فصل الشتاء وعازلة لحرارة الصيف، فضلاً عن كونها تُبنى من مواد متوفرة وغير مكلفة.

كما أنها لا تخلو من بعض السلبيات إذ أنّ مشكلة هذه البيوت أنها تحتاج للترميم كلّ عام ؛وإذا أهمل الشخص ترميم البيت بشكلٍ سنوي فإنه يتعرّض للتآكل والتشقق ؛ نتيجة تغير الأحوال الجوية ويصبح الطين هشاً ويؤدّي لتسريب المياه من الأسقف، وإذا اشتدّ المطر فقد يؤدّي إلى انهيار الأسقف في بعض الأحيان.

بالإضافة إلى أنه سابقاً كان هناك ما يسمى ( بالفزعة) (مساعدات جماعية )في مثل هذا الوقت كان جميع أبناء القرية أو الحي رجالاً ونساءً يتعاونون في ترميم الجدران، أما الآن فلم يعد هناك “فزعة”وحلّت محلها ورشات مدفوعة الأجر .

أما عن طريقة الترميم، تحدّث لنا معلم بناء وترميم البيوت الطينية إبراهيم حج عبد الله، البالغ من العمر 68 عام صاحب مهنة منذ أكثر من 40 عام: إنه يتمّ جلب التراب وتنظيفه من الشوائب والحصى عن طريق عملية الغربلة؛ ليتمّ خلط هذا التراب مع التبن الناعم وبعض الملح “لمنع نمو النباتات ” وبإضافة الماء يصبح المزيج جاهزاً ويترك في وضعه ليتمّ تخميره لأكثر من اسبوع، وكلما زادت أيام التخمير كان أفضل .

مضيفاً: إنه يتمّ تقشير الجدران ثم رشه بالمياه ثم يبدأ بالترميم من السطح ثم ننتقل إلى ترميم الجدران الخارجية لتواجه سيل المياه عليها وتتماسك وقد تطول مدة التسيع لعدة أيام ، حسب مساحة البيت،و قد تصل إلى أسبوع وأحياناً أقل .

والجدير بالذكر أنّ عمليات الترميم تمتدّ بين سبتمبر”أيلول”ونوفمبر “تشرين الثاني” لكن سكانها يحرصون على ضرورة القيام بذلك في منتصف سبتمبر لضمان جفاف الطين بشكلٍ جيد وتماسكه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى