تسونامي انتخابات 2015 البريطانية
لندن – يكيتي ميديا || جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية البريطانية عكس توقعات معظم المحللين ومراكز التوقعات بل حتى حزب المحافظين نفسه لم يصدق ما حدث. ان يحصل الحزب على أكثر من نصف مقاعد البرلمان وإمكانية تشكيل حكومة جديدة بمفرده هذا ما لم يكن في الحسبان وخيال منظري الحزب. الغريب. فقبل الانتخابات كانت التوقعات تشير إلى تقارب النسبة بين المحافظين وحزب العمال بقيادة (اد مليباند) ، لكن ان يحصل الحزب على 331 مقعد من أصل 650 هذا ما فاجأ الجميع، في حين حصل الغريم التقليدي حزب العمال على 232 مقعد فقط وتراجع الحزب الليبرالي الديمقراطي إلى 8 مقاعد فقط، في حين اكتسح الحزب الوطني الاسكتلندي الاصوات في مناطقه وحصل على 56 كرسيا من أصل 59 ونال جميع اصوات حزب العمال. اما نايجل فرج زعيم حزب الاستقلال للملكة المتحدة فقد كانت نتائجه مخيبة وحصل على مقعد واحد وحتى هو نفسه فشل في تحقيق الفوز على منافسه من المحافظين مما دفعه إلى الاستقالة مباشرة وترك دفة القيادة للعناصر الشابة.
الضحية الثانية بعد إعلان النتائج كان زعيم الليبرالي الديمقراطي ( نيك كليغ) وشريك ديفيد كاميرون في المرحلة السابقة وبعد هزيمة حزب الساحقة فقد تقدم باستقالته واعترف بفشله صريحا امام جماهيره ليأتي بعده زعيم حزب العمال البريطاني الذي خيب الآمال وتراجع بنسبة كبيرة عن سابقاتها على عكس الرهانات ولعل غياب الكاريزما لديه بالنسبة للبريطانيين ايضا كان سبباً آخر في النتائج المخيبة للحزب مما تقدم هو أيضاً باستقالته فوراً وهو الذي كان له الدور الأساسي في إبعاد أخاه الأكبر (ديفيد) عن زعامة الحزب بعد نهاية فترة غوردن براون.
اللوحة السياسية ومستقبل المرحلة المقبلة ستكون بيد ديفيد كاميرون مرة أخرى وهو الذي فرض اجراءات تقشفية عدة في العديد من مراكز الدعم الحكومي وشجع رؤوس الأموال الكبيرة مما انعكس سياساته سلبيا على الوضع الاقتصادي والمعيشي لشرائح مجتمعية من البريطانيين، وقد صرح بعد النتائج بانه سيكمل ما بدأه منذ خمس سنوات وكذلك عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وإجراء استفتاء عام بعد سنتين ويبقى موضوع اسكتلندا ووعود كاميرون السابقة بعد بقائها ضمن المملكة المتحدة.
قضايا هامة ومفصلية ستواجه الحزب الحاكم الذي سيقود البلاد لخمس سنوات أخرى يراها العديد من المراقبين بانها ستكون صعبة على الشعب البريطاني.