تشكيك في الكونغرس الاميركي في الاتفاق النووي مع ايران
شكك القادة الجمهوريون وبعض الديموقراطيين في الكونغرس الاميركي الثلاثاء بالاتفاق النووي التاريخي الذي ابرم مع ايران، معتبرين انه يمنح طهران هامشا واسعا للمناورة ولا يحمي المصالح الامنية الاميركية.
وكان بعض اعضاء الكونغرس اكدوا انهم مستعدون لرفض الاتفاق لانه لا يتضمن وقف عمليات التخصيب ولا يضمن عمليات تفتيش في اي وقت او موقع.
ورأى المرشحون الجمهوريون للرئاسة الاميركية خلفا لباراك اوباما ان الاتفاق يعزز سلطة الملالي في ايران بدلا من التصدي لها.
وقال احد هؤلاء المرشحين جيب بوش “هذه ليست دبلوماسية – هذه تهدئة”.
وبعد اعلان اوباما دعمه للاتفاق بين الدول الست الكبرى وايران الذي ابرم في فيينا بعد مفاوضات مضنية، بات الاهتمام في واشنطن منصبا على الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون.
وقال رئيس مجلس الشيوخ جون باينر ان الاتفاق “غير مقبول” مؤكدا انه اذا كان النص كما فهمه “فسنفعل اي شيء يمكن ان يوقفه”.
وبموجب قانون اقر في ايار/مايو، امام البرلمانيين 60 يوما للنظر في الاتفاق.
وستجري مناقشات في جلسات الاستماع العلنية التي يمكن ان تبدأ الاسبوع المقبل. وطلب المشرعون ايضا بعض الجلسات المغلقة للاستماع لبعض الشخصيات الرسمية حول الجوانب التقنية للاتفاق.
ويمكن للكونغرس بعد ذلك ان يوافق على الاتفاق او يرفضه او لا يتبنى اي موقف منه.
واكد اوباما انه سيعطل اي قرار يرفض الاتفاق. ويحتاج تجاوز هذا الفيتو الى غالبية الثلثين في مجلسي الكونغرس، وهي نسبة كبيرة.
ولا يمكن لاوباما رفع العقوبات عن ايران خلال فترة عرض الاتفاق على الكونغرس. كما ان الكونغرس يمكنه في مرحلة لاحقة اعادة فرض العقوبات التي يرفعها الرئيس اذا قرر ان طهران اخفقت في التزام الاتفاق.
واصطف الجمهوريون وراء باينر في التعبير عن مواقفهم المعارضة للاتفاق.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر “ابدأ بالتشكيك بعمق في ان الاتفاق يحقق فعليا هدف منع ايران من الحصول على سلاح ذري”.
واضاف ان الكونغرس “سيحتاج الى التدقيق في الاتفاق ومعرفة ما اذا كان تطبيقه يستحق تفكيك نظام العقوبات الذي بني بجهود شاقة واحتاج لاكثر من عقد لاقامته”.
اما الديموقراطية دايان فينستين التي شغلت في الماضي مقعدا في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ فقد دعت البرلمانيين الى دراسة الاتفاق بدقة قبل اصدار احكام عليه. وقالت “مما اراه انه جيد وافضل ما يمكن التوصل اليه”.
واكد اعضاء في الحزبين ان تسويق الاتفاق في الكونغرس سيكون امرا صعبا.
وقال السناتور الديموقراطي روبرت مينينديز احد مهندسي العقوبات الصارمة ضد طهران “اخشى ان تكون الخطوط الحمر التي رسمناها تحولت الى خطوط خضر وان تكون ايران مطالبة بالحد من برنامجها النووي وليس تفكيكه بينما الاسرة الدولية مطالبة برفع العقوبات”.
واضاف ان “الامر يعني ان الاتفاق لا ينهي البرنامج النووي الايراني بل يبقيه”.
لكن رغم هذا التشكيك سيكون من الصعب على الجمهوريين اقناع عدد كاف من الديموقراطيين بالتخلي عن اوباما وعرقلة الاتفاق.
وقال المحلل السياسي في مؤسسة راند كوربوريشن والمدير السابق لاعضاء لجنة مكافحة الارهاب في مجلس النواب لاري هنوير لوكالة فرانس برس “من غير المرجح ان يتمكن الكونغرس من تجاوز فيتو الرئيس بغالبية”.
وبينما عبر المرشحون الجمهوريون للسباق الرئاسي بمن فيهم السناتور ماركو روبيو ودونالد ترامب عن تنديدهم بالاتفاق، اعلنت الديموقراطية هيلاري كلينتون دعما لهذا النص ولكن بتحفظ.
وقالت لصحافيين بعد اجتماع مع برلمانيين ديموقراطيين في واشنطن “اعتقد انها خطوة مهمة لوقف تقدم البرنامج النووي لايران”.
وتساءل بعض الديموقراطيين علنا عن سبب معارضة المرشحين الجمهوريين الكاملة للاتفاق قبل قراءته.
وقال الرجل الثاني في الكتلة الديموقراطية في مجلس الشيوخ ديك داربن “الغريب ان الجمهوريين يقفون ويقولون انهم ضد الاتفاق بينما لم يجف الحبر الذي كتب به بعد. نريد ان نقرأه ثم نتخذ موقفا متعقلا منه”.
وحذر عدد من البرلمانيين من ان الاتفاق يكافىء ايران بمليارات الدولارات بفضل رفع العقوبات.
وقال السناتور الجمهوري لينسدي غراهام المرشح بدوره للسباق الرئاسي ان اوباما ووزير الخارجية الاميركي جون كيري كانا “ساذجين بخطورة” في تعاملهما مع ايران.
واضاف “اخذنا اكبر دولة راعية للارهاب في العالم ومنحناها المال لتزيد نشاطاتها الارهابية”، مثل تمويل حزب الله وحركة حماس والرئيس السوري بشار الاسد، وفق تعبيره.
KDP.INFO