تقارير تكشف ممارسات نظام إيران القمعيّة ضد الفنانين المشاركين في انتفاضة جينا أميني
أصدرت منظمة مبادرة الحرية الفنيّة (AFI) ومنظمة أصوات بلا حدود (VU) تقريراً حول مشاركة ودور الفنانين في انتفاضة (المرأة، الحياة، الحرية)، بمناسبة الذكرى الثانية لمقتل جينا أميني على يد النظام الإيراني. وتناول التقرير قضايا 15 فناناً تعرضوا خلال هذه الفترة للضغط والقمع.
وطلبت هاتان المنظمتان من السلطات الإيرانيّة وقف أعمالها غير القانونيّة، وتعديل قوانينها لتتماشى مع المعايير الدوليّة لحقوق الإنسان.
كما طالبتا بتهيئة بيئة في إيران تُمكّن كل فرد، بما في ذلك جميع الفنانين والنشطاء الثقافيين، من التمتع بحقوقهم وحرياتهم دون خوف من الأذى أو الانتقام.
وتناول التقرير المكون من 100 صفحة، 26 عملاً فنياً تم إنشاؤه خلال حركة جينا (مهسا) الثوريّة، عكست الحداد، ونضال الإيرانيين من أجل الحريّة، أو فضح الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل إيران.
وتم تسليط الضوء في جزء آخر من التقرير على القوانين والسياسات والإجراءات التي تستخدمها السلطات الإيرانيّة لقمع الفنانين.
وكشفت نتائج التقرير أنّ وزارة الثقافة والإرشاد، زادت بشكل ملحوظ من جهودها لقمع التعبير الفني والسيطرة على الفنانين البارزين بعد سبتمبر/أيلول 2022.
ويشمل هذا القمع مراقبة الإنترنت، وإنشاء فرق خاصة لمراقبة المشاهير، وحظر العمل والتهديد باتخاذ إجراءات قانونيّة.
وأعلن المتحدث باسم دار السينما، رسول صدر عامل، الاثنين 9 سبتمبر/أيلول، عن وجود قضايا قانونيّة مفتوحة ضد 300 من صانعي الأفلام لدعمهم الاحتجاجات الشعبيّة، وأكّد أنّ مهرجان السينما لهذا العام لن يُقام بسبب عدم نشاط هؤلاء الفنانين.
من جانبها، نفت السلطة القضائيّة، يوم الثلاثاء، تصريحات صدر عامل، وأعلنت أنّ عدد الفنانين الذين لديهم قضايا قانونيّة أقل من 30.
وخلال الاحتجاجات، أثار اعتقال بعض الفنانين، مثل (ترانة عليدوستي، وكتايون رياحي، وهنغامه قاضياني، وليلا نقدبري، وسهيلا جولستاني، وحميد بورآذري، ونيك يوسف)، ردود فعل دوليّة واسعة.
وأعلن عضو لجنة متابعة الفنانين المعتقلين مهدي كوهيان، في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2022، أنّه تم اعتقال حوالي 40 فناناً خلال أقل من ثلاثة أشهر منذ بدء ثورة جينا (مهسا) أميني.
كما تحدث عن قائمة تضم 150 فناناً تم استدعاؤهم، واعتقالهم، واتهامهم، ومنعهم من السفر أو فرض قيود مختلفة عليهم بسبب الاحتجاجات.
وأشار تقرير (AFI) و(VU) إلى أنّ النظام الإيراني قام خلال العامين الماضيين باعتقال الفنانين واتهامهم ومحاكمتهم بناءً على مجموعة واسعة وغامضة من التهم، مثل: (التجمع والتآمر لارتكاب جرائم ضد أمن الدولة، الدعاية ضد النظام، وتحريض وتشجيع الناس على الفسق والفجور).
وبعد مرور ما يقرب من عامين على بدء حركة (المرأة، الحياة، الحرية)، لا يزال العديد من الفنانين الإيرانيين الذين دعموا الاحتجاجات الشعبيّة يواجهون خطر الملاحقة القضائيّة.
رواية فنانة عن التعذيب والحبس في زنزانة انفرادية
وأخبرت يلداء معيري، التي تم اعتقالها أثناء تصويرها لأول التجمعات الاحتجاجيّة بعد مقتل جينا أميني، المنظمتين أنّه لم يتم تقديم أي تفسير لاعتقالها.
كما أوضحت معيري، التي تعيش الآن في الولايات المتحدة، أنّه تم فصلها عن النساء الأخريات، وتم احتجازها في زنزانة انفراديّة لفترة طويلة.
وأكّدت أنّه قد تم اعتقالها وتعذيبها تعسفياً عدة مرات خلال مسيرتها المهنيّة.
وأضافت أنّ تجربتها في الاحتجاز الانفرادي لا تزال تؤثر بشكل عميق على صحتها النفسيّة.
وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً في وقت سابق من مايو/أيار الماضي، أفادت فيه أنّ قوات الأمن الإيرانيّة قامت بتعذيب واغتصاب المعتقلين خلال انتفاضة جينا.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أصدرت منظمة العفو الدوليّة تقريراً من 120 صفحة تناول عمليات الاغتصاب التي ارتكبها عناصر الحرس الثوري، والباسيج، ووزارة الاستخبارات، وأجهزة الشرطة المختلفة بحق النساء والرجال والأطفال خلال الانتفاضة، ونشرت شهادات لبعض الضحايا.