تقرير عــن تربية النحل في بلدة تربه سبي
Yekiti Media
تنتشر تربية النحل على مدى واسعٍ ، في مدن وبلدات كُردستان سوريا منذ القدم للاستفادة من عسله، كما ويعتمده البعض كمصدر رزقٍ له ولأسرته، ويمارسها البعض الآخر كهواية له.
بالصدد قامت مراسلة يكيتي ميديا في تربه سبي بزيارة ميدانية لسكن خلية نحلٍ ، للوقوف على معرفة خطوات ولوازم تربية النحل ، حيث تحدّث السيد أبو مروان لمراسلنا قائلاً: أقوم بتربية النحل منذ ما يقارب ال 10 سنوات، بدايةً كان هدفي هو الحصول على العسل والاستفادة منه لأفراد أسرتي لما له من فوائد صحية كثيرة، وبسبب الأوضاع المادية المتردية، راودتني فكرة زيادة الخلية وتكبير سكنه للاستفادة منها كمصدر دخل إضافي لي ،فبدأت بتجهيز سكن أخر للنحل وتجهيز خليات أخرى وتأمين مكان آمن لهم ، بعيداً عن السكن المنزلي، وأستخدم الخشب لصنع سكن وخلية للنحل ، ولا أتعامل مع خليات من الطين أبداً.
وأضاف: أساس خلية النحل تعتمد على الملكة والأزهار، لذلك قمت بتأمين وشراء ملكة وذكر النحل لتتكاثر وتنتج العديد من العاملات لجمع رحيق الأزهار وإنتاج العسل، حيث تقوم الملكة بتنظيم الخلية وعملية التكاثر وهي المسؤولة عن نظام الخلية فتقوم بالإباضة ووضع البيض في أواخر فصل الشتاء بعد تلقيحها من ذكر النحل بما يعادل ال 1500-2000 بيضة خلال ال 24 ساعة وذلك في حال تنبؤها بربيعٍ غني ووفير الحصاد استعداداً لفيض رحيق الأزهار، ويفقس البيض بعد 15-20 يوماً ،وتقوم الملكة بجلب غبار الطلع لإطعام اليرقات ، الذي يحتوي على مواد بروتينية لتتغذّى منها اليرقات والملكة، وبعد مرور أيام تكون العاملات جاهزات لجمع رحيق الأزهار وإنتاج العسل، وهنا ينتهي دور ذكر النحل، وتقوم الملكة بإخراجه من الخلية وإهماله، لأكله مؤونتهم وعدم الاستفادة منه في جمع العسل.
وأشار المربّي إلى عملية الإنتاج للعسل وتوفيره بقوله: هنالك وقت جيد لفيض الأزهار لكي يكون الإنتاج وفيراً وهذا الوقت يكون في فصل الربيع ،لكثرة النباتات والزهور ويكون مصدر وفير للرحيق وحبوب اللقاح حيث يشبع النحل ويزيد إنتاجه للعسل، أما في فصل الصيف فيقلّ الجمع والإنتاج؛ لذلك يجب نقل الخلية لأماكن تواجد المشاريع الزراعية كالقطن وعبّاد الشمس والسمسم ،ويتمّ نقل الخلية ليلاً لضمان وجود النحل جميعاً ضمنها حيث يحتاج النحل لمرعى لمسافة 200-400 من مكان تواجد الخلية ، كي تقوم بجمع المؤونة لها وإنتاج العسل، ففي السنتين المنصرمتين ولقلة الهطولات المطرية وتأثيرها على نمو الأزهار والمواسم الزراعية في المنطقة والذي أثّر نوعاً على إنتاج العسل وأدّى إلى نقصه بشكلٍ عام، ولكن في المدينة يكون أفضل من الريف لكثرة الأشجار فيها وعلى أطرافها، ولا أقوم بنقل النحل لأي مكان ، لوجود الكثير من أشجار الزيتون في البلدة حيث يعتبر موسماً جيداً وبديلاً عن سنوات الجفاف، وفي حال عدم وجود أشجار كافية بأماكن تواجد النحل يجب على المربّي تأمين مكان له في مناطق تواجد المشاريع الزراعية والتي لا تُرشّ بالمبيدات ، أما مشاريع الخضروات فيجب إبعاد النحل عنها، بسبب كثرة رشّها بالمبيدات لأنها تضرّ النحل وتقضي عليه، وعند استمرار الجفاف وضعف المخزون نلجأ لإعطائه المحاليل السكرية.
أما عن الآفات التي تعترض النحل قال: يتعرّض النحل لآفات كغيره من الكائنات وخاصةً في بداية فصل الربيع والخريف ، حيث يتعرّض لحشرة تسمّى “الفاروا” وهي حشرة صغيرة ومدمّرة للنحل وتقضي عليه وعلى الإنتاج، ويتمّ معالجتها ومقاومتها عن طريق علاجات طبيعية وكيميائية لحماية النحل والحفاظ عليه.
وعن صعوبات تربية النحل نوّه إلى أنه لا توجد صعوبة كبيرة في تربيته ولكن يلزمه الاهتمام المستمر والخبرة الجيدة وخاصةً إذا كان لدى المربّي محبة لهذه المهنة فلن يلقى أية صعوبة، فتكمن الصعوبة في فصل الشتاء فقط ويجب حماية النحل من المطر والانتباه والمراقبة المستمرة ،كما ويجب أن تكون واجهة الخلية مقابلة لأشعة الشمس في الشتاء لحصول النحل على الدفء.
وأنهى المربّي حديثه بالتطرّق إلى الإنتاج السنوي للعسل فقال: أقوم بفتح الخلية موسمياً لمرة واحدة فقط، حيث أقوم بإخراج العسل من الخلية وأترك قسماً منه غذاءً للنحل، وبعض المربّين يقومون بفتح الخلية مرتين أو أكثر في السنة، ويتراوح الإنتاج الجيد ما بين ال 7-8 كغ أو أكثر للخلية القوية وكثرة عاملات النحل، أما الإنتاج المتوسط فيكون ما بين 2.5-3 كغ، أما الخلية الضعيفة فلا تنتج إلا مؤونتها.
الجدير بالذكر أنّ للعسل فوائد كثيرة تأتي نتيجة احتوائه على مزيجٍ من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية ومضادات الأكسدة، كمايمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للبكتيريا، أما أسعاره فتتراوح ما بين 40000 إلى 70000 ليرة سورية بحسب نوعه وجودته وموسمه.