تل تمر ونزوح كامل لبعض قراها
تعيش بلدة تل تمر والقرى المحيطة بها سواءً القرى الشماليّة أو الغربيّة منها حالة عدم استقرار أمني واجتماعي، وذلك منذ اجتياح تركيا والفصائل السوريّة المسلحة المدعومة من قبلها، لمدينة لسري كانييه عام ٢٠١٩، حيث أصبحت البلدة وريفها كخط تماس (خط جبهة) بموجب الاتفاقيّة التي عُقدت حينها بين روسيا والنظام من جهة وتركيا والفصائل من جهةٍ أخرى.
ويستمرّ انقطاع الكهرباء عن نحو 45 قرية تقع في ريفي أبو راسين/زركان وتل تمر، منذ 3 أشهر.
القصف التركي المستمر على المنطقة تسبّب بعدم قدرة ورش الصيانة على الوصول إلى أماكن الأعطال، وفق مركز الكهرباء في بلدة تل تمر، وتحدّد خريطة الجبهة وانطلاقاً من بلدة تل تمر كمركز كالتالي:
– خط التماس ( ١ ) الشمالي:
تل تمر – زركان وصولاً لطريق الدرباسيّة – سري كانييه (رأس العين).
– خط التماس ( ٢ ) الغربي :
تل تمر – أم الكيف و صولاً لقرية تل طويل الآشوريّة .
– خط التماس ( ٣ ) الغربي الجنوبي:
تل تمر – تل طويل جنوب نهر الخابور وعلى امتداد طريق m4 وصولاً لعين عيسى.
– التوزع العسكري:
ينتشر في الخط الأمامي المباشر لخط التماس في كل الجبهات الثلاث السابقة أفراد من الجيش السوري بصفة حرس حدود مع وجود مركز عسكري للروس في البلدة لتسيير الدوريات في المنطقة.
ثم يليهم وجود أفراد من قوات سوريا الديمقراطيّة (قسد) موزعون أيضاً على خطوط التماس.
وفي الطرف المقابل من خط التماس وبمسافة قد تتراوح بين ٢ – ٣ كم كخطٍ فاصل بينهما على كلّ امتداد الجبهات تتواجد مراكز عسكريّة تركيّة مع الفصائل المسلحة.
وأقرب مركز عسكري تركي للبلدة هو مركز قرية المناخ.وقد تعرّضت معظم القرى وخاصةً الواقعة على خط تل تمر – زركان (أبو رأسين) وأيضاً القرى الواقعة غرب تل تمر على طريق تل تمر – سري كانييه والتي تقع بشكلٍ مباشر على خطوط الجبهات إلى القصف المتكرر من قبل الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا خلال السنتين الفائتتين ، لذا شهدت تلك القرى حالة عدم استقرار أدّت إلى نزوحٍ شبه كامل لسكانها .
ومن هذه القرى (الدردارة – الخشمة – قبور الغراجنة – الشيخ حمدو – المسلطة – العبوش – تل شنان – تل جمعة – تل كيفجي – أم الكيف شرقي – أم الكيف الآشورية – تل طويل الآشورية).
وفي هذا الخصوص كان ليكيتي ميديا لقاء مع النازح علي أبو حسين من قرية الدردارة، حيث قال: “حتى قبل شهرين لم أنزح من القرية رغم أنّه كان هناك قصف متبادل بشكلٍ متقطع خلال الفترات الماضية وكنت أعمل بالزراعة وتربية المواشي وهذا كان عملي الوحيد حتى أعيل به أسرتي”.
وأشار إلى أنّه “لم يتبقَّ في القرية أية أسرة”، موضّحاً أنّ “أغلبهم ذهبوا إلى المخيمات كمخيم نوروز ومخيم واشوكاني”.
وتابع أبو حسين بالقول: “لكن وبعد أن استهدفت القذائف منازل المواطنين بشكلٍ عشوائي أدّى إلى تدمير البعض منها، اضطرّرت إلى النزوح مع أسرتي والآن أسكن في قرية تل حفيان في خيمة”.
وعلى الجبهة الغربيّة قال مواطن ستيني من المكون الآشوري فضّل عدم الكشف عن اسمه: “كنت أقطن قريتي في تل كيفجي وخلال كلّ هذه السنوات لم أهاجر ولم أنزح فكنت أعمل بالزراعة وأموري كانت ماشية ولكن وبعد القصف الأخير قبل أشهر الذي استهدف قريتي تل جمعة وتل طويل وتدمير بعض البيوت اضطررت لمغادرة القرية وحالياً أسكن بتل تمر بعد أن أمّن لي المجلس الآشوري منزلاً أقطن فيه”.
وللوقوف على مجمل الوضع الذي تشهده المنطقة صرّح إسماعيل غرو عضو المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكُردي في تل تمر لموقعنا قائلاً: “بعد اجتياح تركيا وفصائل المعارضة السورية المحسوبة عليها لسري كانييه تعرّضت معظم القرى التابعة لتل تمر شمالاً وغرباً للنزوح وتُشاهد حالياً عشرات القرى في منطقة الفصائل خالية من السكان تماماً”، مضيفاً “أما سكان خط التماس فعانوا كثيراً من حالة عدم الاستقرار”.
كما أضاف “اشتدّ في الأربعة أشهر الأخيرة تبادل القصف بين الأطراف المتنازعة مما أدّى إلى نزوحٍ بشري آخر وإلى إفراغ أغلب القرى وهذا بالتأكيد سبّب أزمة إنسانيّة جديدة، خاصةً مع عدم توفر منظمات إغاثيّة في تل تمر حيث تعمل تلك المنظمات بعيداً عنها بـ ٧ كم وذلك بحجة أنّ البلدة تعتبر خط جبهة”.
وعن مدى إمكانيّة تقديم المجلس المحلي المساعدة للنازحين قال غرو “إنّ حجم المشكلة أكبر بكثير من إمكانيّات المجلس المحلي ونحن نمثّل جهة سياسيّة وليس باستطاعتنا تقديم مساعدات إنسانيّة وهذا يقع على عاتق الهيئات والمنظمات الدوليّة”.