شريط آخر الأخبارلقاءات وحوارات

جريدة يكيتي تحاور الناشطة السياسية والإعلامية الدكتورة نهى سلوم

Yekiti Media
عندما تتهدم جدران العزل وترتفع الأصوات الحرة في سماء سوريا وهي تطالب بتغيير سلمي لنظام حكم استبد حتى بلغ معه السيل الزبى ، فتولدت من رحم تلك المعاناة ثورة رفضت جبروت هذا النظام الذي حكم البلاد بالحديد والنار ثورة اختزلت كل مطالبها في كلمة واحدة وهي الحرية ، وحيث أن العدل هي الركيزة الأساس لبناء الدول ومعها بنيان الحرية ، فلم يكن غريبا أن تتعدد المطالب وأمام استهتار النظام وهدر الدما كان لابد من ان يرتقي الحل ايضا الى المطالبة برحيل النظام، وعلى أرضية كل هذه التراكمات والاوجاع ارتأينا نحن في الجريدة المركزية لحزب يكيتي الكردستاني _سوريا أن نتوجه للناشطة السياسية والإعلامية الدكتورة نهى سلوم وفي جعبتنا كل هذا الكم من الأوجاع وان غلبتها الآمال بالغد الجميل ونسأل:
 الأزمة السورية بدأت كمطالب إصلاحية بسيطة ،لكن نتيجة تعنت النظام وقسوته تحولت مطالب المتظاهرين إلى “اسقاط النظام” ، وبدأت عسكرة الثورة نتيجة عوامل عدة منها: مايتعلق بنمطية المعارضة و تردد المجتمع الدولي من تحمل مسؤولياته .
هذه المحددات ساهمت في خلخلة النسيج السوري ، ووضعه أمام خيارات صعبة، اقلها تشظي الهوية الوطنية. . بتصورك دكتورة : إلى أين تتجه مسار الأزمة السورية ؟ وماهو الخيار المتوقع للخروج من هذه الازمة ووضع حد لمأساة السوريين ؟
تحية لكم في موقعكم و نضالكم في حزب يكيتي الكردستاني – سور يا تحية لنضالكم الذي استمر سنيناً طوالاً عجافاً.
تحية لشهدائكم الذين كانت قضيتهم اغلى’ و اسمى’ من ارواحهم و من حياتهم..
تحية لكل المناضلين و الاحرار الكرد و لكل السوريين الشرفاء الذين يؤمنون بالحرية و الكرامة و تقرير المصير لكل الشعب السوري المكلوم..
تحية للشهداء الذين دفعوا الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على سوريتهم و على حريتهم و كرامتهم .
اولاً سأختلف معكم بتسمية الازمة السورية ؛ لأنها كانت ثورة سورية كانت اجمل ثورات الربيع العربي الذي تفتح في المنطقة ككل.
و كانت الثورة السورية هي زنبقة الثورات كانت ثورة سلمية انطلقت من عبق الياسمين الدمشقي إنها ثورة الحرية والكرامة، نعم ثورة الحرية و الكرامة،
لكن بعد عسكرة الثورة وفشل المعارضة السورية بكل مكوناتها وتدويل القضية السورية تحولت الى ازمة و هذا ما اراده لنا النظام السوري و اجهزة القمع والاطراف الدولية المستفيدة من الحرب السورية السورية، و دول الجوار والدول العربية التي تستمر في دعم انظمة الاستبداد في المنطقة العربية ككل .
في ظل هذه الثغرات والإختبارات والاطماع الدولية في بلدنا المتشظي، ذهبت الازمة السورية الى التفاقم والتدويل وشرعنة انظمة الإستبداد، والنظر الى هذه الازمة بعين المستغل والمستفيد من إطالة عمرها، لذلك هنا اقف عند الشق الثاني من سؤال حضرتكم،
توقعاتي وأمنيتي، كسورية ارتدت جراح البلاد منذ عشر سنوات ونتجرع كأس الحلم والحزن لنزيف دمائنا السورية..
لإيقاف هذا النزيف يجب ان نعمل جميعاً على المصالحة السورية السورية، وإزالة ما يسمى بالرواسب البعثية، وادعاءات القومجيين البعثيين في اهدافهم الراديكالية الفاشستية، اي يجب العمل مع المجتمع الدولي للتخلص من رأس النظام و رواسبه في مخيلة المعارضين السوريين الذين لديهم مشكلة في تقبل الحلول الديمقراطية، وتقبل حلم كافة السوريين في تقرير مصيرهم، فالمعارضة السورية اي ما سميت بالإئتلاف المُؤَخْوَن لا تختلف عن النظم الإستبدادية و نظام البعث بشيء ، نعم ليؤمن الجميع بحقوق الاخرين في تحقيق المصير لكافة فئات المجتمع السوري بكل مكوناته وأقصد بالذات الاخوة الاكراد و هذا حقهم الطبيعي بعد كل هذه السنوات وهذه المعاناة !!
لا اعرف لماذا نرفض تقبل الاخر في طرح آرائه و تحقيق احلامه ، ولماذا يقف السوريون ضد ما يسمى بفدرلة الدولة، لأن هذا هو الحل الأسلم لوقف نزيف الدم السوري، وإذا لم نفكر و نسعى الى هذه الحلول الوسطية والمعتدلة في كافة الامور، فسوريا اصبحت اشلاء دولة تحتضر ببطء و ستنهش جسدها كل الافاعي و الوحوش الدولية المستفيدة والطامعة بهذه البقعة الخصيبة من الارض المثكولة و المنكوبة بعقلنا المتزمّت والمتحجّر !!
 السياسات التي أتبعت من قبل الأنظمة المتعاقبة على سدة الحكم في سويا تركت شعورا بالإغتراب الهوياتي بدلا من الانتمائي…ماذا تعني لكم الهوية الوطنية في ظل انعدام الثقة بين مكونات الشعب السوري والتي خلفتها السياسات العنصرية للنظام ؟
ليس هناك انظمة تعاقبت على الحكم في سورية بل هو نظام واحد لا غير منذ ما لا يقل عن خمسين عاماً حزب البعث البائد بقيادة عائلة الاسد و اتباعه هو من استبد بسوريا و الذي اتى الى سوريا بانقلاب عسكري و لم يكن حكماً شرعياً، فكان حكماً مافياوياً، لذلك لم نشعر بانتمائنا او باعتزازنا بهويتنا كسوريين. ساقول لك شيئاً هاماً من خلال وجودنا بالعمل في مؤسسات الدولة لم نكن نشعر بأنفسنا بأننا مواطنين نتمتع بحق المواطنة في وطننا كباقي الشعوب
و هذا الامر كان ينطبق على كافة مكونات الشعب السوري و بكل اطيافه ،
فقط من ينتمي بولائه لرأس النظام في سوريا كان يشعر بالمواطنة على حسابنا جميعاً ، لذلك فالسوريون كانوا مغتربين في وطنهم وكانوا مدمرين بكل ما تحوي هذه الكلمة من معنى.
الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي قام بها شرفاء سوريا بكل انتماءاتهم ومختلف طوائفهم و مذاهبهم وقومياتهم ، ثورة الاستقلال انطلقت من جبال حارم بقيادة المناضل الكوردي السوري ابراهيم هنانو مروراً بحلب ودمشق إلى أن وصل هنانو الى حوران والسويداء ودخل بيت الدرزي سلطان باشا الاطرش الذي عينه كل السوريين قائداً للثورة.
وعلى الرغم من ذلك لم يكرم نظام البعث هؤلاء الثوار العظماء بل على العكس
فنحن متهمون دائماً ككورد و دروز بالخيانة لأننا لم نقبل الذل ولم نسكت على الضيم .
فكيف لنا ان يكون لنا بعد كل هذه الممارسات الدنيئة ان نشعر بالإنتماء الهوياتي ؟؟
نحن نريد انتماءً حقيقياً للحرية ولسوريا الكرامة لا لسوريا الطائفية والمعسكرة او المؤخونة
سوريا دولة متعددة القوميات والإثنيات ، والنظام المركزي الشمولي جلب للبلاد الظلم والإستبداد وطمس الحقوق…برأيكم ماهو النموذج الأفضل لسوريا المستقبل ؟
سوريا المستقبل يجب ان تكون سوريا الفيدرالية.
الفدرلة ستحفظ حقوق كل الإثنيات والقوميات .
لماذا يرفض الكثير من ابناء شعبنا من سياسيين معارضين وموالين وحتى المتمذهبين حتى لفظ كلمة فيدرالية ؟..
الفيدرالية هي نموذج متطور من الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تحمي البلاد وتصون حقوق الشعوب بكافة اطيافها .
لقد مزقنا النظام الشمولي و نظام الحزب الواحد الذي دمّر الأوطان ليحافظ على استبداديته واعتقل الشعوب داخل زنازين الشعارات الوهمية و الكاذبة التي ابتلانا بها حزب البعث العربي الحاكم في سوريا و شعاراته
المقززة في الوحدة والحرية والإشتراكية ، وهو نظام يقوم على حكم الفرد و استبداده بالمجتمع !
لذلك من وجهة نظري الحل الحقيقي هو في فدرلة الدولة .
المكونات السورية تخشى من سيناريو إعادة إنتاج نظام البعث في ظل تشتت المعارضة وعدم امتلاكها لمشروع وطني جامع…والكرد جزء أساسي من ضمن هذا الهاجس وكذلك بقية المكونات من سريان- تركمان -كلدو آشور…. دروز…..الخ
برأيكم دكتورة ماهو الحل الأمثل لإزالة هذا الهاجس ؟
المكونات السورية غارقة في التشرذمات والإقتتال السوري السوري و الكورد جزء من هذا التشظي ، والإنقسامات الحزبية فيما بين الأحزاب الكوردية حيث أدى ذلك الى دفع اثمان غالية وباهظة من الأرواح والممتلكات للشعب الكوردي مثله مثل باقي مكونات الشعب السوري حيث دُفِعت هذه الأثمان الغالية بسبب التمذهب والتشرذم في سوريا والذي خلق ازمة حقيقية بالنسبة لمفهوم دولة المستقبل، فكل التيارات
والاحزاب الموجودة أغلبها أحزاب فاشلة و لا يمكنها ان تدير روضة اطفال و هذا ينطبق على كافة احزاب المعارضة السورية.
نعم انا اؤيدكم ونخشى ما نخشاه من اعادة هيكلة النظام وتحسين صورته من اجل اعادة انتاجه وهيمنته على السلطة و الحل يجب ان يكون بالدعوة
للمصالحة السورية السورية و هذا ما كنت قد ذكرته من قبل في احد إجاباتي .
فنحن كأحرار و معارضين ندعو للتصالح مع الذات اولاً كما ندعو المجتمع السوري بكافة اطيافه لصياغة و إيجاد معارضة حقيقية تستوعب احلام السوريين وآمالهم وتنظر الى الفدرلة بعين العارف و الناظم لجميع الأمور المدنية والحقوقية في سوريا الجديدة سوريا الفيدرالية، ويجب ان يكون لدينا تأثيرٌ وصوتٌ مسموعٌ لدى المجتمع الدولي ليساعدنا في وصولنا الى الحلول الممكنة ؛ وان يكون لدينا تمثيل حقيقي في مجلس
الامن الدولي من اجل مساعدتنا في اعادة انتاج نظام جديد و دولة متماسكة تعمل على احلال الامن والسلام لإعادة بناء سوريا الجديدة والتخلص من هذا النظام الفاسد .
كيف تقيمون دور المرأة السورية في السنوات العشرة للأزمة ؟ وهل بدأت مرحلة التحرر والإنطلاق إلى الميادين ؟

 

قبل كل شيء لتنحني كل الهامات والقامات امام نضالات المرأة الكردية السورية التي قدمت اسمى آيات البطولة والنضال حيث قدّمن اجمل الشهيدات في ساحات المعارك للدفاع عن قضيتهن ولقّنَّ داعش درساً لا ينسى في القتال.
نعم نبكيهن نبكي صبايا بعمر الزهور روَيْنَ ارض كوباني بدمائهنَّ الطاهرة الزكية للدفاع عن الأرض الرمز
و عن قضيتهنَّ المقدسة في تقرير المصير **
وأيضاً المرأة السورية قدمت نموذجاً حقيقياً في التحرر وفي التطلع إلى المستقبل .فرأيناها في ساحات التظاهر وفي المعتقلات والسجون في كافة ساحات النضال في المشافي الميدانية .
و في التغطية الاعلامية،
فالمرأة السورية هي سوريا، هي الانثى التي تحمل الريادة و السيادة، هي الوليدة و الولادة.
و انا اتطلع الى سوريا بقيادة المرأة حيث ستكون افضل، و ستكون مزهرة كالربيع، ناصعة و مشرقة كالشمس..
لكم التحية و التقدير، و ألف تحية لكل نساء سوريا، مناضلاتها و شهيداتها و معتقلاتها، و لحرائرها أينما وجدن.
منشور جريدة يكيتي..العدد 277

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى