من الصحافة العالمية

جمهورية المشانق الشيعية “الملالية”

يكيتي ميديا_Yekiti Media
محمد رمضان
ما يثير الامتعاض والاستهجان معا هو الازدواجية الفارسية المتمثلة في توظيف الدين لبناء دولة دينية عميقة ،قائمة على القمع والبطش للمكونات الداخلية وتصدير الأزمات نحو المحيط الإقليمي والدولي ،كما تفعله حاليا ما تسمى الجمهورية الإسلامية ونظام ولاية الفقيه، ولعل ابتداع هذا النظام هو مبرر آخر لاحتكار السلطة المطلقة في يد فئة معينة دون سواها، وللعلم لم يكتف النظام الملالي عند هذا الحد بل جعل هذه الازدواجية المقيتة حكما مقدسا بالتبرير الديني تحت مسمى( التقية) الأمر المحلل شرعا و الذي يمنحها المزيد من فرص المناورة في تجميل القبح وتغليفه بالقداسة ،، كونها تعني إخفاء الشيء وإظهار عكس ما تدعو إليه بمعنى أوضح تشريع الكذب بموجب الشريعة الإسلامية.
الأمر المستهجن أخلاقيا بكافة الشرائع الإنسانية بيد أن النظام الملالي يحلل كل الموبقات من أجل بناء الدولة القومية القمعية بمواصفات فارسية، وتصدير هذه الموبقات على أنها أهداف و مبادئ إنسانية تدعو إلى إنقاذ البشرية والوقوف في وجه الهيمنة والاستكبار الغربي والإمبريالي، وهذه المبادئ نفسها بالتصدير الإيراني المحض جعلت 80% من الشعب اليمني تحت خط الفقر و قاب قوسين أو أدنى لإعلان المجاعة ، والحال عليه ثلث الشعب العراقي في مخيمات النزوح على أراضيه وقادة الميليشيات التقية الإيرانية يعلنون الانتصارات تلو الانتصارات في الشوارع العراقية ، وسوريا كذلك الحال ، وما زال النظام الملالي يتشدق بالقيم الإنسانية والروحية، وتسعى إلى إضفاء الصفة العالمية على الثورة الإسلامية المزعومة التي ساقت التهم إلى الحكم في الدولة الإيرانية المتعددة الأعراق والمذاهب ، والملاحظ بعد التفاهم الإيراني الغربي بخصوص برنامجها النووي تزايدت حدة أحكام الإعدام الجماعية، كما فعلت بالأسبوع الجاري مع واحد عشرون من النشطاء والسياسيين من القومية الكردية وللمرة الأولى معلنة إعلاميا.
وهذا إن دل على شيء فإنها تدل على التفاهم الغربي الأمريكي الإيراني العميق في إدخال المنطقة في حروب أهلية طاحنة المنتصر الوحيد فيها هو الجار الإيراني ذو الرأس إلفارسي والذيل الشيعي ، بمعنى أنها تسعى إلى إقامة إمبراطورية فارسية على إنقاذ الدول التي تنشط فيها نفوذها بمعية أتباعها الشيعة في تلك المناطق على مبدأ الفارسية أولا والشيعية تاليا ، وما يزيد جذوة الطموح الفارسي هو تشتت مناطق النفوذ للدول والقوى التي تستهدف المشروع الفارسي الشيعي، حيث أن خارطة النفوذ كالتالي في مناطق النزاع وتفشي المشروع الفارسي سوريا نفوذ تركي قطري سعودي، اليمن نفوذ السعودي الإماراتي ، في العراق نفوذ القطري السعودي في ليبيا نفوذ المصري القطري الإماراتي السعودي.
هذه الخارطة هي التي تمد المشروع الإيراني بقوة إضافية إلى جانب مغالطات توظيف خزعبلات المذهب الشيعي ، والمرجح أن حملة التصفيات الجماعية التي تنتهجها الملالي هي محاولة لتحصين الجبهة الداخلية بغية التفرغ لمشاريعها الخارجية في محيطها الإقليمي ، فيما الصمت الغربي والأمريكي حيال الجرائم الإيرانية الداخلية والإقليمية تكمن في الذهنية الغربية التي ترى أن النظام الإسلامي بالنموذج الإيراني لا يشكل خطرا على مصالحها الاستراتيحية وبالوقت نفسه أن الإبقاء على الحرب الإعلامية بين الغرب وأمريكا من جهة وإيران من جهة تمنح إيران فرص الظهور بمظهر الممانع والمقاوم أمام شعوب المنطقة المريضة بعقلية المؤامرة ، فايران تمتلك فيلق القدس وبالتوازي تبث 13 قناة تلفزيونية من إسرائيل ، وهذا هي آخر إبداعات الملالي التي تفضح مدى القبح الأخلاقي والسياسي لديهم ومدى سوء النوايا التي تبطنها للشعوب المنطقة ، لذلك يحتم على التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية السعي بكل الوسائل لدعم الحقوق القومية المشروعة للشعوب التي تقع تحت يد سلطة الملالي ، الكرد ، البلوش ، العرب ، بغية أشغال الملالي ووضع حد لمطامعهم في المنطقة حيال البحرين واليمن والجزر الإماراتية وسوريا والعراق ،لذا الإبقاء على إطلاق أيدي الملالي في المنطقة تمثل كارثة حقيقة لكافة شعوب المنطقة وينبغي تدارك خطورة إدخال المنطقة إلى أتون حرب الأهلية في منطقة الخليج إلى جانب سوريا والعراق بيد سياسات إيرانية بالمداورة مع دعم الغرب الأمريكي الخفي لهم.
كل ما سبق في أعلاه من ممارسات النظام الملالي في المنطقة برمتها في ظل تخاذل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والمهتمين بالحقوق الإنسان حيال ما يجري في السجون الإيرانية بحق النشطاء والسياسيين العامة في الأقاليم غير الفارسية وبصورة خاصة في إقليم كردستان إيران بإعدامات شبه يومية التهمة الموجه إليهم سلفا أنت كردي وسني أذن أنت محكوم عليك بإعدام وبعد الموجة من الإعدامات الأخيرة راحت ضحيتها عشرات من شبان الكرد جدد حزب الديمقراطي الكردستاني في إيران بمحاربة الحرس الثوري الإيراني وبالفعل تحريك قواته العسكرية المتمثلة ’’ببيشمركة’’ إلى خطوط المواجهة في مناطق المتاخمة لكردستان ولمح بانتفاضة الشاملة في المدن والبلدات الكردية في كردستان إيران ضد ممارسات نظام في طهران
الاورينت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى