جيان الحصري: عفرين تواجه أربع سيناريوهات
إعداد وحــوار: محمد رمضـان
تتصاعد وتيرة التهديدات التركية ضــد مدينة عفرين بكردستان سوريا بذريعة سيطرة وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي على المدينة واعتبارها جزءً مــن حــزب العمال الكردستاني، وأصبح ملف المدينة على طاولة الحوارات بين الرئيس التركي ونظرائها في روسيا وإيران لا سيما في اللقاء المرتقب في الثاني والعشرين مــن تشرين الثاني الجاري.
الرئيس التركي وفـي تصريحات له يوم أمــس الجمعة في أنقـرة قال إن نسبة العــرب في المدينة تتجاوز الــ50% مضيفاً “وفيه قسم مــن الكرد والتركمان”، وبات مصير المدينة الكردستانية بحسب الكاتب والناشط الكــردي جيان زكريا الحصري مفتوحاً علــى أربع سيناريوهات خلال لقاءه مــع يكيتي ميديا.
الحصري استعرض خلال اللقاء أربع سيناريوهات محتملة للمدينة الكردستانية وتتمحور حول الهجوم العسكري للجيش التركي مع فصائل درع الفرات على المدينة في السيناريو الأول قائلا: “قيام تركيا مع القوى الموالية لها بحملة عسكرية كبيرة للسيطرة على قرى شرقي عفرين، والتقدم نحو عفرين بعد الحصول على موافقة روسيا، والنظام وإيران مقابل أدلب، هذا السيناريو سيخلق كوارث وضحايا كثيرة نتيجة للكثافة السكانية في عفرين بعد نزوح السكان من مدينة حلب والريف الشمالي أليها، حيث يقدر عدد النازحين ب( 300) ألف نسمة ومع السكان المنطقة ب ( 800) ألف نسمة ستظهر موجة نزوج ولجوء كبيرة، وهو سيناريو سيواجه بصعوبات عملية نتيجة الطبيعة الجبلية لمنطقة عفرين، وصعوبة القتال للجيوش النظامية إضافة إلى افتقاد تركيا والكتائب الموالية لها للحاضنة الشعبية في عفرين”.
وفـي السيناريو الثاني يشير الحصري برغبة تركية في السيطرة على بلدات وقرى ذات أغلبية عربية فـي ريف حلب الشمالي، وفــرض حصار علي عفرين قائلاً: “اكتفاء تركيا بالسيطرة على بلدات شرقي عفرين من القرى ذات الغالبية العربية والتركمانية ( تل رفعت – دير جمال – مرعناز – عين دقنة – مطار منغ …) وفرض حصار على منطقة عفرين بعد موافقة روسيا مقابل تعهد تركيا بإقناع المعارضة على الحضور والتجاوب مع دعوات روسيا في حضور مؤتمر سوتشي، وهو سيناريو أقل كلفة كون حدود تركيا تحيط بعفرين من جهة الغرب والشمال الغربي والجنوب الغربي إضافة إلى وجود الكتائب الموالية لها من جهة الشرق ( إعزاز ) والجنوب الغربي (أطمة ) والجنوب الشرقي ( دارة عزة وقلعة سمعان ) فتركيا والقوى الموالية لها تحيط بعفرين من كافة الجهات تقريباً عدا عن ممر ضيق من جهة الجنوب الشرقي من خلال بلدة نبل التي تسيطر عليها قوات النظام”.
مسألة عــودة بيشمركة روج إلى كــردستان سوريا وتحديداً إلى مدينة عفرين كإحدى الحلول في السيناريو الثالث يتطرق إليها الحصري بقوله” “الاتفاق على ضم عفرين إلى مناطق خفض التوتر وعودة بيشمركة ( روج ) – وهم المنشقين عن جيش النظام من أبناء المنطقة والمتواجدين في أقيم كوردستان العراق – باتفاق الطرفين، وبضمانة دولية، وتمركزهم في نقاط الاشتباك كقوات فصل كما القوات الدولية الأخرى بين تركيا ومنطقة عفرين من جهة، وفي مناطق شرقي عفرين وهذا السيناريو سيرضي تركيا من جهة كونها قوات تتبع المجلس الوطني الكوردي الذي هو جزء من الائتلاف، والأقرب إلى قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بحكم تواجدهم في إقليم كوردستان الذي هو جزء من التحالف الدولي مع تركيا، ومن جهة أخرى سيطمئن قوات قسد والإدارة كونهم من أبناء المنطقة وهو سيناريو الأقرب إلى التنفيذ العملي على المدى المنظور، والتحدي المحتمل لهذا السيناريو هو معارضة النظام، ولكن بظل وجود إرادة دولية، وموافقة تركيا، والإدارة الذاتية سيكون الحل الأنسب للمشكلة”.
السيناريو الرابع والأخير والأقرب إلى التطبيق العملي بحسب الحصري هو: “تسليم عفرين إلى النظام لمنع تركيا من السيطرة عليها، وهذا السيناريو أقرب إلى التنفيذ في حال لم يتم ضم عفرين إلى مناطق خفض التوتر، وينال القبول من أغلب القوى فتركيا لن تعارض بل سترحب بذلك كما حصل سابقا في مثال منبج، ويمكن أن يتكرر ذلك في عفرين، وروسيا هي الأخرى تدفع بهذا الاتجاه، وقوات الإدارة هي أيضاً ربما لن تعارض كون لهم اتصالات وتفاهمات مع النظام أصلاً، وسبق أن تم عقد صفقات من هذا النوع في أماكن أخرى أو ستجبر على ذلك، والقوات الموالية لإيران المتواجدة بالقرب من عفرين في نبل والزهراء أيضاً تسعى إلى تطبيق هذا السيناريو، وعودة النظام إلى عفرين”.