آراء

جيل من السوريين يريدون اسقاط ثقافتكم قبل اسمائكم

كاوا رشيد
عن قريب وليس ببعيد , جيل من السوريين سوف يبحثون عن اجوبة لأسئلة كثيرة حرمتهم و ذويهم من حياة كريمة في وطنهم خلال خمس سنوات مضوا ، وكيف حرموا من احلام رسمت لهم ككل جيل في العالم يحتاج لحياة كريمة .
هذا الجيل الذي حرم من اسهل مقومات العيش و هي الكرامة و الاعتراف به كإنسان كمثل هؤلاء من يعيشون بكرامة و حريه في هذا العالم .
ربما تطول مرحلة البحث حول الأسباب ولكن في النهاية سيصل الى قناعة بانه لم يكن السبب بما آلت اليه وطنه و أهله و سكان حيه , لانه لم يكن يتوقع يوما ما سيقتل جاره و أخيه ببرميل من المتفجرات ترمى من طائرات عبر طيارين كانوا يغنون لهم كحماة الوطن و كنسور تحمي سماء الوطن و شرف المواطن .
هذا الجيل الذي لم يكن لديه اي فكرة عن الطائفية و الاثنية لانه على الرغم من ما كان يتعلمه في المدارس من زيف للحقائق التاريخية والجغرافية ولكن لم يكن يتخيل ان يقوم الجار بقتل جاره لانه من طائفة اخرى .
هذا الجيل سوف يكتب بحروف من ذهب أين ما حل بان السبب الأساسي الذي أوصلنا الى القتل و الكره و فقدان الثقة و محو من يختلف عني , هي تلك الثقافة التي كانت تدرس لنا بان الوطن و المواطن لهما سيد واحد و مالك و حيد بدونه لن نستطيع الحياة هو القادر و الوافي و الواعد المملوك و المعطي و بدونه نحن لا شي لذلك علينا ان ندعو له للأبد حتى يسلم البلد .
تلك الثقافة التي درست من قبل أشخاص يدخلون علينا في المدرسة و هم يحملون عصاة غليظة و يأمروننا بالوقوف لهم حتى يجلسوا هم , و منعنا من فتح أفواهنا الا باْذن منهم ، ومنعوا علينا التنفس في الصف بدون إذن منهم .
كل شخص منهم كان يتباها امام زملائه عن نوع العصا الذي يحمله. طوله و عرضه ومدى قدرته ضرب أناملنا .حتى من كانوا يحملون رسالة الدين و التسامح أجبرونا ان نقدس من لديه لحية وان عدم حفظ الحديث او الآية يعني انت ملحد واهلك شيوعين و عليك جلب والدك في اليوم التالي الى المدرسة .
الثقافة وزعت علينا كما يختارون هم و يوزعون عليك فكرك و مبدأك فهم بمجرد النظر إليك يصفونك في خانة يرودون هم ان تكون. بعثيا او شيوعيا او ناصريا او منتسب لحزب كوردي .
الثقافة التي أوصلتنا الى دراية بان نخاف من الجار او صاحب العمل او من يسلم علينا في الشارع خوفا من تقرير يرسل الى جهة أمنية و تاخذك الى حيث هم يدرون .
الثقافة التي حملتنا شعارات لانملك القدرة على حملها كالمقاومة و الاحتلال و العدوان المرتقب و الدفاع عن الوطن وكل من لا يحمل حسا لذلك يعتبر صهيوني إمبريالي مندس و خطر على أمن الدولة .
و المضحك المبكي ان شريحة كبيرة كانت تصدق و تؤمن بهذه الثقافة و تعتبرها نموذجا عصريا وان مؤسسيها اذكياء و يعرفون التعامل مع الداخل والخارج و يرددون في كل مكان : لك يا اخي قول الحمدلله …..نحن ولا الصومال ؟
ذلك المؤمن لم يكن فقط مستفيدا من النظام السياسي ومؤسس ثقافتها لا أبدا فقد كان ككل الناس يقف اما حانوت صغير لشراء علبة دخان واحدة فقط و يفتقد الزيت و السمنة في أكله و يرى الموز فقط بالاحلام .
أنا ادرك تماما بان ذلك الجيل لن يدعو العودة الى ما كان ذووه عليه من عبودية للشخص و الشعارات و ثقافة خرافية لا تملك الا الكره و إقصاء الغير ورفض الجديد ٠
ذاك الجيل سيعلن الغسل من الماضي وما كان يحمل لانه سيدرك ان الماضي كانت مجرد اوهام و كل ماكان يقال لاتختلف عن شعار الى الأبد يا حافظ الأسد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى