حرفة النجارة في تربه سبي.. صعوبات ومعوقات مثقّلة بالتحديات
Yekiti Media
تتميّز مهنة النجارة بأنها احترافية إبداعية، تحتاج إلى القدرة على الابتكار والتصميم، والنجارة إحدى المهن المهمة التي عمل بها الإنسان منذ القدم وللآن ، حيث يستعمل الخشب في صناعة الأثاث المنزلي والأدوات التي يحتاجها في حياته.
كما وتُعتبر الخبرة في مجال النجارة خبرة مكتسبة بالتدريب على يد نجّار وممارستها حتى إتقانها باحترافية.
بالصدد تحدّث السيد عامر حميد، وهو من سكان بلدة تربه سبي مواليد 1979 ،الذي يعمل بمهنة النجارة لمراسل موقع يكيتي ميديا “بدأت بمزاولة هذه المهنة بعمر ال 13 سنة أي منذ ما يقارب ال 30 سنة واكتسبتها من والدي، الذي بدأ ممارسة المهنة في التسعينيات، ولشغفي بهذه المهنة تركت مقاعد الدراسة لأتفرّغ للعمل مع والدي وأخوتي في الورشة التي قام أبي بتجهيزها بالمعدّات والآلات.
وأضاف “بدأنا العمل بأدوات وآلات بسيطة وبعدة العمل المتوفرة لدينا بحسب المردود المادي لنا، كان العمل سابقاً ممتعاً أكثر بالرغم من العمل الدؤوب الذي يستهلك الكثير من الجهد والطاقة في إنجاز الطلبيات وذلك لتوفّر الكهرباء النظامية والمواد الأولية بثمنٍ زهيد وتوفّر الأيدي العاملة ليصبح الإنتاج وفيراً، وقد كنا نتقاسم العمل فيما بيننا وكلٌّ في مجالٍ وقسمٍ مختلف “كالدهان ، التفصيل ، القياس ، التركيب ، والإشراف على العمل”، أما حالياً وبسبب الأزمة في البلد وهجرة أخوتي للدول الأوربية، بقيت بمفردي في الورشة مما زاد الحمل وأعباء العمل عليّ واستهلاك الكثير من الوقت لإنجاز الطلبيات مما أدّى إلى قلة الإنتاج.
وتابع “في الآونة الأخيرة قمت بتطوير وتحديث مهنتي من خلال استبدال الآلات القديمة بآلات وماكنات حديثة لتواكب وتلائم التطور الجديد لمنتوجات العمل والتي اكتسحت الأسواق مؤخراً وزاد الطلب عليها من قبل المواطنين، سابقاً كان العمل يقتصر على الموبيليا والمنجور ونستخدم في صناعتها قطع الخشب الكاملة كمادة أساسية ويحتاج ذلك للكثير من الجهد في القصّ والحفّ وتلوينه على عكس الوقت الحالي الذي نستخدم فيه مواد أولية جاهزة ونحتاج لأخذ القياسات وقصها وتركيبها دون جهدٍ كبير، أما الآن وبعد التطور أضفت أقسام أخرى غير صناعة غرف النوم والأبواب الخشبية وأثاث المنزل لعملي كالديكورات ، المطابخ ، PVC ، المنيوم.
نوّه عامر إلى صعوبات وتحديات العمل “تواجهني الكثير من الصعوبات منها عدم توفّر الأيدي العاملة مما يزيد من الوقت لإنجاز الطلبيات والتأخير في تسليمها، وأيضاً مضاعفة الأجور وارتفاع أسعار المواد الأولية في النجارة وباستمرار والتعامل بعملة الدولار في العرض والطلب، انقطاع الكهرباء النظامية والاستعانة بالمولدات الكهربائية والتي لا تلبّي الحاجة لكثرة أعطالها ومصاريفها الزائدة، المواد الأولية السيئة في الوقت الحالي وعدم توفر مواد بجودة جيدة كما في السابق، المنافسة بين النجّارين والعمل بأقل الأسعار مما يؤثّر على عملنا ويقلّل من الفائدة المادية.
أنهى حديثه “بالرغم من الصعوبات التي تواجهني في مهنتي لا أستطيع تركها والعمل بمهنة أخرى لأنني لا أجيد غير مهنة النجارة وأبدع فيها وأنجز أفضل النقوش وللحفاظ على مهنة وحرفة أبي“.
الجديرُ بالذكر أنّ مهن وحرف عديدة تنتشر في بلدة تربه سبي ومنها الالمنيوم، الحدادة، الكهربائيات ، الخياطة ، الحلاقة وغيرها …