حروب حماس آخر القلاع الإخوانية!
نصر المجالي
تصر حماس، على أن تضطلع قطر وتركيا بدور رئيس نيابة عنها في مشاورات وقف إطلاق النار في الحرب الضروس على غزة، وذلك في محاولة منها إيجاد موطىء قدم لها في مستقبل المفاوضات السلمية “المتعثرة” راهناً والحفاظ على دورها كحاكم مطلق في القطاع، حماس ومعها أنقرة والدوحة أن غزة هي آخر قلاع (الإخوان) ولذلك لابد من الحفاظ على هذه القلعة ولو سالت دماء آلاف الأبرياء من الغزّيين،، لهذا أجد أنه آن الأوان لحشد دولي لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية في بسط نفوذها على القطاع كما هو الحال في الضفة الغربية والشروع باستئناف المفاوضات التي كانت أجهضتها المصالحة بين فتح وحماس، حيث الأخيرة لا ترى أبعد من أرنبة أنفها: إما أنا أو الطوفان، ولهذا كان طوفان غزة الدموي الأخير.
ولهذا فإن حماس الإخوانية تضع كل “بيضات” نضالها وثوريتها ومقاومتها ودينها وإلهها ونبيها وبراءة أطفال غزة ونسائها وشيوخها، في سلّتي “قطر وتركيا” حيث “ماكينة التفريخ الإسلامية العالمية” وتريد للعالم العربي أن يهرول للانخراط تحت لوائها مستغلة في ابتزاز دنيء رخيص للرأي العام الرافض للحرب الوحشية الهمجية الإسرائيلية ضد غزة “الشهيدة” التي كان أحد مسبباتها “غوغائية” حماس وخطل قادتها الحالمين بـ(زعامة إخوانية) لن تكون للعالمين العربي والإسلامي …!
**
على حد علمي لم يصدر الأردن أي قرار بمنع مواطنيه من زيارة غزة، فبلاش “زعرنة القومية والوطنية والدينية والندب والاتهامات والشتائم والبكائيات والشعارات والاستعراضات البطولية والقدح والذم” على صفحات الفيسبوك والصحف والمواقع الالكترونية وباحات المساجد وحواري المقاهي والمولات،، وحيث الجهاد “فرض عين” فكلها ساعة زمن بالسيارة، انفروا إلى هناك حيث تؤدى الفريضة وتتجلى الرجولة الأصيلة والشجاعة الحقيقية وتتحقق الشهادة …!
**
هذه الأمة العربية إن بقي هذا المسمى قائماً كتبت على نفسها “الذّلة والمسكنة” والموت (الكارثي) بفعل يدها لا بفعل غيرها وليس في الموت شماتة، ثم ان كرامة الميت دفنه وعظّم الله أجركم … !
**
ما يسمى مراقب عام (العصابة) اللاهّمام اللاسعيد يهذي من مسيرات واعتصامات وحواري عمّان: دخلنا العصر “القسّامي” لا سايكس بيكو، لا وادي عربة، ولا بلفور كلها تحت أرجلكم، تعيش تركيا وشعبها وقيادتها،، تعظيم سلام لوالي وريث العصملي أردوغان في ديار الأردن …!!؟.
هذه العصابة أو الجماعة “سمّها ما شئت”، فتكت في الشارع الأردني والإنسان الأردني لعقود وعقود، استمرأت الشتم والاتهام على الساحة الأردنية وذهبت بعيداً في الانفلات من عقال الأدب والأخلاق، وهي فرّقت بين الأردنيين من تابع ذليل لها أو منتم لوطنه وموال لقيادته، وهي اعتبرت بنات الأردن الأصيلات الماجدات (داعرت) لأنهن لم يرتدين الحجاب، واعتبرت من يقف في طريقها ويكشف خطاياها ملحداً زنديقاً وكافراً إن لم يتبع المرشد وينهج طريق هلوستهم ويدعم حلمهم الموبوء نحو كرسي الحكم …. آن الأوان للجم العصابة وأركانها ومريديها وأنصارها وتنظيف الساحة الأردنية من نفاياتها وبلاويها وشعاراتها وطائفيتها وغيِّها وخروجها على الصف الوطني والتخندق مع الغير ضد المصالح الأردنية العليا وكل السذاجات والتفاهات والخرافات التي فرضتها لعقود على الشارع تحت شعارات إسلامية كوكيلة لله على الأرض… !
**
وفي العصر الإسرائيلي، قامت إمارات إسلامية متفرقة بموازاة حكام دويلات العرب، توّجت بإعلان (الخلافة) على مناطق تمتد من حلب في الشام حتى الموصل نزولا الى الأنبار في بلاد ما بين النهرين ………… هكذا سيكتب التاريخ بعد مائتي عام من الآن !
**
يا غزّة هاشم …. “وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ ** فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ” !
مع الاعتذار من المعتصم وإبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي، وفي هذا المجال علّني استذكر قصيدة الشاعر اليمني الراحل الكبير عبدالله البردوني (أبو تمام وعروبة اليوم) التي كان قالها الها 1971 وبين ما قاله:
يَكْفِيـكَ أَنَّ عِدَانَـا أَهْـدَرُوا دَمَـنَـا
وَنَحْـنُ مِـنْ دَمِنَـا نَحْسُـو وَنَحْتَلِـبُ …!
**
فلسطين لا ولن تتحرر من حارات مخيم (البقعة) أو خطب الجمعة و(تشبيح) خطباء المنابر، ومن يريد أن يكون من رجال حماس كما هتفوا بالأمس أمام المسجد الحسيني “نحن رجالك يا حماس” ليذهب إلى غزة أو قطر فهناك حماس ومعها الجهاد الإسلامي، فهناك ساحات النضال إن عزموا على ذلك وصمموا وهنالك أيضاً ساحات المواجهة لآلة القتل الإسرائيلية، اذهبوا واستشهدوا ونالوا الجنة وحرروا الأوطان بعيداً عن المزايدات والمسخرات والعنعنات والجعجعات والشتائم والاتهامات والشعارات والمفخخات والمشاكسات والثرثرات والزعبرات والمظاهرات والاعتصامات والزعيق والنعيق وتسجيل المواقف الفارغة … !
**
إمام الكراهية عمر محمود عثمان (أبو قتادة) يتمنى من سجنه في الأردن، أن يكون بين (إخوانه المجاهدين) في غزة يعيش ألمهم وثباتهم، ويقول: “ولولا التقييد والتشديد في هذه الأوقات لنصرناهم بكل ما نملك لكن الله أعلم بالظروف”،،،، طيّب، أتمنى على أهل عمّان إطلاق سراحه فوراً لتحقيق أمنيته،،،،،،،، وأقطع إيدي إذا غرّب أو هوّب قرب ساحات الوغى… !
**
لأن كيان إسرائيل (القلعة) لا يعرف إلا الخطيئة والهمجية والبربرية والقتل والجبروت عبر التوراة والتاريخ (الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، اقتلوا للهلاك) – (حزقيال : 9:6 ) ،، دم أبرياء غزّة أطفالاً ونساءً وعذارى وشباباً وشيوخاً في عنق قادة حماس والجهاد الإسلامي ومن والاهم وناصرهم وصفّق لهم في كل دار من ديار المسلمين، فهم استكبروا على الحقيقة وتجبروا نَزَقاً وثورية ملغومة وركبوا رؤوسهم بعمى بصرٍ وبصيرةٍ ولا يعترفون بالخطيئة في حضور الغوغاء وغياب التخطيط والاستراتيجية ومعاني الحرب الضروس والعدة والتجهز لها على أرض الواقع لا من وراء مايكرفونات الفضائيات وبيانات الاتهام والشجب والندب والتثوير الذي قاد للقتل والذبح والإبادة والتدمير، فهل أعدوا لهم ما استطاعوا من قوة “يرهبون بها عدو الله وعدوهم” …….. أعتقد لا وألف لا !
**
شهوة الحكم عند الإخوان صار “محنة قتل” فبعد أن أطيح بهم في مصر أشعلوا سيناء، وفي غزة تسيل راهناً دماء،،، ولا زالت عينهم على الكرسي ولو على خازوق يشمل الشعب كله حتى آخر واحد يتنفس، وعليّ وعلى أعدائي يا ربّ، في هذا هم مجرمون … وأنا أدرك أن إسرائيل مجرمة !
**
ما حكاية تفشي ظاهرة قذف الآخرين بصفة (الإلحاد) من جانب الجهلة قاصري العقل في الزمن الإسلامي المنهار الرديء،،، مطلوب قوانين رادعة يحظر (الاتهام) ما دام الاتهاميين لم يرتدعوا بالقول الإلهي: ” وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ” … !؟
**
وأخيراً، حيث جمع اليهود شتاتهم بعد ثلاثة آلاف عام من التشرد في (دولة) للقتل والعنصرية، وحيث العرب والمسلمين لم يقدموا منذ ألف عام شيئاً يذكر للحضارة الإنسانية سوى إنتاج التطرف والرعب والإرهاب الذي تصاعد في العقود الأخيرة، أعتقد أن العالم لم يعد بحاجة لكليهما… !
المصدر ايلاف