حزب الله يستخدم أيتام ومشردين في دفاعه عن نظام بشار الأسد
يكيتي ميديا – Yekiti media
لم يكتف حزب الله بإفراغ مناطقه من الشباب والصبايا بعمليات تجنيد واسعة لملء فراغ جبهات القتال في سوريا أثناء دفاعه عن نظام الأسد، فقد جاءت كشافة المهدي، التابعة لـ”حزب الله” لتكمل المهمة الصعبة.
تعتبر كشافة المهدي التي انشئت في العام 1985، وحصلت على إذن بالعمل من وزارة الداخلية اللبنانية في العام 1992، وريثة “كشافة الرسالة الإسلامية” التابعة لحركة أمل في الأوساط الشيعية بعد أن صار عمل الأخيرة مقتصراً على العمل الكشفي المدني .
تجري عمليات تعبئة دينية عقائدية حماسية في أفواج كشافة المهدي كي تعد “الفتيان” للعمل الجهادي المسلح في الوقت المناسب، وتضم نحو 500 ألف منتسب تقريباً، تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و 18 عاماً، يتوزعون على أكثر من 500 فوج.
والهدف من الحركة الكشفية، كما جاء في التقرير السنوي للحركة عام 2006، هو “إنشاء جيل إسلامي وفق التصور الخاص بولاية الفقيه”، أي الالتزام بتعاليم المرجع الديني في إيران السيد علي خامنئي، وبذلك تصبح الطائفة هي الوطن بنظرهم، ورئيسها المرشد الديني والسياسي الإيراني المتمتع بهالة من القداسة كونه نائب الإمام المهدي المنتظر.
يقول نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في العام 2006 لإذاعة راديو كندا “أن أمة تملك أولاداً مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل الله هي أمّة منتصرة، لتنشر صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريراً بعد تسعة أعوام، يفيد بنية الحزب استخدام الأطفال في القتال داخل سوريا لمساعدة نظام بشار الأسد، وتكشف تقارير صحفية عن دورات عسكرية لمراهقين في مخيم تدريبي في منطقة القصير السورية، تمهيداً لتحويلهم إلى مقاتلين، الأمر الذي أكده الناطق الرسمي للجبهة الجنوبية عصام الريس، حيث ذكر عن مصادر موثوقة، أن الحزب حشد حوالي 800 طفل لمعارك القلمون.
تجمعت خيوط القصة مع تشييع حزب الله الطفل مشهور فهد شمس الدين الذي قتل في سوريا، ولم يتجاوز الـ 15 عاماً من عمره بعد، ورصدت تقارير إخبارية لبنانية العشرات من عناصر حزب الله الذين سقطوا بين قتيل وجريح في منطقة القلمون السورية معظمهم ما دون 18 سنة.
ومن غير المستبعد أن يكون مشهور شمس الدين قد مر على مخيم القصير، أو غيره، قبل نعيه “شهيداً”. خاصة وأن ذويه يشعرون بالفخر، لأن”حزب الله استطاع أن يعبئ مجتمعه على ثقافة الموت، تارة باسم الواجب المقدس وتارة أخرى باسم الواجب الجهادي.
يقول والد أحد عناصر كشافة المهدي في تصريحات صحفية، أنه يتمنى لو أن ابنه مكان شمس الدين، مشيراً إلى أنه أرسل نجله إبن الستة عشر عاماً إلى مخيم تدريبي في القصير السورية، منذ قرابة الستة أشهر.
في هذا السياق يقول مدير منظمة “أفاز” الحقوقية في العالم العربي وسام طريف “إن الحزب يملك مجموعة من المؤسسات التي تصب جميعها في خانة نشر الفكر الجهادي، كالمجلات وبرامج الأطفال، فضلاً عن الكشافة التي تتولى التنشئة العسكرية”.
ويوضح الظريف كيف يتم السماح للقاصرين بممارسة الأعمال العسكرية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، قائلاً “إن الحزب يحصل على موافقة أولياء الأمور في حالة ذهاب الأبناء القاصرين للقيام بأعمال تدريبية، وإذا أراد القاصر الإنخراط في عمل مسلح بشكل مباشر، يجب الحصول على موافقة من سلطة حزبية عليا”.
كما يوجه الحزب مقاتليه إلى كتابة وصية تتضمن “طقوس الإستشهاد” عبر التوصية بالدفن قرب مقام السيدة زينب في دمشق واقتصار المشيعين على الأقارب، بالإضافة إلى الطلب من الحزب دفع مبلغ من المال للعائلة، الأمر الذي يكشف أحد أسباب دفع الأهالي بأبنائهم إلى هذه المعارك، خاصة بعد جملة القرارات التنظيمية القاضية، بتجميد تفرغ، وتوقيف دفع المخصصات المالية، بحق عدد من كوادر وعناصر حزب الله من منطقة الجنوب، ممن رفضوا إجراءات التكليف الشرعي الصادر عن الحزب والقاضي بالقتال في سوريا.
لا يقتصر تجنيد حزب الله على الأطفال اللبنانيين الذين ينتمون للطائفة الشيعية، فهو يتعداها ليستغل حاجة الأيتام والمشردين من السوريين اللاجئين إلى لبنان، فتقوم جمعيات إغاثة شيعية بإستقبالهم وتأمين المسكن والطعام، ثم تعمل على تشييعهم وتوجيههم عقائدياً، وتدريبهم في معسكرات القصير، وزجهم في القتال، ضد أهلهم وذويهم.
يصف وزير العدل اللبنانى أشرف ريفي تشييع الحزب أطفالاً قاتلوا وقضوا في سوريا بأنه مشهد يذكره “بآخر أيام هتلر”، موضحاً أن هتلر في بداية حروبه وفي عز انتصاراته كان يستعين بالجنود البالغين الأشداء، لكن حينما بدأ مشروعه ينهار أصبح يستعين في نهاية حقبته بالأطفال وسرعان ما شكل ذلك إفلاساً عسكرياً أدى في نهاية المطاف إلى خسارته الحرب.
ميليشيا لواء “القدس” الفلسطيني، المعروفة بأنها إحدى أفرع “حزب الله السوري” والتي تتمركز في “مخيم النيرب”، ضمن محافظة حلب، أعلنت عن افتتاحها دورة تدريبية عسكرية شملت الأطفال من سن 15 عاماً فما فوق، لمدة تدريبية قتالية وبدنية تستمر لشهر كامل، وبدأت أجندتها في 24 من شهر نيسان الماضي.
وطلب التنظيم من عناصره الذين انتهوا من دورات سابقة حول “معلم الصاعقة” مراجعة مركز اللواء في مخيم النيرب، بهدف الإستفادة العسكرية من خبراتهم في تدريب الأطفال.
الإعلان عن تجنيد الأطفال والشباب في مخيم النيرب جاء عقب زيارة خاصة قام بها محمد سعيد، مؤسس لواء “القدس الفلسطيني”، إلى العاصمة دمشق، نهاية شهر آذار الماضي، والتي التقى فيها بقيادات من المخابرات السورية، كما التقى خلال زيارته لدمشق مفتي نظام الأسد أحمد حسون.
سبق الإعلان عن بدء تجنيد الأطفال على الأعمال العسكرية حملة إعلانية تحريضية قال فيها سعيد نحن لواء القدس قمنا بتخليص مخيم النيرب من الفكر الثورجي والفكر التكفيري عن طريق تهجيرهما، ويقوم أبطال لواء القدس بتفتيت أي خلية نائمة في المخيم وتشتيتها خارج سوريا، مشيراً إلى أن مصير تلك الخلايا إما التهجير أو الموت في سجون “الجمهورية العربية السورية”.
ويؤكد مراقبون إن لواء القدس الفلسطيني ما هو إلا إحدى ميليشيات حزب الله السوري، رديف حزب الله اللبناني، ويلقى دعمه من المال والأسلحة والذخائر من حكومة طهران، وعلاقة قائده مباشرة مع قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، وقائد العمليات في سوريا، ولا يستطيع أي فرع أمني تابع للنظام السوري التفكير في محاسبته على تجاوزاته من سرقة وسطو وقمع وقتل في حلب.
ممارسات حزب الله اللبناني التي سبقها ما كان يقوم به نظام الملالي الإيراني خلال حربه مع العراق، تعيد إلى الأذهان الأنظمة الشبيهة البائدة في أواخر أيامها، والتي إعتمدت عسكرة الأطفال لسد الإحتياجات العسكرية التي لا تنتهي.