حزب HDP و مصيدة العمال الكُردستاني…دروس لم تستوعبها

د. محمد جمعان

فُتِح المجال ل HDP قبل عامين و عن طريق الاقتراع و بطرق ديموقراطية للحصول على أصوات الكُرد، و صوّتت لهم نسبة لا بأس بها من أصوات الناخبين في تركيا ، و وصل عدد نوابهم في البرلمان التركي إلى ( ٨٩) نائباً، و كان بإمكانهم إنجاز ،على الأقل، ما يلي:

– الاشتراك في الحكومة

– إمكانية المشاركة في اتخاذ القرار السياسي في تركيا .

– بناء المناطق الكُردية و تطويرها .و لا أقول تهيئة الشعب الكُردي قومياً ووطنياً .

– إمكانية استقلالية قرارهم. و لكن تأكّد مرةً أخرى بأنّ قرار هذا الحزب ليس بيده بل هو بيد ال ب ك ك، فترك مستقبل الكُرد في كُردستان تركيا بيد المجهول .

و بدأت مسيرة الشعارات الخلبية وخسروا المساحة الممكنة في الشارع الكَردي – التركي والتي أعطاهم إياها الشعب الكُردي . و بدأت من جديد مسيرة السجون و العذابات للمناضلين الكُرد و ابتعدت مسيرة الحلّ السياسي للقضية الكُردية في تركيا ، و بالتأكيد هذا ما كانت تهدف إليه القوى العنصرية و المتطرّفة التركية، و هي كانت خدمة بسيطة لهذه القوى و بالتأكيد هذا ما أرادته ب ك ك أيضاً.

– فهل سيأخذ HDP العِبر من تجربة العرب في اسرائيل حيث تشارك الآن كتلة عربية في تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة ، بالرغم من أنه يُقال أنّ رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت هو رئيس حزب يميني متطرف ، فهل ستكون هذه التجربة بين اليهود و العرب عبرة ل HDP لكي يستفيدوا منها لصالح الكُرد في تركيا أم انهم سيستمرون في السير وراء مَن اختار الفوضى و الحروب و التدخل في الأجزاء الكُردستانية الأخرى وفرض أجندات أعداء الكُرد؟ و ما تدخلهم في شؤون إقليم كُردستان العراق و جرّ الأعداء إلى الأجزاء الأخرى عن طريق حروبٍ عبثية لا طائل لها، و محاربة كلّ مخالفٍ له في الفكر و الرأي إلا أمثلة واضحة بأنّ هكذا نهج لا يخدم حلّ القضية الكُردية .

– إنّ تجربة مشاركة الفلسطينيين في حكومةٍ إسرائيلية يمينية لا بدّ من الاستفادة منها و قد تُعتبر عبرة لمَن اعتبر….فهل تراجع HDP سياساتها و تنخرط في العملية السياسية بعيداً عن أجندات ب ك ك ، وتحظى بدعم الكُرد في كُردستان تركيا والأحزاب الكُردستانية، و تسلك طريق الدبلوماسية لتحقيق حقوق الشعب الكُردي ؟