حميد حاج درويش: على PYD إلقاء السلاح وممارسة السياسة والتعاون مع جيش النظام
تناول سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكُـردي في سوريا عبد الحميد درويش في لقاءٍ مع صحيفة الوطن، الموالية للنظام السوري، مجموعة قضايا، على الساحتين الكُـردية، والسورية، مشيراً خلالها بضرورة إلقاء حزب الاتحاد الديمقراطي PYD للسلاح، والتعاون مع قوات النظام السوري في الجزيرة وكوباني، منوهاً إلى إن الأتراك قد يهاجمون مناطق أخــرى في الشمال سوريا بما فيها مدينة حلب، داعياً في الوقت ذاته رئيس النظام إلى عقد مؤتمر وطني يجمع كامل مكونات المجتمع السوري، وحل القضية الكُـردية، والمسألة الديمقراطية في سوريا.
وقال درويش إن الوضع في منطقتي الجزيرة، كوباني مستقر، وهناك أمان واستقرار، لكن مع ذلك هناك خوف كبير لدى الناس بأن يحصل في الجزيرة مثلما حصل في عفرين لأن أردوغان يهدد باحتلال الجزيرة وكوباني، مضيفاً: “نحن قلقون أن تتحول التهديدات إلى فعل”.
وأكد درويش، أن سكان عفرين وبسبب الاحتلال التركي فقدوا كل ممتلكاتهم من أراض زراعية ومنزل وأثاث ووسائل نقل، ولم يبق لديهم شيء إلا ونهبته المجاميع المسلحة وعلى مرأى ومسمع الجيش التركي، وقال: «هم يعاقبون الكُـرد تحت غطاء معاقبة (حزب الاتحاد الديمقراطي) PYD».
وأعرب درويش عن خشيته على مصير عفرين، وأن يحدث لها ما حدث للواء اسكندرون، معتبراً أن الأتراك المتواجدين حالياً في شمال حلب، قد يهاجمون مناطق أخرى كنبل والزهراء وتل رفعت أو حتى حلب نفسها.
وفيما إذا كانت القوات الأميركية المتواجدة في شمال شرق سورية تشكل ضمانة لقوات سوريا الديمقراطية QSD، قال درويش: إن الشعب الكُـردي له تجربة مريرة مع الأميركيين، فقد تركوا (الزعيم الكُردي مصطفى بارزاني) في العراق عام 1975 بين مخالب الشاه و(الرئيس العراقي السابق) صدام حسين وسقطت «الثورة»، واليوم يدعمون «قوات سورية الديمقراطية- QSD» لتحقيق مصالحهم والتي تتمثل في محاربة داعش وأجندات أخرى، مشدداً على أنه لا توجد ضمانات لـ«QSD» من الأميركيين، وأن بقاء القوات الأميركية أو انسحابها سيكون وفقا للمصالح الأميركية وليس هناك أي اعتبار لمصالح الشعب السوري ومن ضمنها مصالح الكُـرد.
وحول رفض وحدات حماية الشعب YPG دخول جيش النظام السوري إلى مناطق سيطرتها أعرب درويش عن تصوره، بأن التعاون والتنسيق بين الجيش السوري وYPG سيكون مخرجا لحماية الجزيرة وكوباني، داعياً PYD إلى ممارسة نشاطه السياسي كسائر الأحزاب الكُـردية الأخرى، وإلقاء السلاح جانباً.
ونفى درويش مشاركة حزبه في تجربة «الإدارة الذاتية» التي أطلقها PYD لأنها، وفق تعبيره، تجربة حزب واحد وليست تجربة المكونات الشعبية في الجزيرة، مؤكداً أنه «كان من الضروري أن يحصل تفاهم بين كل القوى الموجودة في الجزيرة، ونحن لسنا راضين بسيطرة الحزب الواحد».
واعتبر درويش، أن احتلال أردوغان لعفرين ألغى حلم PYD بـ«الفيدرالية»، وأوضح أن PYD أساساً لا يطالب بالفدرالية القومية، مبيناً أن دخول الجيش التركي إلى عفرين عقّد المشهد السياسي، لأن الهدف التركي وفق رأيه «يتخطى الطموح الكُـردي ويمتد إلى احتلال الشمال السوري بأكمله».
وحول رؤيته لحل القضية الكُـردية ، قال درويش: من الضروري أن تطرح “الدولة” حلاً، فهناك من يطرح «الفيدرالية» وهناك من يطرح «الحكم الذاتي» وهناك من يطرح «الإدارة الذاتية»، لكن من الضروري أن تطرح الدولة رؤيتها لحل المسألة الكُـردية في سورية، ونحن أيدنا كحزب تصريح وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، وأصدرنا بياناً رحبنا فيه بالمبادرة، واعتبرناها إيجابية، وقبلناها، لكنها توقفت ولا نعرف لماذا!.
وكان المعلم علّق أواخر أيلول من العام الماضي على قضية الكُـرد قائلاً: «إنهم في سورية يريدون شكلاً من أشكال الإدارة الذاتية في إطار حدود الجمهورية، وهذا أمر قابل للتفاوض والحوار».
ورداً على سؤال فيما إذا كان يعتبر أن الكُـرد في ضوء التطورات الإقليمية والدولية، خرجوا من المولد بلا حمص، قال درويش: إلى حد الآن نعم، وأردف: أن الضرورة القصوى تتطلب أن تطرح الدولة حلاً للمشاكل التي يعاني منها الشعب السوري، وهذه المشاكل بالدرجة الأولى هي مقاومة الإرهاب والتطرف الإسلامي وهذا بالنسبة لي أولى الأولويات، وبعدها حل القضية الكُـردية، ثم حل المسألة الديمقراطية في سورية، معتبراً أن هذه المسائل سوف تدفع الشعب السوري إلى المزيد من الالتفاف والتكاتف، وذلك بأن يدعو رئيس النظام بشار الأسد إلى عقد مؤتمر وطني شامل يجمع مكونات الشعب السوري، يطرح فيه السوريون مشاكلهم، وأن يسبق ذلك قرار من الرئيس بالعفو عن المعارضين الموجودين في الخارج وسيأتي قسم كبير منهم إلى دمشق.
ورأى درويش، أن انعقاد هكذا مؤتمر وطني سيحد من التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري مما يفسح المجال لإيجاد الحلول الوطنية للأزمة السورية، كاشفاً عن أن «الأخوة في «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة يحضرون لمشروع مؤتمر وطني وأنا أراه جيداً يمكن أن يسهم بإنقاذ سورية».
ويوم الجمعة الماضي اتفق درويش وبعض قوى معارضة الداخل على «التحضير لوفد من المعارضة الداخلية لزيارة الجزيرة للحوار والنقاش مع كافة الأطراف السياسية الكُـردية»، بهدف التأكيد على الخيار الوطني واعتبار مؤسسة الجيش هي الضامن لوحده وسيادة الوطن». وحول المبادرة قال درويش: نرحب بقدومهم إلى الجزيرة والعمل من أجل وحدة الشعب السوري بشكل عام، وأن يلتقوا مع الإخوة في «بيدا» والأحزاب الكُـردية الأخرى، لأن هذه المبادرة قد تسهم في إنقاذ الجزيرة وكوباني من تدخل تركي.
ورأى درويش أن المعارضة «انحرفت عن الطريق السليم عندما أشهرت السلاح»، وأضاف: «وإلا كان لنا كمواطنين سوريين كل الحق بالمطالبة بحقوقنا»، وتابع: أنا سبق وحذرت في جنيف من أنه إذا لم نتفق فإن القوى المتطرفة ستستلم سورية، وهذا ما حدث فعلاً، معتبراً أن «الائتلاف» (المعارض) اليوم مشتت وتتحكم به دول خارجية كالسعودية وقطر وتركيا.
وختم درويش كلامه بالتمني أن تعيش سورية بسلام ووئام بعيداً عن التطرف الديني الإسلامي، لأن «التطرف الديني القومي المذهبي عملياً، هو تخريب لبلدان العالم ومنها سورية»، كما تمنى أن تتجاوب الدولة مع الحلول التي يطرحها حزبه وبعض القوى التي تساهم بوحدة سورية واستقرارها.
الوطن السورية