حوار خاص ليكيتي ميديا مع الأكاديمي أفشين غلامي
أفشين غلامي: كاتب وأكاديمي وإعلامي ومسؤول مجلة الفكر الناقد في كُردستان إيران .
السؤال الأول :
العالم كلّه يعيش منعطفاً جداً خطير ، والحرب الأوكرانية – الروسية تعود بنا لأكثر من قرنٍٍ .. هل يمكن اعتبارها تدويراً جديداً للمسألة الشرقية ؟ وما :
– انعكاس هذه الحرب على أجزاء كُردستان الأربعة رغم تراكم الأحداثيات فيها لأكثر من قرن،
– ايران خامنئي ووسط هذه الأزمات العالمية الى أين؟ وأين هي القضية الكُردستانية الإيرانية؟
الجواب :
إنّ قضية أوكرانيا هي في الواقع مشكلةٌ دولية معقدة ، لا تؤثّر فقط على أجزاء كُردستان الأربعة؛ بقدر ما هي على العالم بأسره ، حيث أنّ كلّ جزءٍ من كُردستان يخضع لسيطرة إحدى دول المنطقة ، وكلّ دولةٍ منها هي في جبهةٍ من جبهات الأزمة الأوكرانية، وتسعى لتحقيق مصالحها الخاصة. إيران كانت حسّاسةً تجاه قضية أوكرانيا ، لكن بدأت تُظهِر بوضوحٍ دعمها لروسيا ، وهذا الدعم واضح أيضاً في وسائل الإعلام الإيرانية، حيث بدأت حرب أوكرانيا في وقتٍ كانت فيه إيران منخرطة في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وأربع دول أخرى ، حيث كان الرئيس الأمريكي السابق ترامب قد أهلكها.
في الحقيقة مع اندلاع حرب أوكرانيا ، كانت مفاوضات إيران مع هذه الدول الخمس تتجه نحو نتائج ، لكن توقّفت ولا تزال صامتة الآن .
يعتمد انضمام إيران للمحادثات على نتيجة الحرب ، حيث لم تتوصّل جمهورية إيران الإسلامية بعدُ إلى اتفاقٍ مع الدول الخمس، بسبب دعمها لروسيا أو التدخل الروسي في المحادثات ، كما أنه من غير الواضح كيف ستجرى هذه الاجتماعات بما يخدم مصالح روسيا.
القضية الكُردية في إيران معقّدة بعض الشيء ، ولأنّ الجمهورية الإسلامية تتمتّع بقوةٍ سياسية وعسكرية كبيرة ، فهي من مصدر تلك القوة لا تستمع إلى المطالب الحالية للأحزاب الكُردستانية ، ويرتبط مصير الكُرد وتحقيق طموحاتهم في حالة تحول إيران الى دولةٍ ضعيفة ، نعم إذا ضعفت إيران ، يمكن لجميع الأحزاب الكُردية أن تلعب دوراً أكبر في مواجهة الجمهورية الإسلامية.
السؤال الثاني :
قضية الشعب الكُردي في سوريا والأزمة السورية بشكلٍ عام والدور الإيراني ، ما تصوّركم حول آفاق المستقبل ؟
الجواب :
يتمّ تعريف القضية الكُردية في سوريا أيضاً في سياق مصالح القوى العالمية، حيث للولايات المتحدة وروسيا دورٌ مهم في إنهاء الحرب في سوريا ، وطالما ساعدت روسيا تركيا في حيادها في حرب أوكرانيا أو بيعها أسلحةً عسكرية لأنقرة ، فإنّ الوجود التركي على الأراضي السورية سيكون طويل الأمد ، ولن تنتهي الأزمة السورية ؛ لأنّ تركيا الداعم الرئيسي للجماعات الجهادية الذين يحتلّون كُردستان سوريا.
وبما أنّ حكومة الأسد التي لا تمتلك إرادةً ، وهي تحت الوصاية الروسية، فإن لم ترغب روسيا ؛ فلا يمكن للحكومة السورية الاتفاق مع المعارضة السورية على حلّ الوضع في سوريا.
من ناحيةٍ أخرى ، فإنّ الدعم الأمريكي للكُرد في سوريا وشرق الفرات ضعيف، وإذا اتفقت الولايات المتحدة مع تركيا في موضوع دعم الكُرد ، فإنّ أنقرة ستقترب أكثر من الولايات المتحدة وتبتعد عن روسيا ، وسيعانون في هذه الأثناء ، لأنه إذا أرادت روسيا أو الولايات المتحدة أن يستسلم الكُرد ، فستحدث أزمة خطيرة للكُرد في سوريا، لذا يجب على الكُرد العمل مع كلٍّ من روسيا والولايات المتحدة وعدم التخلي عن أيٍّ منهما .
السؤال الثالث :
الإعلام الكُردي وخاصةً شقه المطبوع ! هل لازال موائماً ويواكب التطورات المذهلة في ساحة السوشيال ميديا؟
الجواب :
في الواقع ، لا يمكن لوسائل الإعلام المطبوعة منافسة وسائل الإعلام الرقمية والإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، من حيث الأخبار ، ولكن يمكن لوسائل الإعلام المطبوعة تحليل المشكلات بعمقٍ وتقديم التعليقات والتنبؤ بالأحداث بشكلٍ أفضل .