آراءشريط آخر الأخبار

حوار خاص مع الأستاذ كفاح محمود المستشار الإعلامي للرئيس مسعود بارزاني

Yekiti Media

الأستاذ والإعلامي والباحث السياسي القدير كفاح سنجاري، الوجه الحاضر في إطلالات إعلامية مرئية عديدة كمدافعٍ عن القضية الكُردستانية ، وله كتابات تُنشر في غالبية المواقع والصحف في كُردستان وخارجها .. والأستاذ كفاح سنجاري ذو تجربة قوية في التلفزيون أيضاً وكانت له برامج حوارية باللغة العربية على قناة كُردستان الفضائية وأشهرها كان برنامج ( لنتحاور )، والأهم وما لايعرفه الكثيرون من متابعي وقرّاء الأستاذ سنجاري هو أنه فنان تشكيلي بامتياز ودرس فنون الإعلام وتخصّص بالإعلام الموجّه في جامعة روشفيل الأمريكية .. موقع يكيتي ميديا الألكتروني تتشرّف بالحوار مع الأستاذ القدير شاكرين له منحنا بعضاً من وقته الثمين 

أستاذنا القدير : عُرف عنكم اهتمامكم الكبير بالفن التشكيلي وتركيزكم القوي عليه وبالرغم  من وجود وشائج بينه والإعلام وخاصةً المرئي  .. كيف دخلت هذا المجال ؟ وماهي مسيرتكم والفن التشكيلي؟

للبيئة دور مهم في رسم معالم شخصية الإنسان بشقّيها الطبيعي والإنساني، وسنجار أو شنكال ذات طبيعة فريدة جداً، فهي مدينة جبلية في وسط سهول واسعة تمتد لتنتهي بصحراء، ومجتمعاتها  تتدرّج مع طبيعة الأرض من الشخصية الجبلية إلى شخصية المدينة إلى البدوية الصحراوية، وبالتالي فهي محفّزة لكلّ النوازع الإبداعية لدى أبنائها وبناتها، ناهيك إذا ماكان أحد أفراد الأسرة رساماً أو خطاطاً أو عازفاً موسيقياً، ومن هنا كانت البذور الأولى في محاولتي للتعبير عما أريده ، فعلاً كانت الخطوة الأولى التي أرست مجموعة أو منظومة جمالية امتزجت فيها عدة اتجاهات لكي تستقرّ في عالم الكتابة والصحافة والإعلام ، ولكن بعد ثلاثة معارض شخصية للفن التشكيلي، رابعها كان من المقرّر إقامته في باريس أواخر عام 2003، لكن للأسف الفضاء الثاني أخذ كلّ شيء وتوقّفت وسيلة هذا الفن للتعبير بعد أن نجح القلم والمايكرفون والكاميرا أن تحتلّ مكان الفرشاة و أقلام الخط.

عبر تجربتكم العملية سواءً من خلال برنامجكم الحواري،  وحواراتكم الشخصية على قنوات عديدة وبحضوركم المميّز  ، وهو مشهود لكم ، هل تغيّر هكذا حوارات من الواقع شيئاً ؟

مخاطبة الرأي العام بالكتابة أو في الصحافة والإعلام تسهم بشكل مهم جداً في صناعة الرأي العام أو توجيهه، ولكن دعنا نكون واقعيين، هذا التأثير يضعف تدريجياً في المجتمعات قليلة الوعي والمتخلّفة خاصةً تلك التي تعاني من الفقر المدقع والأمية بشقّيها الحضاري والأبجدي، ومجتمعاتنا تعاني إشكاليات كثيرة في طبيعة تكوينها وميولها ونظامها السياسي، ورغم ذلك أزعم أنني احدثت شيئاً ملفتاً للرأي العام العربي مع بقية زملائي في هذا المجال وفيما يتعلّق بقضيتنا الكُردية وعلاقة الأمّتين العربية والكُردية مع بعضهما.

تجربتكم الإعلامية لم تقتصر على المسموع والمرئي، بل أنّ مشاركاتكم الكتابية تملأ الصحف والمواقع .. برأيكم أيّهما الأنجع حتى الآن ؟

لكلّ وسيلةٍ متابعيها و أسلوبها الذي ينقل فيه الكاتب أو الإعلامي أو الصحفي رأيه إلى الجمهور، ورغم انحسار الصحافة المطبوعة أمام اتساع المقروء الألكتروني، إلا أن الكثير يتابع عمود الرأي في الصحف والمجلات الورقية الذي يتميّز بايقاعه المؤثر، مع اهمية الشاشة الفضية ودورها الكبير في إيصال الأفكار مباشرةً إلى المتلقّي وما تتميّز به من وسائل ايضاح مرئية فلمية تفقدها الوسائل الورقية، وفي نهاية المشهد تعمل كلّ هذه الوسائل المسموعة والمقروءة والمرئية بانوراما الرأي ووصوله إلى مساحات واسعة من المتلقّين، حيث استخدمها جميعاً في إيصال الفكرة.

 ما رأيكم في الإعلام الكُردستاني وخاصةً تجربة كُردستان العراق ؟

التجربة في الإقليم تطوّرت بسبب ظروف الإقليم المختلفة عن بقية الأجزاء رغم تعرّضه خلال التسعينيات إلى حصارٍ مزدوج إقليمياً وعراقياً، ورغم ذلك فإنّ الإعلام

الكُردي عامةً مايزال محلياً في أدائه ، رغم التطور النوعي الذي حصل في بعض القنوات التلفزيونية، لكنها ما تزال أسيرة المحلية، علماً باننا أحوج ما نكون إلى إعلامٍ نوعي يخاطب الشعوب التي نعيش معها، لكونها بالفعل مغيّبة تماماً عن حقيقة قضيتنا معتمدة خطاب النظام السياسي الذي يقودها سواءً في العراق أو في تركيا وإيران وسوريا، ناهيك عن فقدان أيّ وسيلةٍ مهمة لمخاطبة الرأي العام الأوربي إلا من محاولات خجولة، ولذلك أعتقد أنّ غالبية الإعلام في بلادنا ما يزال ضمن تعريف أجهزة الدعاية وليس الإعلام ، مع تقديري لبعض التجارب في محاولتين ناطقتين بالعربية الأولى فاشلة وتوقّفت والثانية ما تزال في طور التجربة .

بعد هذه السنين الدموية في سوريا لازال أفق الحل السياسي غير واضح..برأيكم إلى أين يتّجه المسار السوري ؟ والشعب الكُردي  يتعرّض للظلم والإنكار على يد الحكومات المتعاقبة منذ الإستقلال… ماهو تصوّركم والحلّ المناسب للقضية الكُردية في سوريا ؟

المعاناة الكُردية واحدة وإن اختلفت مستوياتها و أشكالها هنا وهناك، في الجزء الجنوبي تعرّض شعبنا إلى حرب إبادةٍ رهيبة وعمليات تغيير ديموغرافي لمدننا وبلداتنا، وكما يعلم الحميع مطالب شعبنا تدرّجت من الحقوق الثقافية والسياسية إلى الاستفتاء على الاستقلال، وتجاوزنا الكثير من التحديات مع وجود أخرى ، لكن شعبنا بصموده وتماسكه استطاع الحفاظ على مكتسباته رغم الصعوبات، في سوريا تعقّدت الأمور بالتورط الإقليمي وخاصةً التوغّل على الأرض وإجراء تغييرات ديموغرافية في بعض المدن وبالذات في عفرين التي تتعرّض إلى إنهاء الوجود الكُردي فيها ناهيك عن الشريط الحدودي وما يحصل فيه من حرائم من قبل بعض الميليشيات الموجّهة إقليمياً ، كلّ هذه التحديات تواجه شعبنا الصامد هناك، وأهم سلاحٍ لانتصار هذا التحدي هو الجبهة الوطنية الداخلية بين كلّ الفعاليات السياسية  الكُردية بما يجعلها شريك أساسي في القرار وعدم الاستحواذ على هذا المركز لصالح حركة أو حزب بذاته، حتى تنضج الظروف لإجراء انتخابات عامة تنتج مجلساً تشريعياً وحكومة محلية تنبثق بمباركة هذا المجلس، وبدون هكذا مشاركة وجبهة ستعاني العملية السياسية من خلل وتشرذم يُعين الأعداء على تحقيق أهدافهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى