* حينما تتهاوى التماثيل * ( والقناعات تضحى شذر مذر )
وليد حاج عبدالقادر / دبي
بداية وفي العودة الى ماينيف على نصف قرن من انخراطي العملي تنظيميا او قربا من الحركة الكردية ، ومع عنف المخاضات التي تكاثرت وتوالدت كما وتفعلت معها وفيها دوامات التشتت والتبعثر و : فجأة تعالت اصوات التنكر والتجاهل وهي تصرخ ( والله مادرينا بأن في عينيها حول ولم يكن بالمطلق حور ) ، ومن جديد ومع كل هذا الإبتعاد من التحزباتى ظللنا كرعيل وقد انخرط في عنف ممارسات حافظ أسد وبرامجه التطبيقة لكل المشاريع الممنهجة والمقررة كانت من جملة سلال الإنقلابات العسكرية وساسة التعريب والتغيير ومشاريع التجويع ووو ..
نصف قرن وأكثر مضى ( حوالي ٦٠ سنة ) عجاف مرت على كامل سورية ( وفي الواقع فان مقدماتها بدأت منذ عهد الإنقلابات العسكرية ) ورافقتها – ولنكن واقعيين – أنشطة وجهود – بروز كردي غلب عليها الطابع التثقيفي وكانت بالفعل خطوة جدا مهمة حينها لازلنا نعدها الركيزة التي مهدت للإنتقال الثقافي – السياسي الكردي من الحالة الشفاهية من جهة ، والشاعرية المغلفة برداء قومي في كثير منه الى نوع من الواقعية القومية وكان من إثرها ظهور أنشطة بارزة لست بصددها الآن ، وإن كان من الضرورة التعمق – بحثيا – فيها لابل وكخطوة جدا حيوية تشكيل لجان او مجموعات متخصصة في المجالات المعنية ، والسعي ( بالفعل الى اعادة قراءة الوقائع لا وفق المناشير ووو بل اعادة صياغة ذلك الجزء المهم من التاريخ السياسي الى اللحظة وذلك بالإرتكاز الصارم على الخاصية التوثيقية ، والتي ربما ستضاد كثيرا ، لابل قد تتقاطع وبالمطلق مع قاعدة النفي كبند صارم لأسباب متعددة وهو صراع الأهواء والميول من جهة وبالتالي الكتلة الخرسانية التي تشكلت من القناعات مثلها مثل كل الطوباويات ، وظاهرة ( أوو إيزنكي من ).
نعم ! وللأسف الشديد ! فأن هذه الحالة بجزئياتها وقف عندها الكثيرون من الساسة والمفكرين ومدوني الصراعات عبر العصور ، واختزالا لكل ذلك ، والبعد عن دعونا ان نعود من جديد الى جمل منقولة من مقال للسيد طوني فرنسيس في جريدة الحياة صفحة ٩ تاريخ ٢ _ ٥ _ بعنوان / ، ، في العقائد المقفلة يسهل القيام بأي شيئ يخون الآخر ويحكم عليه بالنبذ والإقصاء أو بالعزل والموت فيها يمكن تبوؤ أرفع المسؤوليات ويكفي لحصول ذلك التمترس بالعقيدة نفسها حفظا ورواية وشعائر ثم اتقان المزاودة فيها وإذا قدم الآخرون جملة لتدعيم موقف يصفعون بنص كامل وإذا لجأوا إلى مرجع جيء لهم بعشرات المراجع المهم ترويض الآخرين كل الآخرين وتدجينهم إرهابا وغسيل دماغ وفي هذا السبيل تهون كل الوسائل تلك التي اكتشفها مكيافيللي أو تلك التي ابدعها غيره على مدى أزمنة الصراع على السلطة.
وهنا وإن إنتهى الأقتباس ولكن الكلام لم ينته وعليه سأتوجه بكلامي ألى : أولئك الذين عشنا وإياهم تجربة البعث و _ بقالة ما أسموه _ الجبهة الوطنية التقدمية !! لهم أقول _ لماذا تصرون في الإستهزاء بعقول البشر ؟! . ومازلتم تطوبون ما قاله بكداس ذات يوم بأنهم إن أخذوا بالموقف الماركسي وتعاليم لينين في الإقتصاد التطبيقي والنظام وموقفه من الطبقة الفقيرة لإستوجب عليهم أن يكونوا في طليعة المعارضة ( العدد الاول من مجلة النهج لا اتذكر العدد ) من هذا السؤال وكإستمرار لذاتها الحالة المتموضعة كرديا ؟! . وكواحدة من اهم الإرهاصات التي اوجدتها الحالة المنتجة وكإفراز طبيعي لما اسلفناه وبالعودة الى انعكاساتها البنيوية كرديا !
نعم : وبكل بساطة ( ومجددا للتوكيد ) وفي العودة الى واقع انطلاقة الحركة الكردية السياسية في سورية وتواترها بشكلها المنظم حديثا وانطلاقا منها مجددا ، وبالتحديد كرديا وبعد انطلاقة منظمة خويبون التي تشظت باكرا وان استمرت تعمل تحت رماد شبه باهت الى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ومخرجاتها من جهة ، وكذلك ترتيبات الخرائط التي كانت قد وضعت وتم الشغل عليها في فترة مابين الحربين كردستانيا ، حيث اخذت بعض الإحداثيات تتمظهر في الوعي السياسي والمجتمعي وبدأ تأثير بعض الشخصيات البارزة اجتماعيا من جهة والتي زودت ايضا بطاقة معرفية فيها كثير من المؤثرات الحداثوية تبعا لعصره ، فبدأت كما ذكرنا مرارا نمط من الحوار إختلف نوعا ما عن سابقاته ، ترافق مع وجود بصيص أمل مع صعوبات جمة لأية إختراق ومهما كان بسيطا حتى لمجرد تثبيت حروف الكلمة لا معاييرها كأمر جوهري ، حيث ترافقت مع البدايات وعلى انقاض كتل من الخلافات والصراعات البينية ، قابلها جهود حثيثة لنوايا أصيلة ، كان عنوانها مركزا وكأولوية على الإقرار المتبادل مجددا بوجود الآخر وامكانية التحاور على ارضية هذا الإقرار وعدم تجاهل المقابل ( مع حجم الخلافات في الرأي ومتناقضاتها ) ، وعليه فقد برز الإهتمام اللغوي بصياغة الجمل والمفردات ، والتي شملت حتى علامات الترقيم او أي حرف ذي مدلولية مركبة.
والكلام هنا ( هو بالدرجة الأولى إلى الذين لاموا المجلس الوطني الكردي في فترة ما او وفق بيان انضمامه الى المجلس الوطني السوري ) والردود السريعة التي تتالت حينها في النبش بالمفردات كغطاء مسيس لا كما هي بدت في الواقع بعكس خطوات وتجمعات وجبهات سياسية مفتقرة في مضامينها الصريحة إلى ابسط الحقوق القومية للشعب الكردي وكذلك النفور الواضح والممارس عمليا ضد الإتجاه القومي الصريح والذي اتخذ شكله المقاوماتي رغم علاتها ولكن وفق ظروفها الذاتية من جهة والمحيطة كما العامة عمليا ! فهل فكر عتاة أولئك هذا التوجه مليا ؟ وهل لاحظوا – انا اعلم بانهم ليس فقط لاحظوا بل وجهوا توجيها منظما – لتنفيذ مستخلصات عتاة المخضرمين الذين كرست نظمهم !! أو قرأووا مفردات كلمات السيد آلدار خليل فيما بعد ؟! والذي صمم فيه ان يخرج كوصي يأمر ويؤشر وذلك بعد استهداف شباب من عامودا عندما قال / ويقول وسيقول : بأنهم حتى لو سامحوا من تظاهر ضدهم فأن الشعب لن يسامحهم !!.
وهنا السؤال ؟ فعن اي شعب قصد السيد آلدار خليل ؟ أوليست هي تف – دم !! وتف – دم هي الشعب .. ووو … هنا وبكل صدق فأن من يرفض الحوار على اسس سلمية تكون محورها قضية الشعب الكردي وحقوقه هو المساهم الأول في ضياع تلك الحقوق ومعها بالضبط متلازمة : من يطوقها للحوار ونطاقاتها ضمن أدلجته ؟! اذن لماذا نسميه حوار ؟! .. أوليست سوى صورة مصغرة و / بروڤا / ماتحاول روسيا وايران / وربما تركيا ايضا / بتمريره على كامل الجغرافية السورية ؟! … بتصوري الحسم العسكري شاء من شاء او ابى !! لن يكون في صالح النضال السلمي وهذه بالضبط ستكون محاور مابعد تقطيع اوصال داعش اكثر واستجفاف الطابع العسكرتاري الى سوياتها الدنيا …
ولكن ؟! حينها : ماذا ستكون تركيا وايران قد فعلتاها ؟! .. هو السؤال المتوجب طرحه على السيد آلدار ؟! خاصة حينما نستعرض وبعمق سياقية الإستدراج الممنهج بطابعه المزدوج ؟! و .. من ثم نعود الى مفهومه الضيق تحديدا في خاصية طرحه القديم / الجديد ومن ثم : هل طلبه ايضا هي من نوعية المصالحات المحلية أم ؟! … وهنا ساقر وبكل بساطة : لن أصاب بالدهشة !! ولا حتى بالصدمة من المربعات التي ستتهاوى قريبا وطاقيات الإخفاء المنزاحة !! .. و سينكشف حينها كم من بريء خدع بسلسلة ( بموديلات الترانشكوتات السوفيتية وقبعات الفرو مع نوعيات الكفوف الجلدية بوبرها ، ولن اذكر نوعيات المشروبات الروحية خاصة منها فودكا راسبوتين وما شابه / وساظل اركز على الترانشكوت من نوع الكبابيت شبه اللميعة كانت مثل الحامية من المطر !! / وضجيج انهيار الركائز الماركسية . ودعونا نبتعد من هذه الجغرافية ونعود الى واقعنا منذ الستينيات وانطلاقة الثورة الكردية في كردستان العراق ، لابل منذ تأسيسه كان الحزب الشيوعي العراقي من المؤمنين بالقضية الكردية وعلى قاعدة حق تقرير المصير وكان له منظمة خاصة بكردستان ولنتساءل هنا ! لماذا كانت لها موقعها الثوري والمعتبر ؟ وهي لم تزل في المحطات والتحالفات والجبهات الكردستانية عكس الأحزاب الشيوعية في الأجزاء الأخرى من كردستان !!
والسؤال هنا : أيجوز لمن لا يؤمن بالخيارات القومية فيزعم بأنه يقودها ولكن !! بتفريغها ايديولوجيا ومن معاييرها ؟! ..
وساختزل مجددا كمبحث اخاله ستاخذ مني وقتا وكلمات كثيرة ، والتي ستحاكي في احايين كثيرة ، وتنطلق من واقع انطلاقة الحركة السياسية الكردية في سورية والخلط غير المنتظم ولا المنضبط بشكلها المنظم حديثا وبالتحديد بعد انطلاقة منظمة خويبون والتي تشظت باكرا وان استمرت تعمل وان تحت رماد شبه باهت الى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ومخرجاتها من جهة وكذلك ترتيبات الخرائط التي كانت قد وضعت وتم الشغل عليها في فترة مابين الحربين ، وكذلك الاثر الكردستاني : حيث أخذت بعض الإحداثيات تتمظهر في الوعي السياسي والمجتمعي وظهر تأثير بعض الشخصيات البارزة اجتماعيا من جهة والتي ( بعضها ) تزودت ايضا بطاقة معرفية فيها كثير من المؤثرات الحداثوية تبعا للعصر ومن ذلك الخلط / المزج أنتجت هذه الهيولى المفرطة في نزعات كمونية تخلفت في ممارسات شتى بنيويا ( ظاهرة التشظي والإنشقاقات ) وكأني بهم جميعا ماكانوا كتلة او جسد منظم واحد ..
وللحديث بقية