“حيونة الإنسان”
هوشنك أوسي
لا يجرؤ أحد من كتّاب ومثقفي ومبدعي وإعلاميي الحشد الآبوجي، القدامى منهم والجدد، على طرح الأسئلة التالية:
1 – لماذا لا يمنع العمال الكردستاني حالياً الطلبة الكرد في تركيا من الدراسة في المدارس التي كانت تدرّس المنهاج التتريكي (الاتاتوركي) وصارت تدرّس الآن، المنهاج التتريكي (الإسلامي الاردوغاني)؟! كذلك الأمر في المناطق الكردية الايرانية التي يحظى فيها العمال الكردستاني بتواجد ونفوذ عسكري وجماهيري وتنظيمي، لماذا لا يمنع الكرد الايرانيين من الذهاب الى مدارس نظام الولي الفقيه، عبر ممارسة الجبر والاكراه والقسر والترهيب على الكرد هناك؟!
2 – كيف استيقظ العمال الكردستاني، وفرعه السوري، على فساد وإفساد نظام التربية والتعليم البعثي، فجأةً، بعد سبع سنوات من التضحيات والدماء، دفاعاً عن نظام الأسد؟! أوليس الاجدى بالحزب إزالة تماثيل وأصنام الاسد، وطرد أجهزة النظام من المناطق، “شمال سوريا” طالما انه يرفض نظام التربية والتعليم التابع لنظام البعث؟! من جهة اخرى، كيف يتعامل الحزب وسلطته، وكأنّه في حكم المنفصل عن نظام الأسد، عبر حظر نظام التربية والتعليم الصادر من المركز – دمشق؟!
3 – سياسات وممارسات العمال الكردستاني، فما يتعلق برفض نظام التربية والتعليم البعثي، بهذه الطريقة التي يتبعها الآن، ألا تعيد للاذهان حين كان الحزب، يحرق المدارس في قرى كردستان تركيا النائية، ويختطف المدرّسين، ويقتل بعضهم، بحجة مناهضة ورفض التعليم الاتاتوركي = التتريكي الذي يهدف إلى صهر الكرد، كما كان يقوله الحزب آنئذ؟! وقتذاك، لم يسأل أو يسائل أحدهم قيادات العمال الكردستاني وزعيمه أوجلان؛ أولستم أيضاً من درستم في نفس المدارس والجامعات الاتاتوركية، وأسستم حزباً ثورياً كردستانيّا؟! كذلك الآن، لا يوجد أحد يسأل كوادر وعناصر حزب PYD أولستم من درستم في مدارس البعث، قبل انضمامكم الى مدرسة حزب العمال الكردستاني؟!
4 – لماذا لا يترك الحزب خيار المنافسة بين مدارسه ومدارس نظام البعث، وبين نظام التربية والتعليم الذي ابتكره و”ابدعه” ونظام التربية والتعليم البعثي، ويترك الخيار مفتوحاً امام الناس؛ فمن شاء مدارس العقيدة الآبوجية، له ذلك! ومن شاء مدارس العقيدة البعثية، له ذلك؟! وطالما أن سلطة الحزب واثقة تماماً من أن نظام التربية والتعليم الابوجي، متطوّر وحضاري وديمقراطي وإيكولوجي، بكل تأكيد، سوف يتجه إليه الناس، وتبقى مدارس البعث مهجورة، ونظامه التعليمي منبوذاً، دون إكراه أو إجبار أو قسر وتهديد ووعيد وتدمير لجيل كامل.
قبل سنوات، حين كنا نوجّه الانتقادات لحزب PYD وسياساته المهادنة للنظام السوري، وبل المتعاونة معه، كان يثور الحزب وكل حشد مريديه الأفاضل، ويتهموننا بالتهوّر واللاعقلانية والجري وراء الاجندات الخارجية…، ويقولون: “لا طاقة للكرد على مواجهة النظام، فالأخير ما زال يدفع رواتب الموظفين الكرد”؟! ويبدو أنه الآن، بات الحزب قادراً على مواجهة النظام، لكن من كيس الأطفال وطلبة المدارس، وعلى صعيد التربية والتعليم!؟
أي تجهيل وتضليل ونفاق يمارسه هذا الحزب وجهازه الإعلامي بحق الكرد البسطاء؟! أي شحنٍ عنصري – حزبوي – عقائدي فاشي، يمارسه الحزب على قواعده الجماهيريّة، بحيث أقل ما يقال في هذا السلوك، ما قاله الراحل ممدوح عدوان على أنه “حيونة الإنسان” في سياق نقده لسلوك وسياسات النظام السوري!؟
لقد انتفض السوريون على نظام الاسد من أجل شوية حرية وكرامة، لكن حزب PYD ومن معه، للاسف، يسلبون الناس ما لديها من حرية وكرامة، دون أن يحرّك شخص، مثقف ووطني ضمن الحزب أو يسير على رصيف الحزب، دون أن يحرّك ساكناً؟!