آراء

خطورة الوضع في كوردستان سوريا و أسبابه

مروان سليمان
في الثمانينات من القرن الماضي عاش الشعب الكوردي في سوريا بأسوأ أحواله و مرت عليه ظروف في قمة الصعوبة و الخطورة نتيجة للتصرفات التي كان يتعامل بها ب ك ك مع الشعب الكوردي في كوردستان سوريا و مع الحركة الكوردية في سوريا فكم من أشخاص تم تهديدهم أو قطع آذانهم و أنوفهم و….و …..الخ و كم من مشاكل من أنواع التهور قام بها أنصار هذا الحزب في تخريب المسارح القومية في أعياد النوروز أو تخريب الأعراس الأهلية و الآن يبدو أن السيناريو يتكرر مع أتباعهم ب ي د الذين هم مسؤولين بشكل مباشر و غير مباشر عما يجري على أرض كوردستان سوريا لأنهم القوة المتحكمة بالأرض و المفروضة على الشعب الكوردي فرضاً و لكن الشعب الكوردي مطمئن بأن قضيتهم لن تنتهي بنهاية سلطتهم و يأمل الشعب منهم الإقتداء بالمعايير الوطنية و الحفاظ على جوهر القضية في سبيل مواصلة النضال الوطني الحقيقي مع الحركة الكوردية.
حتى لو أن قوى الأمر الواقع إدعت بتحرير ما تسمى روج آفا فإن النوايا تبقى غير صادقة لأن الواقع يتحدث غير هذا و سوف يؤدي حتماً إلى الفشل الذريع لأنهم لا يستثمرون طاقاتهم في سبيل الكوردايتي بل تصب في خانة من يعادي الكوردايتي، و حتى في المفاوضات معهم فإنها إهدار للجهود و إسراف في الوقت لأن من يفاوضهم إنما يفاوض من لا تربطه أية علاقة لا من قريب أو بعيد بواقع الشعب الكوردي في سوريا و هنا إذا كان و لا بد من التفاوض الذي نؤمن به جميعاً الذي يصب في مصلحة الشعب الكوردي فيجب أن يشارك الجميع فيه و خاصة المعنيين الذين لهم دور على الساحة الكوردية و الترفع إلى مستوى المسؤولية التاريخية بالنظر إلى تفريغ المنطقة و حسرات المهجرين و آلامهم و الإبتعاد عن روح التفاوض الذي يقصي الأطراف الأخرى كما في السابق.
إن الوضع في كوردستان سوريا أصبح خطيراً للغاية و لا يتحمل أكثر و يجب على الجميع تفادي الوضع المتفاقم يوماً بعد يوم من الغرق و التشريد و هنا تكمن أسباب الخطورة الواضحة بالنسبة للجميع و التي تحدد مسألة وجود شعب من عدمه :
* حالة العجز الذي وصلت إليه حال الحركة الكوردية سواء من الأحزاب المنضوية تحت الإدارة الذاتية أو خارجها و ضعف أداء الحركة الكوردية على الساحة بسبب التهجير التي أرغمت الجماهير على الهروب من تحت سيطرة قوة الأمر الواقع و خوفاً من أن يكونوا وقوداً لحروب مفتعلة أو تخدم الأنظمة الأقليمية المعادية أصلاً لقضية الشعب الكوردي بشكل عام. * فشل جميع الإتفاقيات التي أبرمتها الحركة الكوردية المتمثلة بالمجلس الوطني الكوردي و تف دم. * فشل خيارات الدفاع عن المنطقة الكوردية من جانب القوة الأحادية التي إغتصبت القرار الكوردي بالقوة. * الأطراف الإقليمية الفاعلة على الساحة ليست معنية بالمصالحة و تنفيذ الإتفاقات التي أبرمت بين المجلس الكوردي و تف دم. * عدم وجود آليات واضحة لتنفيذ الإتفاقات التي حصلت أو حتى التي سوف تحصل مستقبلاً و لذلك فإن قوة السلاح تتحكم بالقرارات المتخذة و طرق تنفيذها. * مصادرة القرار الكوردي من قبل جماعات ضمن قوة الأمر الواقع المتحكمين بقوة السلاح على الأرض أو لنقل عنهم بأنهم أشخاص لهم نفوذ كبير و لهم القرار الفصل و الرأي الأخير و هي ذات مصالح شخصية و قد تكون متهمة بالفساد أو أنها تخدم أجندات خارجية و أصبحت تحركاتهم مشبوهة من خلال سياسة الفصل بين المناطق الكوردية و زرع الكانتونات و نقلها إلى كوردستان العراق و هذا دق اسفين التخريب في خيمة الكورد مستقبلاً.
لذا يتوجب على الجميع إعادة النظر في منهاجه و برامجه إذا كانت هناك برامج و مناهج غير التمجيد وعبادة الفرد و الأهم هو ترتيب البيت الكوردي حيث يصبح الوضع معقداً يوماً بعد يوم و أصبحت نخب المثقفين و السياسيين عبئاً على الشعب المهجر و عائقاً أمام التحرك لمواجهة من يستهين بحقوقه و يهدر كرامته و يعتقل المواطن الكوردي بشكل تعسفي، و أصبح من يتحكم على الأرض بالسلاح عاجز عن كسب الشرعية السياسية و الشعبية لنفسه و( مؤسساته) التي بناها لحزبه إلا بالقوة.
04.09.2015

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى