خلافات تعرقل الصفقة مع إيران قبل الموعد النهائي اليوم
تنتهي منتصف ليل اليوم 31 مارس المهلة التي حددتها إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، للتوصل إلى إطارٍ لاتفاق سياسي يطوي الملف. لكن خلافات جوهرية ما زالت حتى ليل أمس تعرقل الصفقة، فيما أعلنت طهران تمسكها بـ «مواقف مبدئية»، منتقدة «تهويلاً إعلامياً يمارسه الغرب».
وعقدت إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) جلستَي مفاوضات في مدينة لوزان السويسرية. وعلى رغم حديث الخارجية الروسية عن «تقدّم كبير» و «إشارات إيجابية» في المحادثات، أثارت مغادرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوزان إلى موسكو لإجراء «محادثات كانت مُقررة مسبقاً»، تكهنات بأن التسوية ليست وشيكة. وقالت ناطقة باسم لافروف: «سيعود في حال هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق» اليوم.
لكن ناطقاً باسم البيت الأبيض رفض «افتراض الفشل مسبقاً»، لافتاً إلى أن «المفاوضات ستستمر حتى اللحظة الأخيرة».
وأشار وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى «تقدّم وتراجع في الساعات الأخيرة»، فيما لفت السفير الفرنسي في واشنطن جيرار آرو إلى «مشكلات جوهرية جداً تجب تسويتها».
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن ديبلوماسي إن المناخ لدى المفاوضين تحوّل من «تفاؤل» إلى «كآبة»، لكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أشار لاحقاً إلى «تقارب في المواقف»، معرباً عن «تفاؤل حذر». ونسبت وكالة «رويترز» إلى ديبلوماسي غربي قوله: «إذا لم نتوصل الآن إلى نوع من إطار لاتفاق، سيكون صعباً أن نشرح لماذا سنكون قادرين على فعل ذلك بحلول 30 حزيران (يونيو)» المقبل.
وفي مؤشر إلى استمرار أزمة الثقة بين طهران والغرب، قال علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، في إشارة إلى الغربيين: «يقولون التزموا تعهداتهم أولاً، ثم نقوّم، وإذا طبقتموها جيداً، سنرفع العقوبات تدريجاً. كرروا ذلك قبل أكثر من عقد… ورأينا انهم زادوا مطالبهم خطوة خطوة». وأضاف: «توصلنا إلى وجوب أن يكون الاتفاق متعادلاً، مثلما نلتزم تعهداتنا، عليهم أن يلتزموا تعهداتهم في شكل متزامن. يقولون إذا لم تنفذوا تعهداتكم، سنُعيد العقوبات، ونقول في المقابل إذا أعدتم العقوبات، سنعيد كل نشاطاتنا إلى ما قبل المفاوضات».
ونقلت وكالات أنباء عن ديبلوماسي غربي إن المفاوضات عالقة في شأن 3 مسائل أساسية، هي مدة الاتفاق، ورفع العقوبات المفروضة على ايران، وآلية التحقق من احترام الالتزامات وإعادة العقوبات إذا لم تلتزم طهران الاتفاق. وأضاف: «لن يتم التوصل إلى اتفاق، إذا لم نجد أجوبة لهذه الأسئلة، ولا بد في وقت ما أن نقول نعم أو لا. نحن أمام وضع تاريخي. عملنا كثيراً وسيكون صعباً أكثر استئناف المحادثات» بعد نهاية الشهر.
وترفض طهران أن تكون مدة تطبيق الاتفاق 15 سنة، وتطالب بألا تتعدى 10 سنين. وكان مسؤولون غربيون ذكروا أن طهران أبدت استعداداً للاحتفاظ بأقل من 6 آلاف جهاز للطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، وأعلنت موافقة مبدئية على فكرة شحن معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى روسيا، قبل أن تتراجع عنها.
لكن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أكد أن بلاده لا تعتزم التخلي عن مخزونها من اليورانيوم المخصب، فيما قال مسؤول أميركي بارز إن هذا الأمر «لم يتقرّر بعد، ولو موقتاً».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن مصدر تأكيده تمسك طهران بـ «مواقفها المبدئية في المفاوضات»، معتبراً أن «لا جدوى من تهويل إعلامي يمارسه الغرب».
الحياة