آراء

“داعش ’’ يرقص على أضواء برج أيفل

محمد رمضان
أن الهجوم الإرهابي الذي وقع في العاصمة الفرنسية ’’ باريس ’’ ليس وليد الصدفة أنما مرتبط بعمق الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من المناطق الأخرى في العالم التي تشهد صراعاً مع الإرهاب والفكر المتطرف ومن خلفه الإسلام السياسي وهنا لا بد أن نقف على مجمل القراءات من حيث زمان ومكان حدوث الجريمة وهذه ليست لمرة الأولى التي تحدث في باريس كما حدث سابقاً بالهجوم على صحفية شارلي أيبدو على خلفية نشر كاركتير مسيء للرسول الكريم. وجاء اختيار عاصمة العطر والنور هدفاً في تنفيذ العمليات الإرهابية لأسباب عدة أهمها مواقف الحكومة الفرنسية الواضحة من الأحداث الجارية بدأ من ليبيا واليمن والعراق ومروراً بسوريا بؤرة تجمع الإرهابيين من كافة أصقاع العالم . نتذكر معاً موقف الفرنسيين حيال الثورة السورية منذ اللحظة الأولى من انطلاقتها والتي وقفت فيها إلى جانب الشعب السوري دون نظام بشار الأسد بضرورة تنحيه من السلطة بعكس الدول التي تريد الحرية والكرامة للشعوب . وبالتالي عندما قال بشار الأسد أكثر من مرة مهدداً العالم قاطبة عبر خطاباته بأن النار ستطال العالم أجمع كما جاء على لسان وزير خارجيته وليد المعلم بأننا سنزيل أوربا من الخريطة كذلك مفتي الجمهورية بدر الدين حسون لدينا ما يكفي لنهدد كل العواصم، ألم تعلم الدول المناهضة للإرهاب بأن نظام الأسد خلال ثلاثة عقود مضت، كان يغذي الإرهاب، بحيث يرسل منفّذيه إلى المناطق الساخنة لتنفيذ أجرامهم في دول الجوار كما حدث في لبنان من خلال سلسلة من الإغتيالات، طالت معارضيه وعلى رأسهم رفيق الحريري وغيرهم من نواب وصحافيين في الشارع اللبناني كما قام بتنفيذ تفجيرات في الأردن وخطط لها في دول الخليج مثل قطر وغيرها . وإبان دخول الولايات المتحدة أمريكية في العراق عام 2003 كان النظام السوري، يدرب الجهادين ويرسلهم لتنفيذ عمليات انتحارية في العراق واليوم يمارس نظام السوري الإرهاب بطريقة مغايره عن سابقتها في ارتكاب الجريمة المنظمة ضد الإنسانية . والسؤال الذي يطرح نفسه ألم تعلم الدول المعنية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية ’’ داعش ’’ بأن أمراء تنظيم الدولة والعقل مدبر لداعش هم نفسهم من ضباط و أزلام مخابرات نظام الأسد من نظامي الفكر البعثي في سوريا والعراق معاً . المجرمون الحقيقيون والقتلة الفعليون الذين يقتلون الفرنسيين اليوم بدم بارد هم الذين حموا بشار الأسد قاتل السوريين ومدمر سوريا، أما ﻻفروف الذي يدافع من فيينا عن بقاء بشار الأسد في السلطة وسيده بوتين وإدارة أوباما المتخاذلة هم الذين يتحملون مسؤولية نزيف دماء الفرنسيين ومن قبلهم دماء السوريين. ختاماً، إن كان الغرب جادا في مواجهة اﻹرهاب عليه وضع حد لرعاة اﻹرهاب وإنهاء المهزلة التاريخية المتمثلة بحق الفيتو الممنوح لثلة من طغاة العالم.
كاتب وحقوقي كردي سوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى