دمشق «العطشى» تنتظر عودة المياه بعد اتفاق مع فصائل وادي بردى
يكيتي ميديا- Yekiti Media
أعلنت النظام السوري أن ورش الصيانة انتقلت إلى عين الفيجة في وادي بردى من أجل إصلاح الأعطال التي تسببت في وقف إمدادات المياه عن العاصمة دمشق منذ 22 كانون الأول (ديسبمر) الماضي، في وقت أكد ناشطون أن جيش النظام السوري سيطر فعلاً على بلدة بسيمة في الوادي الذي يوصف بأنه «خزان مياه دمشق». وجاء ذلك فيما تعرض مطار المزة العسكري في غرب العاصمة لقصف صاروخي قالت الحكومة السورية إنه ناتج عن هجوم إسرائيلي.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن النظام السوري و «حزب الله» اللبناني وميليشيات موالية من جنسيات سورية وعربية وآسيوية «تمكنوا من التقدم والسيطرة على بلدة بسيمة بشكل شبه كامل في وادي بردى» عقب اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة وقصف مدفعي وجوي شمل بسيمة وبقية قرى الوادي الاستراتيجي الذي يتحكم إلى حد كبير بمصادر المياه التي تصل إلى العاصمة.
أما «الإعلام الحربي» في «حزب الله»، فأكد من جهته أن «الجيش السوري سيطر على كامل بلدة بسيمة بعد فرار المجموعات المسلحة باتجاه بلدتي عين الخضرة وعين الفيجة في منطقة وادي بردى»، وعرض مشاهد للمعارك التي أدت إلى السيطرة عليها.
وأوردت وكالة الأنباء السورية «سانا» بعد الظهر، أن «ورشات الصيانة والإصلاح توجهت من قرية دير قانون في وادي بردى إلى عين الفيجة لإصلاح الأضرار التي لحقت بالنبع وإعادة تأهيله».
أما محافظ ريف دمشق، فقال للتلفزيون الرسمي السوري إن مهندسين دخلوا محطة ضخ المياه المتضررة في عين الفيجة بالاتفاق مع مسلحي المعارضة، وإن إمدادات المياه ستعود قريباً إلى العاصمة «العطشى».
وكان «المرصد السوري» أكد صباحاً أنه لم يتم بعد البدء بإصلاح نبع مياه عين الفيجة على رغم دخول ورش الصيانة الخميس إلى عين الفيجة ومنطقة النبع ومحطات ضخ المياه في إطار «اتفاق مع لجنة المصالحة والوسطاء».
ولفت إلى أن هذا الاتفاق يقضي «برفع الأعلام السورية المعترف بها دولياً، وإصلاح نبع عين الفيجة في وادي بردى». ونقل عن وسطاء «أن هذا الاتفاق هو الوحيد الذي سيجري تطبيقه، بعدما فشلت المرحلة الأولى من المفاوضات قبل أيام حول دخول ورش إصلاح إلى محطات الضخ ومنطقة نبع عين الفيجة للبدء بعمليات الإصلاح وإعادة ضخ المياه إلى العاصمة».
وأوضح «المرصد» أن المفاوضات تركزت «على انسحاب المقاتلين (المعارضين) من النبع ومحطات الضخ ومحيطها ورفع أعلام النظام فوقها، حتى لو لم تسيطر عليها قوات النظام عسكرياً، وبقيت في أيدي جهة محايدة مقربة من النظام ومسؤولة عن عمليات ضخ المياه ومراقبتها».
في غضون ذلك، اتهم جيش النظام السوري فجر الجمعة إسرائيل بقصف قاعدة المزة العسكرية قرب دمشق، محذراً إياها من «تداعيات هذا الاعتداء السافر»، بحسب ما نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري. ونقلت «سانا» عن المصدر إنه «في محاولة يائسة لدعم التنظيمات الإرهابية، أقدم طيران العدو الإسرائيلي عند الساعة 00,25 (22,25 ت غ) بعد منتصف الليل على إطلاق عدة صواريخ من شمال بحيرة طبريا (الجولان المحتل) سقطت في محيط مطار المزة ما أدى إلى نشوب حريق في المكان».
وكان التلفزيون الرسمي السوري أفاد في وقت سابق بوقوع سلسلة انفجارات هزت مطار المزة العسكري. وأوضح مراسل «فرانس برس» في المكان انه سمع دوي تلك الانفجارات، لافتاً إلى تصاعد حريق كبير من داخل المطار، كان من الممكن رؤيته من العاصمة.
وأضاف المصدر العسكري نفسه أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تحذّر العدو الإسرائيلي من تداعيات هذا الاعتداء السافر، وتؤكد استمرار حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه».
من جهته، أشار «المرصد السوري» الجمعة، إلى أن الانفجارات «تبين أنها ناجمة عن استهداف صاروخي لمستودعات ذخيرة» في مطار المزة.
وتحدثت مصادر سورية عدة في السابق عن حصول عمليات قصف إسرائيلي في سورية منذ بداية النزاع، استهدف خصوصاً قاعدة المزة.
ورداً على سؤال «فرانس برس» حول عمليات القصف الجديدة، رفض الجيش الإسرائيلي الإدلاء بأي تعليق. وفي 7 كانون الأول (ديسمبر) الماضي استهدفت صواريخ أرض- أرض إسرائيلية محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية. وكانت تلك المرة الثانية خلال ثمانية أيام التي تضرب فيها إسرائيل مواقع قرب دمشق من دون أن تتضح أهدافها تماماً.
على صعيد آخر، قتل ثمانية أشخاص على الأقل في هجوم انتحاري في حي كفرسوسة جنوب شرقي العاصمة دمشق مساء الخميس، كما ذكر «المرصد السوري»، الذي أشار إلى أن «بين القتلى أربعة عسكريين ضمنهم عقيد». وأكد التلفزيون السوري وقوع «هجوم إرهابي»، مشيراً إلى حصيلة أولية من سبعة قتلى. ويعيش في قسم من حي كفرسوسة وزراء ومسؤولون أمنيون كبار، وفيه يوجد مقر لأجهزة المخابرات. لكن الاعتداء وقع في قسم آخر من الحي. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2011 أوقع اعتداءان في كفرسوسة أكثر من 40 قتيلاً.
AFP/ رويترز