دوما تحت سيطرة النظام بعد اتفاق يسمح بخروج مقاتلي «جيش الإسلام»
باتت قوات النظام السوري على بعد خطوة واحدة من السيطرة الكاملة على الغوطة الشرقية، إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق، في أعقاب التوصل إلى اتفاق بين روسيا و «جيش الإسلام» يقضي برحيل الأخير، لكن وجهته المقبلة ظلت مثار جدلاً، في وقت بشرت روسيا سكان الغوطة، بأن الحياة الطبيعية ستعود قريباً، كما يحدث في حلب.
وبعد أيام من الشد والجذب وتلويح بالتصعيد، أُعلن أمس عن التوصل لاتفاق نهائي بين الجانب الروسي وفصيل «جيش الإسلام» يقضي بخروج مقاتليه من مدينة دوما، آخر مدن الغوطة الشرقية التي كانت تخضع للمعارضة. وفيما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاتفاق يقضي بانتقال مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم إلى ريف حلب، أعلنت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله مدينة جرابلس القريبة من الحدود التركية في شمال سورية، هي الوجهة المقبلة لجيش الإسلام. وأوضحت في بيان أن الاتفاق «جاء بعد أيام من المفاوضات التي استهدفت تفادي إراقة الدماء في دوما، وسيشمل تشكيل مجلس محلي توافق عليه الحكومة السورية في المدينة سيضطلع بإدارة شؤونها بعد انسحاب المعارضة». كما أفاد وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن «الاتفاق يقضي بخروج جيش الإسلام من دوما إلى جرابلس، وتسوية أوضاع المتبقين وعودة كل مؤسسات الدولة بالكامل إلى دوما، كما يتضمن تسليم جميع المختطفين المدنيين والعسكريين، إضافة إلى جثامين الشهداء وتسليم الإرهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للدولة».
وكشف «المرصد» تفاصيل الاتفاق على اختيار ريف حلب الشمالي الشرقي كوجهة للخارجين من دوما، على أن تدخل الشرطة العسكرية خلال الساعات لطمأنة الأهالي ودفعهم لعدم الخروج من المدينة. وأوضح «المرصد» أن جيش الإسلام «رفض اقتراح بانتقالهم إلى القلمون الشرقي باعتبارها منطقة محاصرة، كما رفض النظام انتقالهم إلى القلمون الشرقي باعتباره محوراً للنظام. وأضاف أنه ستعقب دخول الشرطة العسكرية الروسية، «بدء عملية الإفراج عن الأسرى والمختطفين والمعتقلين لدى جيش الإسلام، وإجلاء جرحى ومرضى لتلقي العلاج، ودخول الدوائر الحكومية التابعة للنظام إلى المنطقة».
وعلى الفور بدأت عملية تحضير نقل نحو 1300 من المدنيين والنشطاء والمقاتلين، من دوما، عبر مخيم الوافدين. وأفاد «المرصد» أنه سيجري نقل تلك الدفعة عبر إخراجهم من مخيم الوافدين بعد استكمال عملية تسجيل أسمائهم.
في وقت أفادت «سانا» أنه بدأت أمس «عملية إخراج فيلق الرحمن من دوما إلى مدينة إدلب، بالتوازي مع التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج جيش الإسلام إلى جرابلس. وذكرت أن عدداً من الحافلات وسيارات تابعة للهلال الأحمر تجمعت على طرف الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين، تمهيداً للدخول إلى دوما لتجهيزها إيذانا ببدء خروج أعداد من عناصر فيلق الرحمن.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر أمني سوري قوله إنه يتم تجهيز 60 حافلة لنقل مسلحي فيلق الرحمن وعائلاتهم من دوما إلى إدلب. وذكر أن «اتفاق خروج المسلحين وعائلاتهم من دوما بالغوطة ينص على خروج مسلحي فيلق الرحمن وعائلاتهم كمرحلة أولى، ثم خروج مسلحي جيش الإسلام وعائلاتهم». وقال: «هذا الخروج هو جزء من الاتفاق الذي تم بين الجيش السوري والمسلحين لإنهاء وجود السلاح في دوما.. سيخرج في البداية النساء والأطفال والمسنين ومن ثم يبدأ المسلحون بالخروج».
من جانبه، أعلن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية، أن «العملية الإنسانية لإخراج مقاتلي فيلق الرحمن من الغوطة الشرقية تمت بنجاح». وقال في بيان: «أتم المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة ووحدة الشرطة العسكرية للقوات المسلحة الروسية، العملية الإنسانية دامت 8 أيام لإخراج مقاتلي التشكيل المسلح غير القانوني فيلق الرحمن من الغوطة».
وكان رئيس مركز المصالحة الروسي، اللواء يوري يفتوشينكو، أعلن في وقت سابق، أن أكثر من 40 ألف مسلح مع أفراد عائلاتهم نقلوا من الغوطة الشرقية إلى منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وسيطرت قوات النظام على نحو 94 في المئة من مساحة الغوطة بعد خروج الدفعة النهائية من المقاتلين والمدنيين من القطاع الأوسط للمدينة، وأفاد المرصد السوري بارتفاع عدد الخارجين إلى 195400 شخص، نحو الشمال السوري ومناطق النظام. إلى ذلك، أعلنت موسكو أن الغوطة، ستبدأ قريباً العودة إلى الحياة الطبيعية، كما يحدث في حلب. وأضافت أنه عاد ما بين 100 ألف و200 ألف شخص إلى الغوطة، ما يشير إلى أن الحياة تعود لطبيعتها. وقالت وزارة الدفاع الروسية: «بإشراف المركز الروسي للمصالحة، تتواصل عودة المدنيين إلى مناطق الغوطة التي تم تحريرها من المسلحين وهي سقبا، وكفر بطنا، وعين ترما، وزملكا، وحرستا وغيرها، كما يتلقى العائدون المساعدات الإنسانية والرعاية الطبية».
وأشار البيان إلى أن آخر دفعة من مسلحي «فيلق الرحمن» وعائلاتهم مكونة من نحو 3 آلاف شخص، قد غادرت الغوطة السبت، ليبلغ العدد الإجمالي لمن تركوا الغوطة 41 ألفاً 126 شخصاً في عملية استمرت منذ 24 آذار (مارس)، فيما خرج نحو 154 ألف شخص من الغوطة الشرقية عبر الممرات الإنسانية منذ إعلان الهدنات اليومية في 28 شباط (فبراير).
الحياة