دوميز.. ندوة في مكتب يكيتي الكُـردستاني بمناسبة الذكرى 45 لرحيل بارزاني الخالد
Yekiti Media
أقامت منظمة دهوك لحزب يكيتي الكُـردستاني- سوريا، اليوم الجمعة 1 آذار 2024 ندوة بمناسبة الذكرى السنوية 45 لرحيل الملا مصطفى بارزاني في مكتب الحزب بمخيم دوميز ألقاها القيادي في المنظمة محمد لالو.
افتتح لالو ندوته والتي جاءت تحت عنوان البارزاني والبيشمركة..مصطلحان متلازمان في التاريخ الكردي، بالقول: القائد الخالد والزعيم الروحي للأمة الكردية ملا مصطفى البارزاني هو ألمع نجم في سماء تاريخ الحركة القومية الكوردية. تبوأ مقام الزعامة والقيادة نحو نصف قرن وبات اسمه مرادفاً لمصطلحي الكرد وكوردستان كرمز ريادي للنضال التحرري الكوردي والعالَمي.
وتأتي أهمية البارزاني الخالد لا من شجاعته ومقاومته الطويلة لحكومات بغداد فحسب بل لأنه جمع في شخصه بين متلازمات عدة من حيث طبيعة المجتمع الكوردستاني العشائري وخاصة لمنطقة بارزان، وبين كفاءته العسكرية وموقعه الدِيني في الطريقة النقشبندية ودَورهُ السياسي المحنك، وبخاصة قيادته للحركة الكوردية وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي تأسس في 16 آب 1946، والدَور الذي لعبه في تنشيط الشعور القومي الكوردي لا في كوردستان العراق وحدها بل في جميع أنحاء كوردستان، بحيث أصبح رمزا حقيقيا لنضالها وممثلا لتطلعاتها في الوحدة وتقرير المصير والسلام.
وزاد: كرّسَ البـــــــــارزاني الخالد حياته لقضية شعبه العادلة وأستطاع بفضل قيادته وحكمته وبُعد نظره وكثرة تجاربه أن يُحقق للشعب الكوردي ويَدفع بقضيته في شتى الميادين وبخاصة بعد ثورة ايلول 1961 ليصبح زعيماً بارزاً في حركة التحرر الوطني العالمية. كان يتحلى بالإصرار وروح المقاومة والصبر والمرونة ونفاذ البصيرة، واستطاع أن يجمع الى جانب دفاعه الراسخ عن قضية شعبه، القُدرة على فِهم العلاقة الحميمة بين الشعبين الكوردي والعربي في العراق، وهو ما أكسبه مكانة كبيرة ليس باعتباره زعيما كورديا فحسب، بل زعيما عراقياً استوعب بشكل حيوي إرتباط القضية الكوردية في العراق بالديمقراطية، وإنّ حل المشكلة الكوردية مرهون بقضية الديمقراطية في البلاد ككل.
وقال: ولد مصطفى بن محمد بن عبد السلام البارزاني في 14 مارس/آذار 1903 بمنطقة بارزان التي تقع على بعد 25 كيلومترا شمال شرق مدينة عقرة التابعة لمحافظة دهوك شمالي العراق، قرب أعالي نهر الزاب الكبير.
وقع مع والدته البطلة وآخرين من الناس العزل في بارزان أسرى بأيدي الأعداء في إحدى المعارك التي وقعت عام 1906 و كان عمره (3 سنوات) حيث سجن البارزاني، الطفل الأسير مع والدته في سجن الموصل.
أدرك وهو طفل عمق التراجيديا في سجنه. عرف مدى شوفينية الأعداء ودكتاتوريتهم، ليتعمق في روحه البريئة حب الحرية والكرامة الإنسانية.
وأضاف: بعد ذلك أطلق سراحهم بضغط من الشيخ عبدالسلام البارزاني.
وتابع: من طفل سجين إلى قائد شاب، وزعيم بطل، قاد حركة التحرر الكوردستانية بشجاعة وحنكة لا مثيل لها، أجبر أعداءه على الاعتراف بحقوق شعبه، محققاً مع البيشمركه الأبطال مكتسبات مخضبة بالدم شكلت أساساً متيناً لملامح كوردستان القادمة.
البارزاني الجنرال في جمهورية مهاباد:
في 22/1/1946 وفي ساحة الشموخ جار جرا وتحت ظل العلم الكوردي والنشيد القومي تم الإعلان عن جمهورية كوردستان الديمقراطية في إيران وعاصمتها مهاباد برئاسة بيشوا قاضي محمد.
وخلال مراسيم إعلان جمهورية كوردستان في مهاباد بكوردستان الشرقية، تم تعيين ملا مصطفى بارزاني الذي كان واقفاً على يمين القاضي محمد، قائداً لجيش جمهورية كوردستان و منح رتبة “جنرال” وأنيط بالبارزانيين دعم الجمهورية والدفاع عنها.
وقال: لعب البارزاني وقواته دورا فعالا وبطوليا في الدفاع عن هذه الجمهورية، قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن هذا الكيان القومي .
وأضاف: لكن ؟ المصالح الدولية والاتفاقيات السياسية الاقتصادية، رسمت خارطة لتحالفات، كانت أحلام الكورد ضحيتها، ووئدت جمهورية مهاباد في مهدها، الجمهورية الفتية التي لم تر النور سوى ثلاثمائة وثلاثين يوما.
بعد سقوط جمهورية مهاباد واصل البارزانيون بقيادة المناضل مصطفى بارزاني رئيس الأركان في حكومة مهاباد قتال القوات الإيرانية، وتعرضت قواعد وبيوت الأسر البارزانية في آذار عام 1947 إلى القصف الجوي والأرضي.
وتحدث قائلاً: دخل البارزاني ورفاقه المثلث الحدودي من كوردستان العراق لتبدأ المسيرة التاريخية للبارزانيين سيراً على الأقدام إلى الاتحاد السوفيتي بعد أن رفض البارزاني الاستسلام للإيرانيين، حيث اشتبكت هذه القوات في رحلتها الأسطورية الصعبة مع قوات ثلاث دول محتلة لكوردستان وهي القوات الإيرانية والعراقية والتركية وبعد أن نجحت في صد هجماتها، اجتازت القوات الكوردية بقيادة المناضل مصطفى بارزاني نهر آراس لتدخل الأراضي السوفياتية يوم 18/6/1947, وليعود البارزاني الى كوردستان بعد ثورة ١٤ تموز عام 1958 ويستقبل استقبال الأبطال.
وأشار إلى إنه وقبل الرحلة الأسطورية سلم القاضي محمد للبارزاني الخالد علم كوردستان قائلاً :هذا هو (( رمز كوردستان اُسلمه لك أمانة في عنقك لأنك خيرٌ من يحفظه )) فكان خير من يحفظ الأمانة ويزيدها شموخا.
في عام 1947 لجأ البارزاني مع 500 من مقاتليه للدخول إلى الاتحاد السوفييتي هربا من بطش الجيش العراقي فكانت هذه رسالته للرئيس السوفييتي ستالين ومقاتليه البيشمركة على تخوم حدود السوفييت .
رسالة الملا مصطفى بارزاني الى يوسف ستالين :
الرفيق ستالين القائد الاعلى للاتحاد السوفيتي
1 – انتم تعلمون باننا قمنا بانتفاضة في العراق ضد الحكومة العراقية من اجل تحرير الاكراد . وبعد ذلك انتقلت الانتفاضة الى الاراضي الايرانية في عام 1945 بحثاً عن حماية لها لدى الجيوش السوفيتية هناك . واثناء وجودنا في ايران شاركنا في الحركة الثورية لتحرير الشعبين الاذربيجاني والكردي .
2 – في العاشر من شهر ديسمبر- كانون اول عام ١٩٤٦ استسلمت جيوش ايران الديمقراطية ( سقوط الجمهوريتين الايرانيتين الكردية والاذربيجانية ) وذلك تحت ضغط القوى الرجعية . ولكن واصلنا نحن المقاومة , وانتقل الى جانبنا وشاركنا في هذه المقاومة ممثلو القوميات الاخرى . ولولا مساعدة البيغات والخانات الاكراد ( اغنياء الاكراد) للحكومة الايرانية لما تراجعنا نحن عن المقاومة ولواصلنا كفاحنا .
3 – وبمساعدة من القوى الرجعية التركية والعراقية نتعرض نحن في الوقت الراهن الى عمليات الابادة . لقد كانت بحوزتنا قوات غير كبيرة , ورغم ذلك استطعنا التصدي لضغط الرجعية متحملين العديد من الضحايا . وبفضل الروح الثورية صمدنا وحافظنا على قوانا الاساسية . كنا نعول على كردستان العراق , بيد اننا تعرضنا للخيانة من قبل حفنة من الرجعيين هناك . لقد شاهدنا في إيران الجيوش التركية التي كانت تقدم العون الى الرجعية الايرانية الامر الذي ارغمنا الكف مؤقتاً عن مواصلة الكفاح من اجل الحفاظ على قوانا للمعارك القادمة .
4 – وانطلاقاً من ذلك قررنا التوجه نحو الاراضي السوفيتية مخترقين حصار الجيوش الايرانية حتى وصلنا الى تركيا ومن هناك اتجهنا نحو الحدود السوفيتية . وخلال عشرين يوماً قطعنا الطرق حتى نهر اراكس , وكانت الرجعية الايرانية طيلة هذه المدة تحاول القضاء علينا , ولكنا خضنا معها معارك ضارية حتى بلغنا الحدود السوفيتية .
5 – هناك حالياً 500 من الثوريين البرزانيين يقفون عند الحدود السوفيتية . وبيننا العديد من الجرحى والمنهكين . ونحن ننتظر المساعدة من الرفيق ستالين مثلنا مثل بقية الشعوب الديمقراطية المحتاجة إلى التحرر . نحن نريد الدخول إلى الأراضي السوفيتية , ونعتبر الحكومة السوفيتية من أكثر حكومات العمال والفلاحين ديمقراطية . ونظراً لوضعنا هذا نرجوكم بإلحاح تقديم المساعدة لنا . عاش الرفيق ستالين وعاش الشعب السوفيتي كله ! انتهت الرسالة
وسرد بالقول: غير ان الاكراد وحرس الحدود السوفيت لم يستلموا رداً سريعاً على هذه الرسالة من موسكو . وفي صباح السادس عشر من يونيو- حزيران تقدم نحو ضفة النهر مصطفى بارزاني نفسه مع مجموعة من حرسه الخاص وحاول إجراء مفاوضات لتأمين عبور فصائله إلى الأراضي السوفيتية . غير ان حرس الحدود كانت لديهم تعليمات صارمة : عدم الدخول في مفاوضات , والأكراد الذين يخرقون الحدود يتم ايقافهم ونزع سلاحهم ..وبالنهاية وصل القائد الخالد للأراضي السوفيتية.
فيدرالية إقليم كوردستان كانت ثمرة الثورات البارزانية ودماء الشهداء وبطولات البيشمركه بقيادة البيشمركه الخالد ملا مصطفى البارزاني.
وثورة الاستفتاء بقيادة البيشمركه البطل مسعود بارزاني كانت أهم وثيقة تاريخية قانونية للشعب الكوردي في تقرير مصيره بنفسه.
ولا تزال المدرسة البارزاني شامخة بأبنائها المخلصين للنهج والقضية.
والآن أحفاد البارزاني الخالد وبدعم من سروك مسعود بارزاني يقودون كوردستان، وذلك ليس إلا تأكيداً راسخاً على التمسك بالثوابت القومية لنهج البارزاني الخالد، والمصالح القومية العليا للشعب الكوردي، واستمرارية أسس الإخاء والتعايش السلمي، وحماية مكتسبات إقليم كوردستان وقيادته إلى بر السلام و الأمان والازدهار.
بدعم مطلق من الرئيس مسعود البارزاني تبدأ مسيرة الشموخ لأبطال مدرسة الكوردايتي، على نهج البارزاني الخالد، لتحقيق حلم الشهداء، وتعميق التجربة الديمقراطية في آفاقه المشرقة كنموذج يحتذى به.
واختتم ندوته بالقول: وبمناسبة مرور 45 عاما” ( الأول من آذار لعام 1979) على وفاة قائد الأمة الكردية الملا مصطفى البارزاني فأننا نجدد العهد والوفاء للسير خلف نهج الكردايتي..نهج البارزاني الخالد حتى يتحقق أهداف شعبنا في الحرية والكرامة .