د.سميرة مبيض عضو اللجنة الدستوريّة ليكيتي ميديا.. لا بد من العمل على التأسيس لسوريا الاتحاديّة
انطلقت في جنيف يوم الأربعاء 30 أكتوبر\تشرين الأول، اجتماعات اللجنة الدستوريّة السوريّة بمشاركة ممثلين عن النظام والمعارضة والمجتمع المدني بإشراف الأمم المتحدة.
وكان ليكيتي ميديا هذا الحوار مع الدكتورة سميرة مبيض عضو اللجنة الدستوريّة عن قائمة المجتمع المدني، الذي شمل نقاطاً هامة.
* إذا كانت اللجنة الدستوريّة هي جزء من العمليّة السياسيّة والسلال التي حدّدها المبعوث الأمميّ السابق (ديمستورا)، وكما هو ملاحظ فقد تم البدء بعمل اللجنة الدستوريّة قبل اكتمال أو نضج بقيّة السلال حسب المتفق عليه.. برأيكم دكتورة هل هذه الخطوة تقوّض عمليّة الانتقال السياسي؟
– لا أعتقد ان إعطاء الأولويّة لإيجاد عقد اجتماعي سوري مشترك سيكون عائقاً في عمليّة الانتقال السياسي بل قد يكون عاملاً مساهماً في الدفع به قُدُماً إن تم بشكل سليم ووفق ما يحقق متطلبات السوريين مما يجعل من الوصول لحكم غير طائفي يضم الجميع خطوة أكثر سهولة. فالبدء بالقضايا المتعلقة بوضع دستور جديد، إن تمت بفترة زمنيّة منطقيّة دون تسويف مقصود إيجابي إن تم على درجة واحدة مع القضايا الأخرى الهامة.
* يتم التداول وعبر إعلام النظام بأن عمل اللجنة الدستوريّة لا يتعدى بعض الإصلاحات أو تعديلات طفيفة على دستور 2012، هل فعلاً هذا سيكون الأساس والمعيار لبناء دستور مستقبلي؟ وهل يلبي هذا التعديل طموحات الشعب السوري وتضحياته؟ أم هي مجرد فقاعات تتلاشى عند الخوض في تفاصيل العمليّة التفاوضيّة؟
– أعتقد إن تعديل دستور الـ٢٠١٢ لا يسمح بتحقيق أياً من الخطوات التالية المخطط لها في السلال الأربع فهو يدمج السلطات ويقيدها بشكل مركزي مما يجعل من الوصول لحكم بضم الجميع أمر غير ممكن، كما أنّه لا يحاكي الوضع المجتمعي الذي وصلت له سوريا بعد سنوات من الحرب ومطالب المشاركين بها من كافة المكونات. لذلك فإن الانتقال السياسي وفق دستور جديد يأخذ بعين الاعتبار واقع سوريا من جهة ومتطلبات إنهاء حقبة أثبتت فشلاً ذريعاً على كافة الصعد من جهة أخرى وذلك بالعمل على التأسيس لسوريا الاتحاديّة وفق نظام قائم على اللامركزيّة الإداريّة الجغرافيّة التي تضم التنوع السوري في كافة القطاعات والتي تسمح بتنمية متوازنة في كافة أنحاء البلاد وبتوزيع وفصل السلطات بما يضمن العدالة للجميع.
* ماهي الاستراتيجيّة التي ستتبعونها مع اللجنة الدستوريّة في ظل خطاب النظام التصعيدي والاتهامي بحق كل من يخالفه الرأي؟ بمعنى ماهي السيناريوهات التي تتوقعونها من النظام؟
– شخصياً أتوقع الأسوأ من النظام فهو لا زال يتشبث بالسلطة ويفعّل كل أدوات القمع والإجرام لأجل بقائه، لكن الأسد لا يملك قراره بعد أن فقد السيادة على كل شبر وعلى كافة مفاصل الحكم. لذلك أرى ان القرار بتغييره يعتمد على إرادة دوليّة. الاستراتيجيّة الأفضل هي الارتكاز على القوانين والقرارات الدوليّة وعدم الانجرار لمحاولات المماطلة والتسويف أو محاولات التخريب والتعطيل فالمسار انطلق ويجب أن نصل به لهدفه الأخير.
* الدكتورة سميرة مبيض باحثة أكاديميّة ومحاضرة في جامعة باريس، حاصلة على دكتوراه بالبيئة، المتحف الفرنسي للتاريخ الطبيعي. ماجستير في الهندسة البيئيّة، وعضو الهيئة العليا للمفاوضات، وعضو اللجنة الدستوريّة عن قائمة المجتمع المدني، ونائبة رئيس منظمة “سوريون مسيحيون من أجل السلام”، وتقيم حالياً في باريس.