آراء

ذاب الثلج وبان المرج

حسـن صالح

منذ البداية كنّا ندرك أنّ الآبوجية .يقومون بحركةٍ شاملةٍ مضادّةٍ لوجود وحقوق شعبنا.فما فعلوه بشعبنا في كُـردستان الشمالية.نفّذوه بدون رحمة مع كُـردستان الغربية، وأدّوا مهمّتهم بنجاحٍ كبيرٍ بعد أن اتّفقوا في بداية ثورة الحرية والكرامة في سوريا، مع النظام على أن يزوّدهم بالمال والسلاح.ويسلّمهم المناطق الكُـردية .بشكلٍ مؤقّتٍ مقابل قيامهم بقمع وتشتيت وإفقار شعبهم، وإنهاء حركته السياسية، وتجنيد الشباب بالقوة العمياء، وسوقهم الى ساحات بعيدةٍ لا ناقة ولاجمل لنا فيها.

طبعاً لأجل التمويه وتضليل الناس ادّعوا في إعلامهم الزائف أنّهم شكّلوا مجلس شعب غرب كُـردستان كما اتّفقوا شكلياً في هولير ودهوك مع المجلس الوطني الكُـردي على حقوق الشعب الكُـردي والفدرالية.

وعندما تمكّنوا بالترهيب من قمع الكُـرد وتهجيرهم.وقدّموا خدماتهم للنظام وحلفائه ثمّ لأمريكا.ضحّوا بأعدادٍ هائلةٍ من شبابنا وبناتنا دون أي مقابل .

الآن بعد أن اتّفقت روسيا وأمريكا على إنهاء ظاهرة العنف وإنهاء دور الميليشيات .أرسل أمن النظام لهم .وأكّد أنّ اللعبة انتهت وعليهم إعادة المناطق والدوائر والمنشآت التي استلموها منه.

وبإمكانهم العمل ضمن إدارة النظام.

لكنهم إعلامياً يدّعون أنهم تفاوضوا مع الحكومه السورية .في حين ترفض السلطات أنّها بحثت مسألة اللامركزية معهم.

لقد تخلّوا عن جميع شعاراتهم الديماغوجية .وباتوا يسوقون خطاباً جديداً حول التزامهم بوحدة سوريا وإنهاء الحرب .بعد أن ذهبوا إلى دمشق باسم مجلس سوريا الديمقراطية .وليس باسم الكُـرد.

وهكذا خدموا النظام وضحّوا بالكُـرد .وبذلوا أقصى جهودهم لإنهاء الحياة السياسية وعرضوا على النظام الولاء المطلق له.

لكن نسي هؤلاء ومعهم النظام السفّاح أنّ القضية الكُردية هي قضية شعبٍ أصيلٍ يعيشُ على أرضه التاريخية.ولا يمكن لأيّة قوةٍ في الأرض أن تنهي وجوده وحقوقه القومية.

مهما تفنّن النظام وحاول الالتفاف على الحقائق والحلول الصحيحة، فسوف يفشل.لأنّ المجتمع الدولي سيحلّ الأزمة السورية في جنيف وبضماناتٍ دوليةٍ، وإنّ المجلس الوطني الكُـردي رغم كل المنغصات وحرق وإغلاق الآبوجية لمكاتبه وملاحقة وخطف مناضليه وتسليم بعضهم للنظام.فهو مصرٌ وبكلّ التزامٍ مبدئيٍ بالقضية الكُـردية، على متابعة جهوده الدبلوماسية على الساحة الدولية، ونحن نعلم أنّ أحد أهمّ أسباب الحروب والنزاعات، وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط .هو بقاء القضية الكُـردية بدون حلٍ عادلٍ .

القوى الكبرى وخاصةً أمريكا مصمّمة على بناء شرق أوسطٍ جديدٍ، تُصانُ فيه الحقوق والحريات .وتزول فيه الأنظمة المارقة والمستبدّة.

وأخيراً أؤكّدُ أنّ الزبد سيذهب جفاءً، وما ينفع الناس سيمكث في الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى