رسائل إسرائيليّة للأسد وبوتين وسليماني.. “البيت الزجاجي” بدّل الحسابات
Yekiti Media
نشر معهد “بروكينغز” تقريراً عن الغارات الإسرائيلية المتزايدة في سوريا. وانطلق الموقع من الغارة التي طالت “مستودعاً للذخيرة في البوكمال” عصر الأربعاء، مشيراً إلى أنّ هذا الهجوم يأتي بعدما تردد أنّ إسرائيل نفذت 4 غارات جوية في سوريا في الفترة الممتدة بين 12 و20 تشرين الثاني، بحسب وزارة الخارجية الروسية.
في تعليقه، رأى الموقع أنّ وتيرة هذه الغارات وحدّتها وحصيلاتها “غير مسبوقة” على الرغم من تنفيذ إسرائيل آلاف الغارات في سوريا والعراق في السنوات الماضية، لافتاً إلى أنّ “حرب إسرائيل ضد وجود إيران في سوريا” بلغت أوجها الشهر الفائت، إذ استهدفت الغارات منظومات دفاعية جوية متطورة وصواريخ أرض-جو ومواقع استخباراتية ومستودعات وغيرها. وفي هذا الإطار، سلّط المعهد الضوء على غارات 20 تشرين الثاني التي طالت مقر فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في مطار دمشق الدولي، أو ما يُعرف بـ”البيت الزجاجي”، معتبراً أنّ خيار هذا الهدف يدل إلى تحوّل في سياسة إسرائيل الأمنية.
في ما يتعلّق بأسباب هذا التحوّل، قال المعهد إنّ إسرائيل توصلت إلى أنّ إيران لن تتخلى عن مشروعها في سوريا، بل قد تسعى لاحقاً إلى سبل أكثر تعقيداً لتهديد “حدود إسرائيل الشمالية”. وفي حديثه عن الأهداف التي تنوي إسرائيل تحقيقها عبر الغارات التي تنفذها منذ العام 2013، عدّد الموقع:
- خفض عمليات نقل القدرات الإيرانية إلى “حزب الله” وغيره من المجموعات المدعومة إيرانياً العاملة على فتح جبهة عسكرية متدنية الشدة تهدد “حدود إسرائيل الشمالية”.
- الحفاظ على حرية إسرائيل في التحرك وتفوقها في الشرق الأوسط.
- بعث رسائل ردع إلى “نظام الأسد” وإيران ومبعوثيها وروسيا.
على مستوى الرسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، رأى المعهد أنّها الأكثر اتساقاً ووضوحاً، قائلاً: “كلفة علاقة الأسد بإيران ستتخطى الفوائد التي سيجنيها منها”. وتابع الموقع بأنّ إسرائيل “رفعت مستوى” أهدافها في تشرين الثاني لتضم رموزاً وأصولاً للجيش السوري، معتبراً أنّ التهديد للأسد بموجب هذه الطريقة كان ملموساً ومباشراً أكثر.
وشرح المعهد أنّ الغارات تضعف قدرات الجيش السوري وتشغل قدرات الأسد عن مواكبة قدرات المعارضة و”داعش” و”القاعدة”، وتبقي البلاد في وضع اقتصادي غير مستقر بشكل خطير. ولفت المعهد إلى أنّه يتردّد أنّ إسرائيل استهدفت قدرات دفاعية جوية بارزة، لا سيما صواريخ أرض-جو، من شأنها أن تهدد هيمنة إسرائيل الاستراتيجية على المجاليْن الجوييْن اللبناني والسوري. وشرح المعهد أنّ غارة 12 تشرين الثاني التي استهدفت منزل قائد “الجهاد الإسلامي” أكرم العجوري في المزة، وهو مسؤول عن التنسيق بين غزة وسوريا، مرجحاً أن يرتفع منسوب التوتر بين الأسد ومجموعات مقاتلي المعارضة الفلسطينيين العاملة في سوريا وغزة.
على مستوى الرسالة إلى موسكو، قال المعهد إنّ الغارات الإسرائيلية بعثت رسالة واضحة إلى روسيا تفيد بأنّ سوريا ستظل ساحة حرب غير مستقرة، ما لم يُستبعد العنصر الإيراني من المعادلة. وتابع المعهد بأنّ الغارات هي بمثابة تذكير بالتزام روسيا إزاء إسرائيل لإبقاء الحرس الثوري بعيداً عن “الحدود الإسرائيلية”.
في ما يختص بالرسالة إلى إيران، لفت الموقع إلى أنّ غارة 20 تشرين الثاني كانت الأقوى والأهم من أصل 4 نُفِّذت في تشرين الثاني، إذ رجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن يكون 23 شخصاً، بينهم 16 إيرانياً، قد قضوا نتيجتها. وأضاف بأنّ الهجوم بعث رسالة واضحة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، بأنّ إسرائيل لن تتساهل بعدما اعترض الجيش الإسرائيلي 4 صواريخ أطلقت من سوريا. وتابع المعهد بأنّ الهجوم يؤكد أنّ إسرائيل لن تتراجع حتى في حال اندلاع حرب، إذا ما واصلت إيران تحقيق هدفها الاستراتيجي القاضي بتهديد “حدود إسرائيل الشمالية” من سوريا والعراق.
ختاماً، استبعد المعهد انسحاب إيران الكامل من سوريا، مرجحاً أن تعيد إيران النظر في استراتيجيتها في ظل الضغوط التي تواجهها نتيجة للتظاهرات في إيران العراق.