رسائل تضامن دوليّة مع الشعب الإيراني في الذكرى الثانية لحركة ژينا أميني
أصدر وزراء خارجيّة الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا بياناً مشتركاً بمناسبة الذكرى الثانية لمقتل ژينا أميني، وصفوا فيه حركة (المرأة، الحياة، الحرية) بأنّها حركة عالميّة، مؤكّدين دعمهم لنساء إيران. كما أصدرت فرنسا والاتحاد الأوروبي بيانات منفصلة بمناسبة هذه الذكرى.
وجاء في بيان وزراء الخارجيّة، الذي صدر أمس الاثنين “نقف إلى جانب النساء والفتيات والمدافعين عن حقوق الإنسان في إيران من جميع فئات المجتمع في نضالهم اليومي من أجل حقوق الإنسان والحريات الأساسيّة”.
كما أشار البيان إلى تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول احتجاجات عام 2022، مؤكّداً أنّ “النظام الإيراني لم يستجب بعد للقضايا المثارة بشأن قمع حركة مهسا، ولم يتعاون مع هذه اللجنة المعترف بها دولياً”.
في مارس 2024، أعلنت لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة في تقريرها الأول عن حركة ژينا أميني أنّ القمع العنيف للاحتجاجات والتمييز الواسع ضد النساء والفتيات أدى إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إيران، واعتبرت العديد من هذه الانتهاكات جرائم ضد الإنسانيّة.
وفقاً لهذا التقرير، شملت انتهاكات حقوق الإنسان خلال احتجاجات (المرأة، الحياة، الحرية) القتل، والإعدامات خارج نطاق القضاء، والقتل غير القانوني، والاستخدام المفرط وغير الضروري للقوة، والاعتقالات التعسفيّة، والتعذيب، والاغتصاب، والاختفاء القسري، والاضطهاد والتمييز القائمين على النوع الاجتماعي.
ولفت بيان وزراء الخارجيّة إلى “تشديد فرض الحجاب الإجباري من قبل النظام الإيراني ضمن ما يُعرف بـ (خطة نور)”، مؤكّداً أنّ “هذه الخطة جلبت موجة جديدة من القمع والعنف ضد النساء”.
وأضاف “تواجه النساء والفتيات في إيران قمعاً شديداً في حياتهن اليومية… وقد عزز النظام الإيراني بنيته التحتيّة لمراقبتهن واعتقالهن وسجنهن، وفي بعض الحالات تعذيبهن بسبب أنشطتهن السلميّة”.
ووفقًا لتقارير منظمات حقوق الإنسان، فإنّ إيران تعد واحدة من أكبر منفذي إعدامات النساء في العالم.
وبدأت الشرطة الإيرانيّة تنفيذ (خطة نور) في 13 أبريل/نيسان الماضي، بهدف فرض الحجاب الإجباري في جميع أنحاء البلاد. وقد انتشرت بعد ذلك مقاطع فيديو تظهر إساءات واعتقالات عنيفة ضد النساء المعارضات للحجاب الإجباري.
كما دعا وزراء خارجيّة هذه الدول الخمس حكومة مسعود بزشکیان إلى الوفاء بوعدها بتخفيف الضغط على المجتمع المدني في إيران ووقف استخدام القوة لفرض الحجاب الإجباري.
وأكّدوا أنّهم سيواصلون جهودهم لمحاسبة المسؤولين الإيرانيين على انتهاكات حقوق الإنسان من خلال آليات مختلفة، بما في ذلك العقوبات وقيود التأشيرات.
وكان بزشکیان قد انتقد خطة نور خلال حملته الانتخابيّة، ورغم ذلك لا يزال تنفيذ الخطة مستمراً في البلاد.
وفي بيان أصدرته وزارة الخارجيّة الفرنسيّة في 16 سبتمبر/أيلول بمناسبة الذكرى الثانية لوفاة ژينا أميني، أكّدت باريس دعمها المستمر لنساء إيران في نضالهن من أجل الحريّة.
كما أضافت الوزارة “فرنسا، التي تتبنى دبلوماسية نسوية، لا تزال ملتزمة ومصممة على مكافحة جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي حول العالم، وخاصة ضد النساء والفتيات”.
من جانبه أشاد جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي، بشجاعة وتصميم العديد من الإيرانيين، وخاصة النساء، في حركة (المرأة، الحياة، الحرية)، مستذكراً ژينا أميني.
ودعا بوريل النظام الإيراني إلى “القضاء على جميع أشكال التمييز المنهجي ضد النساء والفتيات في الحياة العامة والخاصة، سواء في القوانين أو في الممارسة”.
يذكر أنّ ژينا أميني اعتُقلت في 13 سبتمبر/أيلول 2022 من قبل شرطة الأخلاق الإيرانيّة وتعرّضت للضرب، وتوفيت في 16 سبتمبر بسبب الجروح التي أُصيبت بها أثناء احتجازها في مستشفى كسري بطهران.
أثارت هذه الحادثة احتجاجات واسعة في طهران والعديد من المناطق الأخرى في إيران.
ووفقاً لتقرير منظمة حقوق الإنسان الإيرانيّة الصادر في سبتمبر الماضي، قُتل ما لا يقل عن 551 متظاهراً، بينهم 68 طفلاً و49 امرأة، خلال احتجاجات (المرأة، الحياة، الحرية).