آراء

رسالة إلى الزعماء الكورد في سوريا

مروان سليمان
إذا كان بودنا أن نتعرف على القائد المخلص فيجب علينا أن نبحث عنه في نظرة الأعداء إليه و كيفية معاملته، فإذا كان وصفهم له بأنه العدو الشريف و معاملته بالخصم العنيد فذلك هو الذي أخلص لشعبه و يبذل روحه دفاعاً و فداءُ لوطنه، و إذا أردنا أن نعرف مكانة الزعيم نقارن بين قوله و فعله و ماضيه و حاضره و التواصل بينه و بين شعبه و الثبات على مبدأه في الإخلاص و المحبة.
و إذا أردنا أن نتعرف على القائد الناجح و النافع لشعبه فهو الذي يطبق الحق و العدل و يبتعد عن الأنانية و ملذات النفس و يستلم الحكم فقط لإنقاذ البلاد و الشعب من براثن خطر يداهم الوطن و يكون كارثياً على الشعب و لذلك فإن الشعب يفتقد إلى قادة عظام يسدون أثر العظام الذين سبقوهم في التضحية و الفداء من أمثال القاضي محمد و البارزاني الخالد.
نأسف على حالنا و شعبنا و نتحسر على زعمائنا بعد أن أصبحنا متفرقين و تابعين و متبوعين و ما كان هلاكنا في الماضي و ضياعنا إلا من تبعيتنا لغيرنا و طيبة قلوبنا المليئة بالعاطفة الجياشة تجاه الأعداء و التي استثمرها الأعداء في خدمتهم بدون أن ندري و لم نتدارك الأمر فيما بعد بل و نزداد تفرقة و تتشتت القوة و نصبح لقمة سائغة لأعدائنا الذين يتربصون بنا من كل مكان.
لم نكن نحن في يوم من الأيام إلا كما أحب زعمائنا أن نكون، ليس لدينا سوى أن ندعو بالخير لزعمائنا لأننا في قبضتهم يتصرفون بنا كما يشاؤون، و لأننا نشأنا في بيئة ضعيفة كسرتها نكبات الدهر من مجازر وحشية و تعرضنا لغزوات بربرية من قبل الهمج و توالت المصائب علينا من جميع النواحي و اعتدت على حقوقنا الحكومات و الدول و كانت المؤامرات أكبر من طاقاتنا كل هذا من جهة ليست بآلام كبيرة بالرغم من عظمتها مقابل فساد السياسات التي نمارسها تجاه بعضنا البعض، نتقاتل و نتخاصم و نفتح معارك جانبية مع بعضنا و ننسى أن العدو جاثم على صدورنا و محتل لبلادنا و يتفرج علينا و يسخر من تصرفاتنا و هذا ما يولد الشعور بالإحباط لدى الكثيرين و يجعلهم يتهربون من مسؤولياتهم الملقاة على عاتقهم و كله بسبب إننا فقراء في إنجاب القادة و نحتاج لقائد تتجمع فيه كل صفات القيادة و الزعامة و أولها التضحية و الفداء و خاصة إننا شعب حي و فتي و مثقف يعرف مجريات الأحداث و إذا حمل كل منا مسؤولياته التاريخية سوف نسير الزعماء و لا نسير خلفهم و لكن العمل يتطلب قليلاً من التضحية بالمصالح الشخصية و الآنية إذا كنا فعلاً نفكر بشعب و وطن.
نحن الشعب الكردي لا تزال الدماء تجري في عروقه و حافظ على أرضه و لغته منذ آلاف السنين بالرغم من آلام الماضي و تكالب الأعداء و العمل على صهر الكرد بالتتريك و التفريس و التعريب على مدى عقود من الزمن، إلا إن غاباتنا لا تزال مليئة بالأسود و أن شعباً فيه زعيم مثل البارزاني بقوة إيمانه بحقوق شعبه العادلة لن يموت أبداً و لن يستكين حتى بناء دولته المستقلة.
من لم يتعظ من تجارب الماضي الوخيمة و المؤلمة فهو غافل عن الحقيقة و من يركض خلف مصالح شخصية و حزبوية ضيقة فهو لشعبه قاتل، بل يجب على الزعيم أن يقود الجحافل و يتقدم الصفوف، فماذا أعددتم لنصرة شعبكم في كردستان سوريا؟ أين الشباب الذين يهيئون للنضال و أين الزعماء الذين يوجهون و ينفخون في قلوب الجماهير بالإستعداد و اليقظة؟.
24.07.2015

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى