رسالة من “ابراهيم برو” إلى “ستيفان دي ميستورا” المبعوث الدولي الخاص بالأزمة السورية
كوباني البطلة تصحح مسار التاريخ التي شوهته الصراعات والتناقضات الدولية والإقليمية، وأن كان سقوطها يمثل كارثة قومية بالنسبة للأمة الكردية فسيكون وصمة عار في جبين الإنسانية و سيشكل انتصاراً على تحالف دولي يضم أكثر من أربعين دولة، ولا أخفيكم سراً إذا قلت لكم بأن شبعنا الكردي في سوريا قد أدرك أهمية دوركم الكبير كمبعوث دولي خاص بالأزمة السورية من خلال وقفتكم النبيلة في الأمم المتحدة بتاريخ 10/10/ 2014 وخشيتكم من حدوث مجزرة بحق المدنيين المحاصرين التي ستشعر العالم وجميعنا بالأسى في حال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة تدافع عن نفسها بشجاعة، ومناشدكم للدولة التركية بالسماح للمتطوعين الكرد بالدفاع عن كوباني ودعوتكم المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية مدينة كوباني ومنع سقوطها، وتوفير كافة مستلزمات الاحتياجات الإنسانية للاجئيها ،وبذلك حزتم وبجداره على ثقة المكوّن الكردي، ونحن بدورنا نعلمكم باستعدادنا الكامل للتعاون مع شخصكم الكريم والمجتمع الدولي وكافة أطراف الصراع من أجل حل حقيقي للأزمة السورية .
السيد ستيفان دي ميستورا المحترم:
بالرغم من أهمية مؤتمر جنيف 1والحل السياسي إلا أن مؤتمر جنيف 2 كشف عمق الأزمة السورية وحجمها والتي وصلت إلى مرحلة تاريخية حرجة جداً، كما أنه أوضح عقم الحلول السياسية المطروحة للوضع السوري كون الأطراف المتصارعة مازالوا يمتلكون مبررات الاستمرارية في هذا الصراع، ويستمدون اسباب قوتهم من التناقضات الاقليمية والدولية الفاعلة على الساحة السورية، ومع مرور الوقت تزداد اللوحة السورية تعقيداً خاصة بعد ظهور جماعات جهادية سلفية متطرفة تعمل وفق أجندات خاصة تهدف إلى إعادة عجلة التاريخ ألاف السنين.
السيد دي مستورا المحترم:
أنتم خير من يعلم أن الواقع السوري الذي وصل إلى مرحلة الكارثة الانسانية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى لم يعد يتحمل مقدمات خاطئة أو تحليلات سياسية غير قابلة للتطبيق تهدف إلى إدارة الأزمة وليس حلها بصورة عملية وجذرية، فحجم التضحيات الكبيرة والدمار الهائل وموجة الهجرة والنزوح بأعداد خيالية، وغياب أهم مستلزمات الحياة للشعب السوري، كلها أسباب تنذر بانهيار عام وشامل للدولة والمجتمع السوريين، لذلك لا بد من العمل وبأسرع ما يمكن من خلال خارطة طريق تنطلق من خصوصية المجتمع السوري المركب أثنيا ودينياً وطائفياً والمتنوع على كافة الأصعدة، وبعكس المجتمعات المتحضرة فقد تحول التنوع إلى أحد أهم عوامل الضعف والصراع الداخلي المدمر و انعدام الثقة بين كافة مكونات المجتمع السوري نتيجة أخطاء تراكمية لأكثر من أربعة عقود.
فمن وجهة نظرنا نرى بأن الحل يكمن في الخطوات التالية:
1. فرض هدنة عسكرية بضمانات إقليمية ودولية عبر قرارات صادرة عن مجلس الامن تحت البند السابع , و لا تقل مدتها عن ستة أشهر، والعمل الجاد على القضاء على تنظيم داعش واخراج كافة المليشيات المتطرفة من سوريا.
2. تحويل كافة مناطق شمال و شمال شرق سوريا ذات الغالبية الكردية ومنطقة السويداء ذات الغالبية الدرزية والمناطق المحاذية للحدود الأردنية إلى مناطق أمنة وبناء مخيمات نموذجية برعاية الأمم المتحدة لإعادة كافة اللاجئين السوريين من مخيمات دول الجوار تمهيداً لإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية.
3. إيجاد نوع من الفصل الإيجابي بين مكونات المجتمع السوري من خلال الانتقال إلى النظام الجمهوري اللامركزي (الفدرالي) وتشكيل أقاليم جغرافية تأخذ بعين الاعتبار تركيبة مكونات المجتمع السوري، لتوفير أجواء أمنة لهذه المكونات في أقاليمها، وبالتالي إعادة الثقة بين هذه المكونات للعيش المشترك في إطار دولة واحدة لكافة مكوناتها.
4. العمل على توفير أجواء إيجابية خلال فترة زمنية مناسبة لإجراء انتخابات برلمانية بأشراف إقليمي ودولي لتشكيل حكومة اتحادية، واعداد دستور عصري يتناسب مع طبيعة المجتمع السوري المركب والمتنوع.
إبراهيم برو
سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا
عضو مفاوض في مؤتمر جنيف 2