رويترز… من الحمام الزاجل إلى وكالة عالمية
يكيتي ميديا
رويترز وكالة أنباء بريطانية ذات طابع عالمي؛ تقدم أخبارا ومعلومات متخصصة في مجالات متعددة، في طليعتها السياسة والثقافة والرياضة وقطاعات الاقتصاد والمال والأسواق العالمية، وتحظى بـ”مصداقية كبيرة” جعلتها مصدرا للأخبار للمهتمين بشؤون العالم، وتوصف بأنها كبرى وكالات الأنباء العالمية.
التأسيس
تأسست رويترز في العاصمة البريطانية لندن خلال أكتوبر/تشرين الأول عام 1851 على يد رجل الأعمال الألماني بول جوليوس رويتر، واقتصرت في البداية على بث أخبار قطاع المال ثم توسعت عام 1858 باتجاه تغطية الأخبار العامة، واستهلت ذلك بتغطيتها لأخبار الحرب الأهلية الأميركية (1861-1865).
بعد أن طور جوليوس رويتر عام 1849 خدمة لتوزيع الأخبار باستعمال “التلغراف الكهربائي” والحمام الزاجل، أطلق “شركة رويترز تلغراف” التي تخصصت في تغطية أخبار قطاع المال والعقار والتجارة.
واتجه رويتر عام 1858 إلى الخدمات الإخبارية فأطلق على شركته اسم “رويترز”، واستطاع إقناع عدة صحف إنجليزية بالاشتراك في الخدمة التي يقدمها ونشر الأخبار التي يرسلها، إلى أن أصبحت شركته فيما بعد مصدرا رئيسيا لا غنى عنه في الصحافة البريطانية، وكانت “لندن مورنينغ إدفيتزر” أول صحيفة تقوم بالاشتراك فيها.
استطاعت رويترز عبر تاريخها بث أخبار انفرادية حققت فيها السبقغرد النص عبر تويتر، ومن أهمها نقل نص خطاب نابليون الثالث قبيل اندلاع الحرب النمساوية الفرنسية في إيطاليا عام 1859، كما كانت أول وكالة أنباء تنقل عام 1864 خبر اغتيال الرئيس الأميركي إبراهام لينكولن في الولايات المتحدة إلى أوروبا.
وقد تعرض عدد من الصحفيين والمصورين العاملين مع وكالة رويترز لمواقف قاتلة أو خطيرة أثناء قيامهم بمهامهم، أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة صحفيين في مناطق متعددة وتعرض آخرين للاختطاف.
ومن بين صحفييها الذين قتلوا المراسل الأميركي كيرت شورك (عام 2000) في سيراليون، والمصور الصحفي تاراس بروتسييك (أبريل/نيسان 2003) في العراق، وزميله مازن دانا في أغسطس/آب من نفس العام بنفس البلد.
كما قتل في العراق أيضا داهيا نجيم (1 نوفمبر/تشرين الثاني 2004) والصحفيان نمير نورالدين وسعيد الشماخ (أبريل/نيسان 2007)، ولقي المصور عدلان كازانوف حتفه عام 2004 في الشيشان، وفي أبريل/نيسان 2008 قتل المصور فاضل شنا بقطاع غزة على أيدي القوات الإسرائيلية.
ويعتبر أنتوني غري أول صحفي من رويترز احتجز رهينة من قبل الحكومة الصينية أثناء تغطيته لأحداث “الثورة الثقافية” في بكين نهاية ستينيات القرن العشرين، فاعتقل مدة 27 شهرا خلال 1967-1969 ثم أطلق سراحه.
تعرضت وكالة رويترز لاتهامات من الحكومة الإسرائيلية بأن تغطيتها كانت “معادية” لها في عدوانها على لبنان صيف عام 2006، وذلك بعد نشر الوكالة لصور قالت إنها حصلت عليها من أحد المصورين اللبنانيين المتعاونين معها، ووُصفت لاحقا بأنها “مفبركة” فأعلنت رويترز في 7 أغسطس/آب 2006 قطع تعاونها مع المصور، وسحب تلك الصور من أرشيفها.
وأعادت إسرائيل توجيه نفس التهمة إلى الوكالة عام 2010 بخصوص صور بثتها بعد هجوم القوات الإسرائيلية على سفينة “مرمرة” التركية، التي كانت متوجهة -ضمن “أسطول الحرية”- إلى قطاع غزة لفك الحصار عن سكانه.
الهيكلة
يقع مقر رويترز الرئيسي بلندن ولديها مقر رئيسي آخر في نيويورك، وتبلغ عائداتها سنويا نحو 12 مليار دولار، حسب معطيات نشرت عام 2011 .
وتشكل وكالة رويترز قسما من شركة “تومسون رويترز” التي تأسست يوم 17 أبريل/نيسان عام 2008 بعد اندماج شركة رويترز مع شركة “تومسون” الكندية، وأدرجت أسهمها في مؤشر “فوتسي 100” البريطاني وبورصة تورنتو الكندية.
يصل عدد العاملين في الوكالة إلى 55 ألف عامل موزعين على أكثر من 200 مدينة في 94 دولة. كما تقوم بتكوين صحفيين متدربين من حوالي 171 بلدا في العالم، حيث تجاوز عدد المشتركين في دوراتها التدريبية 4500 صحفي.
وتزود الوكالة المؤسساتِ الإعلاميةَ عبر العالم بأكثر من ثمانية ملايين كلمة يوميا ضمن قصاصاتها الإخبارية، إضافة إلى شرائط الفيديو، والرسومات والصور الفوتوغرافية. وتبث أخبارها بالإنجليزية وعدة لغات عالمية أخرى.
الخط التحريري
تمكنت وكالة رويترز عبر تاريخها الطويل من أن تؤسس لنفسها -حسب مراقبين- سمعة إعلامية “متميزة” ترتكز على مبادئها في التعامل مع الأخبار (وأبرزها السرعة والدقة)، مما جعلها في طليعة مؤسسات الإعلام العالمية في الحصول على الأخبار التي تعد سبقا (Scoops)، مما جعل المؤسسات الإعلامية تشترك في نشراتها.
تؤكد رويترز سعيها لالتزام “الحياد” في تحرير الأخبار، ومن ذلك أنها تحظر على محرريها استعمال مصطلح “إرهابي” سوى في حال وروده في سياق تصريح ما، معللة ذلك بسياستها التحريرية التي “تلزمها بعدم استعمال مفردات مثيرة للمشاعر في وصف أي شخص”.
وتلزم المؤسسة صحفييها باتباع المبادئ الواردة في “دليل التحرير الصحفي لرويتز”، الذي أعدته ليكون مرجعا مهنيا لصحفييها في إعداد الأخبار بشكل متوازن وعدم الخضوع للمصالح المتضاربة المرتبطة بذلك، من “أجل الحفاظ على قيم النزاهة وحرية التعبير، وترسيخ مصداقيتها (أي الوكالة) ودقتها وسرعتها وتفردها في نشر الأخبار”.
جوائز
تُوجت وكالة رويترز بعدة جوائز عالمية، أبرزها استمرار حضورها في قائمة “الشركات الأكثر أخلاقية” في العالم لأربعة أعوام متتالية.
الجزيرة