محليات - نشاطات

سوء الأوضاع الاقتصادية يضيق الخناق على مواطني كُردستان سوريا

تزداد معاناة أهالي كُردستان سوريا، يوماً بعد يوم، بارتفاع أسعار المواد الغذائيّة والأساسيّة، وتدني مردود الدخل الذي لا يغطّي المصروف الضروري للعائلة، بالإضافة لانتشار البطالة بشكل ملحوظ.

منذ بداية الثورة السوريّة في عام 2011 انخفض سعر الليرة السوريّة مقابل الدولار الواحد، وهنا أصبح راتب الموظف السوري لا قيمة له، حيث لا يتجاوز 20$ أمريكي.

وقالت سمية حاج محمد البالغة من العمر 40 عاماً، وهي موظفة في القطاع الحكومي، ليكيتي ميديا: “أنا أعمل مدرّسة، ولديّ خمسة أطفال، زوجي متوفي، وأنا المعيلة لأطفالي، راتبي يبلغ 350 ألف ليرة سوريّة لا يكفيني لأسبوع، لدي دفع فاتورة كهرباء الأمبيرات 70 ألف، وجرة الغاز التي ثمنها 160 ألف ليرة، وهنا لا يبقى لي سوى القليل ولا يكفيني لشراء المستلزمات الأساسيّة من المواد الغذائيّة”.

كما أضافت إنّ “موظفي الحكومة السوريّة بالأخص المقيمين في مدن كُردستان سوريا هم أكثر الفئات تضرراً، ويعيشون تحت خط الفقر مقارنةً بالموظفين المقيمين تحت سيطرتهم من ناحية كل فرد يحصل على قيمة ماليّة معينة تساعدهم على شراء موادهم الأساسيّة”.

من جانبه قال حسين سليم، موظف لدى إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD “متوسط الرواتب مليون ليرة سوريّة، لدي عائلة مؤلفة من 6 أشخاص، زوجتي ربة منزل، وأطفالي جميعهم في المدارس، وراتبي لا يكفيني لـ 15 يوماً، لدي دفع فواتير أجار المنزل والكهرباء، أجار منزلي 600 ألف كل شهر”.

وأشار سليم إلى أنّ “راتبه مقارنةً بارتفاع سعر صرف الدولار لا يشكّل شيء، موضحاً “لا أستطيع شراء غير المواد الغذائيّة فقط مثل الشاي والسكر والأرز وبعض الخضروات الأساسيّة أيضاً، أما اللحم لا أستطيع شراءه أحياناً في الشهر الواحد أشتري الفروج لمرة واحدة فقط”.

وأضاف “أطفالي في المدارس ولديهم مصاريف شراء الكتب والدفاتر والقرطاسيّة، عدا عن المصروف المدرسي، لذلك أقوم بعمل إضافي وأعمل في المساء في سوبر ماركت صديقي، لكي أستطيع إعالة أطفالي، كنت أخجل من نفسي عند قدومي للمنزل بعد الدوام وأرى أطفالي يركضون باتجاهي يظنون أنني أحمل أكياس الفواكة، والحلو أو حتى اللحم، وأنا هذا فوق مقدرتي”.

أما بركات شيخموس قال لموقعنا: “أنا مزارع، كنت أزرع القمح في السنوات الماضية، والحمد لله كان وضعي جيداً، لأنني كنت أبيع محصول القمح؛ وكنت أسدّد جميع ديوني، ويبقى فوقها لي مردود جيد، وكنت أشتري جميع احتياجاتي وأزوّج أولادي، وكنا مرتاحين، لكن هذا العام، للأسف لم يكفني لأنني بعت محصولي بـ 31 سنت للكيلو الواحد، بناءً على قرار إدارة PYD، وهذا القرار ضرّني كثيراً”.

واختتم شيخموس حديثه بالقول: “للأسف أفلست وأصبحت مديوناً للعالم، لأنّ تكاليف سعر المازوت وعدم توفره في الوقت المناسب، وأجور العمال، والآليات، كانت فوق طاقتي، لذلك بعت محصولي من القمح ولم أستطع حتى دفع ديوني كاملة، وأصبحت لا أستطيع شراء المواد الأساسيّة بشكل كامل، لقد منعت نفسي وعائلتي عن شراء اللحوم والفواكه”.

أما كمال يونس (عامل عادي) قال: “أنا أحياناً أعمل وأجار يومي عشرون ألف، ولا يكفيني حق طبخة لأطفالي، أنا باقي الأيام لا أعمل ولديّ عائلة مكونة من 3 أطفال أغلب المرات ليس معي حق ربطة الخبز ونأكل الخبز اليابس والبندورة، أتألم كثيراً لأنني لم أستطيع أن أكون أباً مثالياً لأطفالي، وأراهم يموتون جوعاً أمامي، بعد هذه المعاناة من الجوع، أنا وأطفالي نقوم بجولات على حاويات القمامة في الشوارع لعلنا نجد شيئاً نأكله، وفوق هذا نعاني من تنمر العالم على ثيابنا الممزقة ورائحة الثياب الكريهة ونظرة الاشمئزاز لن أنساها”.

وتستمرّ معاناة المواطنين في ظل استمرار الأزمة السوريّة، وتدني قيمة الليرة السوريّة مقابل الدولار الأمريكي، وقلة الأجور ونقص فرص العمل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى