سوريا.. أرقام صادمة عن مخلفات الحرب وضحاياها
Yekiti Media
في الوقت الذي حصدت فيه الحرب السورية مئات الآلاف من الأرواح، لا تزال مخلفات المعارك تحصد المزيد منها، إذ أظهرت بيانات المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل وإصابة حوالي 1500 شخصا منذ مارس 2020 وحتى الآن بسبب مخلفات الحرب.
ووثق المرصد على خلال هذه الفترة مقتل 763 شخصا بينهم أكثر من 300 طفل و50 امرأة وأكثر من 400 رجل بسبب مخلفات الحرب أكانت من الأجسام المتفجرة المدفونة في الأرض مثل “الألغام” أو ذخائر غير منفجرة.
وتعد الأجسام المتفجرة من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية المستمرة منذ مارس 2011. ورغم الهدوء على جبهات القتال، لا يزال ضحايا تلك الأجسام القاتلة في ارتفاع، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
ومنذ العام 2015، وثقت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام مقتل أو إصابة 15 ألف شخص جراء الذخائر المتفجرة، بما يعادل مقتل أو إصابة خمسة أشخاص يوميا.
وتشير أرقام المرصد إلى إصابة 729 مدنيا بينهم 330 طفلا، و64 امرأة و335 رجلا.
وعلى صعيد المناطق الجغرافية، تصدرت مناطق نفوذ النظام حالات الإصابة والوفاة بسبب مخلفات الحرب، تلاها مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، مناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة ومناطق نفوذ ما تسمى بـ” هيئة تحرير الشام”.
وما زالت مناطق واسعة تضم سهولا زراعية وآبار نفط وغاز، خارج سيطرة الحكومة، أبرزها مناطق سيطرة الأكراد، ومناطق في إدلب ومحيطها، وأخرى تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة في شمال البلاد.
وكان العام 2021 الأكثر دموية على صعيد وفيات مخلفات الحرب، حيث قتل 241 شخصا وأصيب 128 آخرين، وقتل 165 مدنيا وأصيب 98 آخرين في عام 2020 ، فيما قتل خلال 2022 أكثر من 200 شخصيا وأصيب 318 آخرين، ومنذ بداية 2023 قتل 148 شخصا وأصيب 185 آخرين.
الباحثون عن الكمأة
وأوضح المرصد أن أكثر من ثلث هذه الإصابات والوفيات تعرض لها المدنيون بينهم أطفال ونساء أثناء بحثهم عن فطر الكمأة.
وتقطف الكمأة عموما بين فبراير وأبريل من كل عام وتباع بسعر مرتفع، ما يفسر إقبال المواطنين في المناطق الريفية على جمعها لبيعها في ظل ظروف اقتصادية صعبة بعد 12 عاما من الحرب. ويباع الكيلوغرام الواحد في اسواق دمشق بسعر يراوح بين خمسة وعشرة دولارات، وفق جودته.
وقتل 248 مدنيا خلال هذه الفترة من مخلفات الحرب أثناء بحثهم عن الكمأة، بينهم 18 طفلا و37 امرأة، فيما أصيب أكثر من 321 شخصا.
وتنتشر في العديد من المناطق ألغام أرضية زرعها تنظيم داعش خلال سيطرته على مناطق واسعة في سوريا بدء من العام 2014، قبل أن يتم طرده منها في 2017.
وتشكل الألغام المتروكة في أراض زراعية وبين المناطق السكنية خطرا دائما على المزارعين والمارة ورعاة الماشية.
حصيلة الوفيات
انخفضت حصيلة القتلى السنوية في سوريا بحسب بيانات المرصد، خاصة بعد توقف العمليات العسكرية الكبيرة التي كانت تقوم بها دمشق بدعم روسي، فيما انشغلت موسكو التي كانت تساند قوات النظام لا سيما في غاراته الجوية على مناطق خارجة عن سيطرته، منذ فبراير 2022 بالحرب في أوكرانيا.
وقتل 3825 شخصا على الأقل في سوريا خلال عام 2022، في أدنى حصيلة سنوية منذ اندلاع النزاع السوري قبل نحو 12 عاما.
وأفاد المرصد أن حصيلة عام 2022 تشمل 1627 مدنيا بينهم 321 طفلا، مشيرا إلى أن بين القتلى المدنيين 209 أشخاص نصفهم أطفال قضوا جراء انفجار ألغام وأجسام متفجرة من مخلفات الحرب.
وسجلت عام 2014 أعلى حصيلة سنوية للنزاع، إذ وثق المرصد مقتل نحو 111 ألف شخص.
وتراجعت حدة المعارك تدريجيا خلال العامين الفائتين في مناطق عدة، خصوصا في محافظة إدلب، حيث تسيطر هيئة تحرير الشام على نحو نصف مساحتها، ويسري فيها وقف لإطلاق النار منذ مارس 2020، بموجب اتفاق تركي روسي.
ومنذ اندلاعه في العام 2011، تسبب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والاقتصاد، ودفع أكثر من نصف السكان إلى النزوح داخل سوريا أو التشرد خارجها.
alhurra