سيماف بدرخان ل يكيتي ميديا: تجولتُ بكاميرتي بين البنايات المدمرة و الجثث المرمية في شوارع حمص لأصور للعالم وحشية النظام السوري
من هي وئام بدرخان (سيماف) انها سليلة امراء بوطان الذين تركوا بصماتهم على الثقافة الكوردية،انها ابنة الثورة السورية. تجولت بكاميرتها بين البنايات المدمرة و الجثث المرمية في الشوارع لتصور للعالم وحشية النظام السوري و تحولت لقطاتها الى فيلما وثائقي لتعرض في مهرجان كان السينمائي تحت اسم ماء الفضة .
سيماف بدأت بالكتابة على جدران منازل حمص المدمرة تدعو الحمصيين الى الامل و التفائل و التشبث بالمكان سيماف عاشت اقسى ايام حياتها في ظل الحصار المطبق على مدينة حمص و غادرت المدينة مع اخر دفعة من الثوار وفقا لاتفاق تسليم حمص للنظام. فكان ليكيتي ميديا هذه المقابلة معها.
بداية ارحب بك وئام بدرخان باسم يكيتي ميديا:
اهلا بك استاذ اقبال
حبذا لو تحدثت عن بداياتك و عن فترة وجودك في حمص المحاصرة:
لا أختلف عن الكثير من السوريين في البدايات حيث حاولنا جميعاً ألا نكون على الهامش أمام ما يحدث في سوريا..و أشترك مع مَنْ عاشوا حصار حمص بكثير من التفاصيل.
سألتي المخرج اسامة محمد لو كانت كاميرتك هنا ماذا كنت لتصور؟ و انا اسالك ماذا كنت تتصورين بين البنايات المدمرة و الجثث المرمية في الشوارع؟
ماذا أتصوّر أن يكون؟ كان خيالي يتسع للكثير من التهيؤات لكني أعترف بأن الواقع كان أكثر من الخيال مفاجآت و خسارات و ألماً.
سيماف كنت الصوت الفضي للمخرج اسامة محمد ليحافظ على ارتباطه بالوطن عبر حوار بواسطة الانترنت.كيف كنت تنقلين إليه الصور في وسط الانقاض والركام؟
في الحقيقة أرسلت له بعض مما كنت طول الوقت أصوره و لم تساعدني ظروف انعدام الكهرباء إلا أحيانا من خلال بعض المولدات التي أيضاً كان من الصعب تأمين وقود لتعمل إضافة إلى استحالة وجود الانترنت معظم الأحيان و إن وُجِد يستغرق تحميل الفيديو أياماً..كانت معاناة إضافية لما كنت أعيشه لا شك.
هناك من يقول ماء الفضة قصيدة بصرية و من يقول ماء الفضة هو محرقة العصر الحديث.السؤال كيف تنظر سيماف الى ماء الفضة؟
أجده مدرسة علمتني الكثير و لا زالت تعلمني إضافة إلى أنه شاهد عيان على الكثير مما جرى على أرض سوريا.
هل فيلم ماء الفضة هو اختزال للوجع السوري؟
يا ليته يختزل الوجع السوري لكن ما تعيشه سوريا و الشعب السوري في المرحلة التي تمثل ما بعد الفترة التي يحكي الفيلم عنها أكثر دموية للأسف و يصعب التكهن بالقادم أيضاً.
ماذا عن فستانك الذي عرضته للبيع لتامين البطانيات للسورين المهجرين؟
بصراحة لم يكن لدي سوى ما أملك من ثيابي الشخصية التي قسمتها بيني و بينهم و ذلك الفستان الذي اشتراه لي المنتج لأحضر به مراسم مهرجان كان 2014 العالمي و اعتقدت أنه ربما يعني للبعض أن يمتلكه سواء بدفع قيمة مادية له أو بمبادلته على عدد من البطانيات للناس الذين كانوا يومها في الشوارع وبالتأكيد كانت فكرتي أن أحداً ربما يهمّه كفستان لفتاة سورية أوصلت صوراً من رحم الحقيقة للعالم عبر مشاركتها مخرجاً ليصلا لفيلم تم ترشيحه ضمن العروض الخاصة للأفلام التسجيلية في المهرجان..طبعاً لم أحصّل ما رغبت به من مساعدة لكن العرض كان سبباً لجمع القليل من التبرعات من أهل الخير.
السوريين الان في مسيرة معاكسة بعد اكثر من نصف قرن من الاستبداد و القمع. كيف تقرآين الواقع من خلال تجربتك الشخصية في حمص المحاصرة؟
الواقع السوري اليوم مخاض متعسّر و الكثير يحاولون إيجاد حل لولادة سريعة بشكل أو آخر لكن لا بدّ أن يخرج المولود السوري في الوقت المناسب و رغم كل التشوّهات و الظروف المبهمة حوله سيعرف كيف يشقّ طريقه نحو الضوء في آخر النفق.
في الختام اشكرك على افساح المجال لنا لإجراء هذه المقابلة!
أشكر كل من يساهم في إلقاء الضوء على الجنود المجهولين في زرع الحياة رغم كل هذا الموت بين أبناء سوريا في الداخل خاصة.