شاب كردي من تل تمر يحرز ميداليات في بطولة دولية بالكاراتيه
اعداد: برزان شيخموس
يولد الأمل من رحم المعاناة ،وتولد الموهبة من رحم الدمار ،ولهب الحروب ,كذلك ولدت موهبة محمد علي حسون ابن بلدة تل تمر, والذي أبعدته الظّروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة عن بلدته وناديه الذي أُغلق بعد هجرة جميع روّاده لأسباب متعددة.
الموهبة التي تولد من رحم المعاناة هي دائماً التي تسطع وتثبت أن الإرادة والتّصميم لا كوابح لها ,كما حال محمد حسون والذي فاز مؤخراً بأكثر من جائزة في لعبة الكاراتيه في بطولة دولية أجريت بمدينة اسطنبول في شهر أيار المنصرم, محمد شارك في دورة دولية ضمت لاعبين من (تركيا – كرواتيا – الهند- أذربيجان – إيران ) بالإضافة إلى محمد كممثل عن الشعب الكردي والسوري.
محمد حسون والذي التقته جريدة يكيتي أوضح أنه شارك في فئة 22عاماَ بوزن 63كغ, في الحركات القتالية والكاتا بالإضافة إلى القتال, وقد حصل على المركز الأول في الكاتا والمركز الثاني في الحركات القتالية وقد نال عنها ميدالية فضية بعد جمع النقاط , أما في القتال فقد استطاع ابن بلدة تل تمر الحصول على الميدالية البرونزية, بالإضافة الى نيله شهادة الدبلوم في فنون اللعبة.
وعن مسيرته كلاعب تحدث حسون لجريدتنا قائلاً: “مع إنني مارست اللعبة في سن متأخرة في بلدتي لكنني استطعت أن أتخطى مراحلها في وقت قياسي كوني كنتُ مهووساً بهذه اللعبة منذُ صغري, لكن عدم وجود نادي في البلدة حال بيني وبين ممارسة اللعبة منذُ صغري, بعدها اُفتتح نادي في بلدة تل تمر بإشراف المدرب محمد عبدالقادر شيخموس والذي كان له دور كبير في صقل موهبتي, مارستُ اللعبة بشغف واتقنت الكثير من فنونها في نادي تل تمر الصغير والذي أُغلق بعد هجرة معظم الشباب من البلدة عندها كنتُ قد نلت الحزام البرتقالي”.
محمد تابع حديثه ” بعد وصولي الى مدينة اسطنبول في تركيا لم تغب اللعبة عن مخيّلتي وبِتُّ أبحث عن نادي, عدم اجادتي للغة التركية كانت سبباً في تأخري عن اللعبة لعدة أشهر, لكن لم يلقَ اليأس طريقه إلى طموحي, إذ بمساعدة بعض الشباب تعرفت على بعض اللاعبين في نادي حكومي تابع لوزارة الرياضة هناك, وبدأت التدرب بكل نشاط وحيوية وقد حصلت على الحزام الاخضر”.
عن المشاكل والصعوبات التي واجهته أشار حسون أن اللغة كانت أهم معاناته في تركيا الى جانب اختلاف مدارس اللعبة من دولة الى أخرى, حيث كان في سوريا يتبع نظام “الشوتوكان” الذي يعتمد على الكاتا والقتال, أما في تركيا فالنظام المتبع كان “نانبودو” المعتمد على الحركات القتالية, حسون أضاف أن ممارسة اللعبة في الغربة متعبة للغاية كونها تأتي على حساب راحته بعد ساعات طويلة من العمل بغية تأمين مستلزماته الحياتية.
في نهاية اللقاء أوضح محمد أنه سيتابع تدريبه بكل نشاط وحيوية كي يكون ممثلاً لشعبه الكردي والسوري في المحافل والبطولات الدولية, ابن بلدة تل تمر أهدى انجازه وفوزه إلى شعبه وعلى وجه الخصوص أبناء بلدته تل تمر والتي عانت ظروف صعبة في الأشهر الاخيرة ومنظمة حزب يكيتي الكردي الذي هو من أحد أعضائها, كما يهديه للمدرب محمد عبدالقادر شيخموس والذي كان له دور كبير في صقل موهبته, بالإضافة الى شكره لجريدة يكيتي وموقع يكيتي ميديا الذي هو من متابعيه.
يذكر أن محمد علي حسون من أبناء بلدة تل تمر مواليد 1993, كان طالباً في المعهد التقني في مدينة حمص لكنه لم يستطيع اكمال دراسته بسبب الظروف الامنية.