
شحّ الأمطار هذا العام يضعف موسم الجبنة في عامودا ويضاعف أسعارها
تعدّ الجبنة من المواد الغذائيّة الأساسيّة التي يعتمد عليها أهالي مدن وبلدات كُردستان سوريا، وخصوصاً في الأرياف، سواءً كمؤونة لفصل الشتاء أو كمصدر رزق موسمي، غير أنّ موسم هذا العام جاء مغايراً للتوقعات، إذ تسبّب شحّ الأمطار بتراجع كبير في إنتاج الحليب؛ ما أثّر مباشرة على كميات الجبنة المتوفرة في الأسواق ورفع من أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة.
يقول السيد حسن محمد، وهو مربي أغنام يصنع الجبنة في منزله بريف عامودا: إنّ “هذا العام تراجعت كميات الحليب بشكل ملحوظ؛ بسبب قلة المرعى الطبيعي، والأغنام لم تحصل على كفايتها من الغذاء نتيجة انحسار الأمطار، ما اضطرّنا إلى شراء الأعلاف بأسعار مرتفعة، حالياً نحتاج إلى ما يقارب خمسة كيلوغرامات من الحليب لإنتاج كيلو واحد فقط من الجبنة والحليب نفسه بات نادراً”.
كما أضاف إنّ “سعر الكيلو الواحد من الجبنة يتراوح ما بين 30 ألف و40 ألف ليرة سوريّة ويختلف حسب الجودة، وهناك إقبال من المواطنين لكن الكميات المتوفرة لا تكفي؛ لذلك يلجأ البعض إلى دفع ثمن الجبنة مسبقاً لضمان حصولهم عليها لاحقاً”.
من جهته تحدّث إلينا أحد باعة الجبنة في السوق الشعبي بمدينة عامودا، وفضّل عدم ذكر اسمه، قائلاً: إنّ “الجبنة هذا العام غير متوفرة كما كانت في الأعوام السابقة، والإنتاج قليل جداً الكثير من الزبائن يأتون ويضعون أسماءهم في قوائم الانتظار، وبعضهم يدفعون سلفاً حتى يتمّ تصنيع الجبنة لهم عند توفر الحليب”.
أما السيدة سميرة، وهي أرملة تقيم مع أبنائها الثلاثة في أحد أحياء مدينة عامودا، فقالت لموقعنا: “الأسعار مرتفعة جداً مقارنةً بمدخولي الشهري وأنا مضطرة لاختيار الأولويات مثل الزيت والأرز والخضروات، فالجبنة أصبحت من الكماليات بالنسبة لنا نشتري القليل فقط ليفرح به الأطفال على الفطور”.
وتضيف: “في السابق كنا نشتري كميات كبيرة ونخزنها للشتاء أما الآن فلا قدرة لنا على ذلك إلّا إذا تلقّينا مساعدة من أقاربنا في الخارج”.
يشار إلى أنّ ظروف الجفاف وانخفاض معدلات الأمطار خلال الموسم الحالي بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف واستئجار المراعي تسبّبت بخسائر كبيرة لمربّي المواشي، كما انعكس ذلك على الأسواق حيث بات تأمين الجبنة أمراً صعباً في ظلّ تدهور الوضع الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائيّة للمواطنين.