شح المياه.. معاناة مستمرة في مدينة الحسكة
مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير تتجدّد معاناة أكثر من مليون شخص في مدينة الحسكة وريفها في تأمين مياه الشرب، وذلك في أزمة تبرز كل عام، دون وجود حلول فعليّة لها.
ويعاني سكان مدينة الحسكة وريفها منذ سنوات من شح المياه وانخفاض جودتها في حال توفرت، وذلك نتيجة لعدم وجود مصدر ثابت يوفر مياه الشرب.
ويعتبر المصدر الوحيد المتوفر حالياً لتغذية المدينة هو محطة مياه علوك بريف سري كانييه الشرقي المتوقفة عن العمل.
وتتزامن أزمة المياه هذه مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة وانعدام التيار الكهربائي، ويعمل السكان في تدبير أمورهم الحياتيّة بتأمين المياه من خلال صهاريج المياه التي أصبحت البديل الوحيد للمنطقة.
وقال فاضل وهو صاحب صهريج ماء في حديث ليكيتي ميديا: “تزداد هذه المأساة سوءاً وتفاقماً مع فصل الصيف الحار حيث يتراوح سعر الخزان الواحد من المياه 5 براميل بين 30 ألف و35 ألف ليرة سوريّة”.
كما أشار إلى أنّ “الخزان الواحد بالكاد يكفي العائلة من ثلاثة إلى أربعة أيام على أقصى تقدير”.
ويبرر أصحاب الصهاريج، ارتفاع أسعار تعبئة الخزانات بعدم كفاية المحروقات المقدمة من قبل إدارة PYD, سواء مادتي المازوت أو البنزين (للصهاريج)، واضطرار السائق لشرائها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وأيضاً رفع سعر المازوت المقدم لمناهل الماء من قبل الإدارة المذكورة بنسبة 450 بالمئة، وفرض ضريبة سنويّة على كل منهل.
وتلجأ العائلات إلى مصادر المياه التي من الممكن أن تكون غير آمنة أو إلى الحد من استهلاك المياه، مما قد يُسهم في زيادة الأمراض المنقولة بواسطة المياه.
فيما لجأ بعض المواطنين إلى حفر الآبار السطحيّة أمام منازلهم بهدف توفير المياه المخصصة للغسيل والشطف والاستخدامات المنزليّة نتيجة عدم صلاحيتها للشرب.
حيث يوضّح المواطن خالد من أهالي حي الناصرة أنّ “من لديه القدرة الماليّة لجأ إلى هذا الخيار كحل إضافي يوفر المياه غير الصالحة للشرب”.
مبيناً أنّ “ماء الآبار لا تصلح للشرب والطبخ ما يدفعنا إلى شراء ماء الشرب والطبخ من الصهاريج، أو المياه المعدنيّة بسعر مرتفع جداً في أيام أزمة الصهاريج كما هي الحال الآن”.
وتعاني مدينة الحسكة بكُردستان سوريا من فقدان مياه الشرب بشكل متكرّر منذ سيطرة القوات التركيّة والفصائل الموالية لها، على منطقة سري كانييه وريفها، دون وضع حلول بديلة من قبل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, أو النظام السوري، أو المنظمات الإنسانيّة.