آراء

شخصيات بدلاً من الطغاة

عبدالملك علي
مع تطور التقدم التقني للعالم من النواحي الاقتصادية والعلمية والعسكرية والسياسية ،لجأت بعض دول العالم منها دول كبرى وأخرى إقليمية إلى أساليب جديدة دون الحاجة إلى استقدام جيوش وفيالق وعدة وعتاد لاحتلال دول لهم فيها مصالح استراتيجية وأخرى اقتصادية في السعي والسيطرة على مقدرات تلك الدول دون خسائر مادية وبشرية لاحتلال تلك الدول ومن هذه الأساليب القديمة الجديدة شراء ذمم وشخصيات لتنوب عن الطغاة في سعيهم للسيطرة على قمة الهرم الرئاسي والحكومات في استعباد شعوبهم في خدمة الطاغي الآمر مقابل بعض المناصب والإدارات والهيئات.
فأعلم إن كل دولة لا يكون شعبها حراً اقتصادياً وسياسياً ولا يوجد فيها قيمة للإنسان والعدالة الاجتماعية يكون الرئيس والحكومات قد نصب من أحد الدول العظمى أو الإقليمية باستغلال تلك الشخصيات للسيطرة على شعوب المنطقة والمقدرات والثروات.
والأمثلة كثيرة وشاهد للعيان من خلال تلك الديكتاتوريات كالأسد ممثل للنظام الإيراني في سوريا ويقوم بالدور على أكمل وجه من خلال تدمير البلد و هجر السكان والقيام بكل أنواع الإبادات سعياً منه لإرضاء إيران مهما كان الثمن حتى ولو كان وطناً بدون شعب أو حياة فقط لاحتفاظه بالرئاسة مقابل تلك الخدمات ،والمالكي يسعى بدوره للقيام بنفس الدور ولو كان ثمنها العراق وأهلها في سبيل المنصب وإرضاء الملالي في قم وطهران ونشر المذهبية الطائفية لتفريق أبناء الوطن وجلب الحسينيات.
ولا ننسى نصر الله الذي باع لبنان في سبيل إيران وقتل الحريات فهؤلاء شخصيات أرادوا أن يكونوا في خانة الطغاة وخيانة الوطن أرضاً وشعباً خلافاً لكل الأعراف والديانات.
ومنهم من يلعب دور العميل المزدوج لعدة دول عندما تتقاطع مصالح دول في تلك الشخصيات،والغريب أن أرضنا أرض الرسالات ومبعث الأنبياء والديانات ،فأي ديانة هذه التي ولدت منها هكذا شخصيات لا ينتمون إلى الإنسانية بشيء .
فالأديان مصدر السلام والتضحية والإيثار والأخلاق والعادات والقيم والمفاهيم والعبادات ،أليس غريباً أن تولد هذه الأرض هكذا شخصيات دخلوا التاريخ من الباب الخلفي وأصبحوا عاراً على الأمة ماداموا شخصيات بدلاً من الطغاة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى