أخبار - سوريابياناتشريط آخر الأخبار

صدور العدد الجديد من جريدة يكيتي “225” باللغتين الكرُدية والعربية

صدر العدد الجديد من جريدة يكيتي “225” باللغتين الكرُدية والعربية
الملف الكامل للجريدة العدد 225:
العدد 225 من جريدة يكيتي باللغتين العربية والكردية ‫‬

افتتاحية العدد:

الفيدرالية الكردية بين مطرقة النظام وسندان المعارضة
لم تعد الفيدرالية كمشروع لسوريا المستقبل طرحاً كردياً بحتاً ,ولا موضوعاً سرياً يناقش في الزوايا المظلمة بل أصبحت الفيدرالية في سوريا موضع نقاش وبحث دولي واقليمي وأممي تطرح في كواليس وأروقة الامم المتحدة وقاعات المفاوضات في جنييف وغيرها …..وروسيا من الدول العظمى التي  طرحت الفيدرالية كحل للمسألة السورية, كما لوحت امريكا أكثر من مرة بأن التقسيم يهدد سوريا في حال استمرار الحرب وعدم التوصل الى حل سياسي, والكرد حقيقة من المكونات الاساسية التي طرحت مشروع الفيدرالية منذ عام 2011 في إطار حق تقرير المصير للشعوب كرؤية سياسية ديمقراطية لسوريا المستقبل .
نحن هنا لن نناقش غايات بعض الدول في تأييدها أو طرحها للفيدرالية في سوريا, خاصة اسرائيل وروسيا فلهما مصالحهما وأجنداتهما الخاصة, ولكن في النتيجة إن الطرح الكردي لهذا الملف الحساس, ينطلق من طبيعة المجتمع السوري المتعدد والمتنوع الأعراق والطوائف والمذاهب, وكحق طبيعي للشعوب في اختيار مصيرها بالشكل التي تريد وفق المواثيق والعهود الدولية, كما فرضت ظروف الحرب الداخلية والطائفية نفسها على الشعب السوري والمجتمع الدولي لطرح الفيدرالية كحل للازمة السورية, هذا إذا عرفنا أن معظم دول العالم تعيش ضمن أنظمة فيدرالية وهي من اكثر البلدان أمناً وأستقراراً وديمقراطية.
ولكن في الواقع إن الطرح الكردي للفيدرالية في سوريا يصطدم بمعوقات كثيرة داخلية واقليمية ودولية ايضاً تجعل من أمر تحقيقها معقداً وصعباً.
إن طرح مشاريع الفيدراليات والدويلات في سوريا ليس بجديد بل نوقش وتداول إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا, وطالب الكرد عام 1930 سلطات الانتداب الفرنسي بإدارة ذاتية في المناطق الكردية ضمن عريضة قدمت آنذاك. ولكن هذه الاطروحات والمبادرات لم تحظ بتأييد ودعم دولي واقليمي في ذلك الوقت, كما لم تحظ بموافقة مكونات الشعب السوري, ولذلك فرض على سوريا شكل من اشكال الدولة المركزية والتي استمرت حتى بعد الاستقلال, والتي اتخذت أسوء المركزيات استبداداً وديكتاتورية منذ استلام حزب البعث السلطة في سوريا عام 1963م .
ان موقع سوريا الجيوسياسي جعلها دائما محل صراع دولي, وكأن مسألة تقسيمها او تفتيتها او فدرلتها من شأنه تغيير خارطة الشرق الاوسط والخرائط الدولية السابقة مثل اتفاقية سايكس بيكو, مما قد يزعزع أمن المنطقة والعالم – كما تزعم الدول الكبرى – ولان هناك قضية كردية موزعة بين دول اقليمية محورية مثل ايران – تركيا- سوريا- العراق فإن مسألة طرح الفيدرالية تأخذ دائماً أبعادًا معقدة وليست سهلة ابداً .
اليوم وفي الظروف الراهنة في سوريا , خمس سنوات من الثورة وحرب داخلية طاحنة وما نتجت عنها من تداعيات كبيرة ,والتي تحولت عملياً الى أزمة دولية يسبب استمرار الحرب والقتال والارهاب, يطرح من جديد مشروع الفيدرالية وخاصة من قبل الكرد وعلى طاولة المفاوضات ,ويتم التلويح بها من بعض الاطراف الدولية ؟ولكنها تصطدم بنفس العقبات التي كانت في بداية القرن الماضي , تضارب المصالح الدولية , مصالح الانظمة الغاضبة لكردستان, عدم توافق المكونات السورية……وكأن التاريخ يعيد نفسه ,والأهم من كل هذا ,إن الطرح الكردي للفدرالية في هذا الوقت, وكونهم جزءاً من الثورة السورية ومنضوياً في إئتلاف للمعارضة السورية, وبينهما  قواسم مشتركة في رؤيتهما لسورية المستقبل ,كبناء دولة مدنية ,ديمقراطية, تعددية ….الا ان المعارضة حتى اللحظة ترفض سوريا اتحادية ,فدرالية لأسباب بنيوية تتعلق بالثقافة والذهنية الشمولية المتجذرة في عقول أبناء المنطقة العربية الاسلامية …كما هي مرفوضة (الفيدرالية)جملة وتفصيلا من النظام ويقابل بالتهكم والسخرية منه, والادهى من هذا ان الطرفين المعارضة والنظام بعد خمس سنوات من القتل بينهما لم يتفقا الا على هذه النقطة: وحدة الاراضي السورية ورفض الفيدرالية؟ وهنا لا بد من التذكير بأن روسيا في الأونة الاخيرة روجت لهذا الطرح  لدفع بعض القوى (الكردية (ب ي د))المتورطة والمتعاونة مع النظام السوري في هذه الحرب للاعلان عن هكذا مشروع , ولو بصورة شكلية واعلامية دون استناد الى أية أسس وقانون ودستور داخلي, ودون موافقة او توافق مع المكونات السورية الاخرى, وذلك لاسباب وغايات في نفس روسيا المكشوفة منها :استفزاز تركيا بسبب الخلافات بينهما حول النفوذ في سوريا او انها تسعى الى رسم خريطة للنظام السوري, سوريا المفيدة في حال استمرار الحرب والتوجه بالأوضاع نحو التقسيم. وفي اعتقادنا أن هذا الاعلان عن فيدرالية الشمال السوري من قبل ب ي د ليس اكثر من بروباغندا اعلامية ومناورة ,وتضليل للعقول وتشويش على مسارات التفاوض الجارية في جنيف, وتوريط الكرد في صراعات مع المكونات السورية وخاصة العرب, وتأييد الترك ضدهم سواء في تركيا او على الحدود مع سوريا (المناطق الكردية).
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى