أخبار - سوريا

صفقات لبيع الوقود بين النظام و”تنظيم الدولة” يرعاها ضباط كبار في حماه

تمثل تجارة النفط ومشتقاته أحد أوجه التواصل بين نظام بشار الأسد وتنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث لم تنقطع العلاقات بين الجانبين بغية الحصول على الوقود، وطالت العقوبات الأوروبية في مارس/ آذار الماضي رجل الأعمال جورج حسواني صاحب رئيس شركة “HESCO” الذي يوصف بأنه وسيط صفقات النفط بين نظام الأسد و”تنظيم الدولة”.

ويتورط ضباط أمنيون وجنود متنفذون في قوات نظام بشار الأسد في صفقات بيع الوقود للتنظيم، مستغلين بذلك حجم السيطرة والنفوذ والدعم الذي يتلقونه من شخصيات مسؤولة في النظام تحميهم من المسائلة. وتثبت وثيقة استخباراتية مسربة حصلت عليها “السورية نت” من مصدر خاص استمرار التواصل بين النظام “وتنظيم الدولة” على الرغم من ادعائهما قتال بعضهما في مناطق سورية مختلفة.

ويتشابه دور رجل الأعمال حسواني مع فضل النايف الذي يعد مهندس صفقات بيع الوقود الموجود في حماه إلى “تنظيم الدولة”، وتكشف الوثيقة المسربة من فرع الأمن العسكري بحماه عن المتورطين مع النايف في نقل الوقود لمناطق التنظيم، حيث يستفيد الأخير من علاقته بالعقيد في قوات النظام سهيل الحسن المقلب بـ”النمر”، ورئيس اللجنة الأمنية السابق عقل سلامي، ورئيس اللجنة الأمنية في محافظة حماه العميد الركن جمال اليونس، فضلاً عن رئيس المخابرات الجوية في حماه ناجي الصباغ، بالإضافة إلى طلال الدقاق ومحمد قدور وهما زعيمان لميليشيات مساندة للنظام في حماه.

ويستولي النايف على المقدرات المخصصة لحماه من النبزين والمازوت، ويخصص جزءاً كبيراً منها لتنفيذ صفقات بيع كبرى لصالح “تنظيم الدولة” مقابل الحصول على المال، وتقول الوثيقة إن “النايف يقوم بتهريب المحروقات من وإلى خارج المحافظة عبر طريق إثرية وبدعم من حواجز المخابرات الجوية التي تسمح للشاحنات المرود دون تفتيش”، مشيرةً أن رؤساء المفارز الأمنية يعلبون دوراً بتنفيذ الصفقات من خلال الحصول على الأموال.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2014 نفذ النايف صفقة بيع كبيرة للمحروقات إلى “تنظيم الدولة”، وتثبت الوثيقة أن الصفقة تضمنت 16 صهريجاً من المازوت والبنزين، تجمعت قبل انطلاقها في مدينة السلمية وتحركت باتجاه الرقة (أهم معاقل التنظيم في سورية) عابرة جميع الحواجز الأمنية دون أن يتم إيقافها، فضلاً عن أنها كانت محمية بسيارات مزودة برشاشات “بي كي سي”، تابعة لمصيب سلامة وقسم المخابرات الجوية في السلمية.

وفي هذه الصفقة حرم النايف سكان حماه من مادتي البنزين والمازوت، حيث اشترى من كازيات “اليازجي، والدبيات، وتلدرة، والكيلاني، وعدي” جميع مقدراتها من هاتين المادتين، كما تشير الوثيقة إلى أن النايف اشترى من “تنظيم الدولة” مادة المازوت أو ما يطلق عليه “المازوت الداعشي”، لافتةً أن الصهاريج القادمة من مناطق التنظيم لم تتعرض للتفتيش.

وتمتد شبكة العلاقات التي تكشف عن تورط مسؤولين في النظام لتصل إلى عضو مجلس الشعب أحمد مبارك، حيث تتحدث الوثيقة أنه في تاريخ 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، رُصدت قافلة مؤلفة من 4 صهاريج محملة بالبنزين على طريق الرقة متجهة نحو المحافظة، يرافقها ثلاث سيارات إحداها تابعة لـ مبارك.

وفي السياق ذاته، تتحدث الوثيقة عن المازوت المغشوش الذي يبيعه النايف لمحطات الوقود في حماه، وهو ما استدعى فرع الأمن العسكري إلى الإشارة في الوثيقة على وجود شكاوى من قبل الأهالي على المازوت الذي يباع في محطة “عدي” على أنه نظامي.

وبحسب الوثيقة فإن عمليات التهريب مستمرة بواقع 20 صهريجاً على الأقل شهرياً، وهو ما ينذر بأزمة وقود كبيرة ستعيشها محافظة حماه، سيما مع اقتراب الشتاء القارص.

السورية نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى