صيد السمك بين الهواية والمهنة
YeKiti Media
أصبحت ممارسة صيد السمك في المناطق الكُردية من سوريا أحد أكثر أشكال الترفيه انتشاراً ، وتعتبر من أشكال المتعة والرياضات التي تتطلّب صبراً طويلاً، ويعتمدها البعض لوجبة غذاء أو التجارة أو الترفيه.
بهذا الصدد كان لمراسل يكيتي ميديا جولة ميدانية لرصد آراء بعض الصيادين في سد مزكفت الواقع في شمال شرق بلدة تربه سبي في ريف محافظة الحسكة، والذي يقصده الكثير من المواطنين والصيادين لمزاولة هذه المهنة بهدف الترويح عن أنفسهم وصيد بعضٍ من السمك.
تحدّث السيد عدنان قائلاً: “أتواجد هنا مع أولادي بسد مزكفت كلّ يوم جمعة، بهدف ممارسة الصيد الذي يكسبهم الكثير من المهارات ومن أجل المتعة والترفيه لأولادي بسبب الضغوطات التي يعيشونها خلال هذه الأزمة والأوضاع المزرية، أما بالنسبة لكمية السمك المصطاد فبعض المرات يكون الصيد وفيراً وبعض الأيام لا يحالفنا الحظ مثل اليوم وللآن لم نصطد أية سمكة”
تابع السيد عدنان في حديثه: “في الأشهر الماضية أصبح الصيد قليلاً بسبب زراعة بيوض الجمبري ” قريدس” بهدف تكاثرها في مياه السد ويتغذّى السمك على صغار الجمبري ولا يلاحق الطعم الذي يستخدمه الصيادون ولا يعلق في صناراتهم مما يحول دون اصطيادها بكميات كبيرة”.
من جانبه قال السيد روج آل: “هذه هي المرة الأولى لي في سد مزكفت للصيد أتيت بهدف المتعة والترفيه والحصول على وجبة سمك، أخبرني بعض الأصدقاء أنه يوجد الكثير من السمك في مياه السد وجئت برفقة صديقي وجهّزنا الصنارات ولكن للآن لم نحظَ بأية سمكة”
كما أوضح عادل حاجي ابن بلدة تربه سبي ليكيتي ميديا بأنه يمارس مهنة الصيد منذ أكثر من 15 عاماً، وبدأ الصيد من نهر قريته بأدوات بدائية ومن صنع يديه والتي كانت عبارة عن عصا من البردي وأبرة خياطة وخيط لصناعة الصنارة، مشيراً بأنه يمتلك عدة صيد حديثة أتى بها من إقليم كُردستان العراق و تركيا وبعضها الآخر من أوربا كالقصبات بأنواعها والشوك والصنارات وماكينات صيد حديثة تصدر صوتاً عند اصطياد السمك وأكله للطعم، وقديماً كان يستخدم الدود كطعم في الصيد أما الآن فنستخدم الذرة والعجين والقريدس وسمك الطعم الصغير وحشرة الحفار وقطع من اللحم بحسب المكان الذي نوجد فيه للصيد ونوعية السمك الموجودة بالمياه فمثلاً الطعم المطلوب لصيد السمك في سد مزكفت هو الذرة والعجين وسمك الطعم الصغير لأنّ السمك الموجود في مياه سد مزكفت بكثرة هو المارماسي (سمك الحية) وسمك الكارب “الشبوط”.
ونوّه حاجي بأنّ هنالك الكثيرين يعتمدون على هذه المهنة كمصدر رزقٍ لهم ولأسرهم حيث يقومون باصطياد كميات كبيرة وبيعها وكسب مورد مادي منه، بالنسبة له وللكثيرين يمارسون الصيد في أيام العطل، مشيراً بأنه يتنقل بين سدود المنطقة وأحياناً يتوجّه لنهر دجلة على الحدود السورية / التركية.
وأشار حاجي إلى آلية الحصول على رخصة الصيد قائلاً: نقوم ببداية موسم الصيد في شهر أيار بالحصول على رخصة مزاولة صيد السمك لضمان عدم منعنا من الصيد من قبل حرس السد، فأحياناً نتعرّض للمشاكل من قبل البعض، الذين يستخدمون طرق غير شرغية للصيد كوضع السم في العجين أو رش السم في المياه ورمي الديناميت للحصول على كميات كبيرة من السمك، وعند ملاحقة دوريات الحرس لهؤلاء يقومون بطلب التراخيص من الجميع لمعرفة مَن يعمل بشكلٍ نظامي وفي حال التجاوز يسحب الترخيص من الصيّاد، كما ويمنع استخدام الشبكة والجرس في الصيد ويسمح فقط باستخدام القصبات والماكينة”.
أما عن فوائد الصيد ذكر حاجي بأنّ له فوائد كثيرة صحياً فجسم الإنسان يحتاج لوجبة سمك شهرياً على الأقل وبما أنّ البعض لا يستطيع شراء السمك من السوق بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية، فيذهب للصيد للحصول على الوجبة بمجهوده دون تكاليف، أما من الناحية المادية فهو مورد جيد لتحسين الوضع المادي لبعض الأسر وذلك عن طريق الصيد والبيع في السوق، لدي الكثير من الأصدقاء من الصيادين الذين يعتمدون على الصيد كمهنة لهم وبيع السمك الذي يصطادونه لتحسين وضعهم في ظلّ الظروف الأقتصادية الراهنة.
أما عن صعوبات ومخاطر صيد السمك أشار الصيّاد عادل بوجود صعوبات ومخاطرة كثيرة لممارسة الصيد منذ خروجك من المنزل لحين عودتك فقد نتعرّض لحوادث سير في الطريق وأيضاً بما أننا نبيت ليلاً في مكان الصيد “بيوتي” فمن المحتمل جداً أن نتعرّض ل لدغات بعض الحيوانات كالأفاعي والعقارب والعنكبوتات السامة وبعض الحشرات وبعض الحيوانات المفترسة والتي تختبئ بين الشجر كملجأ لها، ويتعرّض بعض الصيادين لمخاطر أخرى عند تعليق الصنارة في المياه وعند محاولتهم لفك الصنارة وتحريريها يمكن أن يتعرّض لتقلص عضلاته بسبب برودة المياه أو حتى لحالات الغرق أحياناً، لذلك نصطحب معنا دواليب مطاطية لاستخدامها أثناء السباحة، وهذا ما تأمّله عادل من الجميع.
أنهى حاجي حديثه بالتطرق إلى ذكر عمله الحالي في منظمة دولية كمدرب لمهنة صيد السمك وكيفية إنشاء مسمكة لتربية السمك في المنطقة وبيع الإنتاج في السوق المركزي مما يزيد من العرض والطلب وتخفيض أسعار السمك واللحوم، وبما أنه لا توجد في المنطقة مثل هذه المشاريع وعند تنفيذها يساعد مشروع بناء المسمكة بتحسين الوضع الاقتصادي لصاحب المشروع والعاملين لديه ضمن المشروع كما ويساعد في انخفاض أسعارها. وبالنسبة لبناء المسمكة تحتاج لتكاليف وميزانية باهظة واهتمام خاص بتربية السمك ولكن في حال نجاح المشروع بالشكل المطلوب يعود بالفائدة لصاحب المشروع والمواطنين.
يُذكر بأنّ الثروة السمكية، مصدر اقتصادي كبير للعديد من الدول، ويجدها الكثيرون وسيلة تسلية ورياضة للجسم يقضوها لساعات أو لأيام على الانهار والسدود للحصول على كميات وصفت بالقليلة والمتوسطة.