أخبار - سوريا

ضبط الحدود وتعيين 12 خبيراً.. خطوات تركية مرتقبة شمالي سوريا

يتجه الجانب التركي لاتخاذ جملة من الخطوات من شأنها تعزيز الاستقرار في مناطق متعددة من شمالي سوريا.

ومن المتوقع أن يكون التركيز في الفترة المقبلة على زيادة التنظيم، والاعتناء بالجانب الاقتصادي من أجل إنعاش المنطقة وتحويلها إلى نموذج جاذب للسكان، مما يساهم في تسهيل عودة جزء من اللاجئين المقيمين على الأراضي التركية، وإقناع السكان الحاليين بعدم الاتجاه إلى خيار الهجرة.

وعلم موقع تلفزيون سوريا من مصادر خاصة أن الجانب التركي بات يركز في الآونة الأخيرة بصورة أكبر من السابق على ضرورة مراقبة الحدود من الجانب السوري.

وأكدت المصادر أن الفترة الراهنة يتم العمل فيها على تأسيس ألوية منبثقة عن فصائل الجيش الوطني السوري مهمتها ضبط الحدود، ومنع عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية.

أفادت المصادر لموقع تلفزيون سوريا أن الجانب التركي يتجه في المرحلة المقبلة إلى الاعتماد على فريق متخصص لمتابعة شؤون منطقتي “غصن الزيتون” و “درع الفرات” و “نبع السلام”، وسيكون مزيجاً من الخبراء الأمنيين والإداريين والسياسيين والاقتصاديين ويصل عددهم إلى 12 خبيراً.

وسيتولى الفريق استكمال الترتيبات على صعيد تطوير مؤسسات مهمتها ضبط الأمن في المنطقة، بالإضافة إلى تنظيم الفصائل ضمن معسكرات خارج إطار المدن، وتطوير المجالس المحلية.

وطوال السنوات الماضية، كانت الفصائل العسكرية هي المتحكم بالملف الأمني، وطغى دورها على أجهزة الشرطة المدنية والعسكرية، الأمر الذي حول المدن والبلدات شمالي حلب إلى مناطق نفوذ للفصائل العسكرية.

بحسب ما علم موقع تلفزيون سوريا من المصادر، فإن الجانب التركي يتجه إلى تنشيط الاقتصاد في منطقة شمالي حلب، ولذا سيتم العمل على فتح الطرقات التجارية بين المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني السوري، ومدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بالإضافة إلى فتح المعابر من مناطق شمال شرقي سوريا.

وفي حال تم افتتاح الطرق والمعابر التجارية، فمن المتوقع أن تنشط بعض الصناعات في المنطقة بترخيص من الجانب التركي، وبالتالي دفع عجلة النشاط الصناعي والتجاري وخلق فرص عمل قدر الإمكان.

يستهدف الجانب التركي تحقيق الاستقرار الأمني في المدن الرئيسية، وفي هذا الإطار من المنتظر الضغط على التشكيلات العسكرية المنضوية ضمن الجبهة الشامية لوقف النزاع فيما بينها ضمن مدينة اعزاز، الأمر الذي يدفعها لتوفير غطاء لنشاط خلايا أمنية تتبع لهيئة تحرير الشام.

من جهة أخرى، تتجه قيادة الفيلق الثالث إلى تأسيس قوة مركزية لها في منطقة جرابلس التي تشهد نشاطاً لخلايا تنظيم داعش وبعض الاشتباكات بين مجموعات مسلحة من حين لآخر، وهدف هذه القوة فرض الاستقرار الأمني بالتنسيق مع الجانب التركي.

ومن المقرر أن تكون منطقة جرابلس موطناً لتأسيس مجمعات سكنية تساهم في احتواء العائدين إلى الأراضي السورية، بالإضافة إلى نازحي الداخل.

وستكون منطقة عفرين أيضاً من ضمن المناطق المستهدفة ببسط الاستقرار، مما يتيح لنازحي المنطقة العودة إلى منازلهم بعد استكمال الترتيبات الأمنية اللازمة.

ومن المنتظر أن تنعكس حالة التناغم التي تم تحقيقها بين الوزارات التركية في الحكومة الجديدة، على آليات إدارة المنطقة في شمالي سوريا، خاصة بعد إسناد منصب رئيس هيئة الأركان في الجيش التركي للجنرال متين جوراك، الذي يمتلك خبرة كبيرة في منطقة شمالي سوريا بحكم متابعته لشؤونها عندما كان قائداً للجيش الثاني.

ويمكن القول إن الخطوات المرتقبة متوسطة الأجل، وهي بديل عن حالة الجمود في الملف السوري التي تحول دون التوصل إلى حل نهائي يمهد للاستقرار الدائم على الحدود السورية – التركية.

تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى