طائفة الحشاشين، و طرقهم في الاغتيال السياسي
نور الدين عثمان
الحشاشون طائفة من الشيعة الإسماعيلية الباطنية أجادت تدبير المؤمرات والاغتيالات، اسسها الحسن بن الصباح في القرن الحادي عشر الميلادي.
حاولت هذه الطائفة لأكثر من مرة اغتيال السطان صلاح الدين الأيوبي، و توصل احدهم الى صلاح الدين اثناء حصاره لحصن اعزاز.
يقول أبو شامة المقدسي في كتابه الروضتين في أخبار الدولتين:
“استطاع أحدهم الوصول إلى خيمة صلاح الدين وضربه بسكين على رأسه، فحمته الخوذة غير أن السكين مرت على خده وجرحته جرحًا هينًا، واستطاع إمساك الحشاش، فصارعه الأخير أرضًا وحاول نحره، لكن صلاح الدين تمكن منه، وأعانه عليه وعلى رفاقه الجنود الأيوبيون وأقاربه وقتلوهم جميعًا.”
يشير الدكتور عثمان الخميس فى دراسته عن الحشاشين، إلى تمكن أتباع هذه الطائفة من اغتيال الخليفة العباسى المستنصر، والخليفة الراشد، و كونراد ملك بيت المقدس و ذلك لحساب الصليبيين.
و أورد طلعت الطرابيشي في بحثه عن الحشاشين، انه “عندما خلف الحسن الثانى والده الحسن بن الصباح، أعلن في شهر رمضان (559 هـ) قيام القيامة، وأنهى الشريعة، وأسقط التكاليف بإسقاط 4 فرائض من الفرائض الإسلامية الخمس من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج، باستثناء الجهاد، ثم ادعى أنه إمام العصر.
وكان له أسلوب غريب في تجنيد أتباعه من خلال اجتذاب الشباب بين (12 – 20 سنة)، وجلب مخدر الحشيش بكميات كبيرة, وإغراهم لتناوله كعشب صحي مفيد، وبعد أن تأخذهم السكرة, يدخلهم إلى حدائق خاصة أنشأها لهذا الغرض تحتوي على ما لذ وطاب من الطعام والشراب والنساء الحسان، ثم يخلي بينهم وبينها بادعاء أنها الجنة، ثم يعمد إلى إيفاقهم من سكرتهم, وإعادتهم إلى حضرته ليطلب منهم بعد ذلك إن أرادوا خلوداً في الجنة التي أذاقهم جزءاً من نعيمها, أن ينفذوا ما يطلبه منهم زعيمهم أو شيخ الجبل, دون نقاش أو تردد”.
و كتب أحمد تيمورعن أتباع هذه الطائفة فقال: ” كانوا مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات والإسيتراتجيات والقتل. وكان أكثر مايميزهم هو استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم. وكان على الفدائيين الاندماج في جيش الخصم أو البلاط الحاكم حتى يتمكنوا من الوصول لأماكن إستراتيجية تساعدهم على تنفيذ المهمات المنوطة بهم، و هكذا فقد نفذوا طيلة ثلاثة قرون اغتيالات ضد الأعداء الدينيين والسياسيين للطائفة الإسماعيلية، وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في الأماكن العامة على مرأى ومسمع الجميع لإثارة الرعب.
المصادر:
1-كتاب الروضتين في أخبار الدولتين لأبو شامة المقدسي.
2- دراسة للدكتور عثمان الخميس.
3-مقالة لطلعت الطرابيشي.
4-دراسة لأحمد تيمور