* طقسية الإنسلاخ القومي وشرعنتها ثورياً *
وليد حاج عبدالقادر / دبي
في المنعطفات الحاسمة والمصيرية من البديهي أن تنكشف الأمور وتتضح عمن يعمل لأجل قضاياه القومية كمثالٍ والتي – يفترض – بها في الأساس ظهور توجهاتها من خلال منظماتها و التشبث بها كدثار / غطاء إيديولوجي حقيقي ، او كشعار ديكوري أيضاً / و : من ثم استخدامها – ربما – لإعادة ترويج القضية القومية وإن كانت في جعبة غير متجانسة، وقد تكون متناقضة بالمطلق مع الفحوى النظري من جهة وحقائقية الممنوحة منها ل / آفاق قوموية أخرى / …
والسؤال الذي طرح ذاته منذ عشرات السنين وبقوة على الكوسموبوليتيين في خاصية مسببات تجاهلهم لقضاياهم ، ودوافع الانخراط العملي في النضال من أجل ( نيكاراغوا مثلاً ) ؟ وكانت ردودهم تنحصر في نطاق أهمية التضامن الأممي !! وسألت شخصياً واحداً من كُردنا ذي التوجهات الدينية مع علمي الأكيد بموقفه من : هل الكُردي غير المسلم أقرب إليه من المسلم الطاجيكي ؟! .. وهكذا !! .. أوليس من المفترض في البعد القومي ان كان له فوق الصفر خيار عند بعضنا أن نمأسس عليها ورقتنا ؟! .. أم … ؟! .. أنّ وراء الاكمة ما وراءها ؟! .
وهنا نقصد بالأقرب ليس في البعد الديني الذي يقزمها بعضهم التي يفترض بها أن تكون إنسانياً وأيضاً في السياق الإيجابي للآخر / .. وهنا يلاحظ في أحايين كثيرة بأنه لا يكفي الدفع بالناس إلى الإنسلاخ القومي والبناء عليه هدماً للتحول إلى انهيار البناء الخلقي دفعاً الى منطقة قيمية في كل شيء .. والسؤال هنا ؟ هل هي نتاج / انعكاس للتقهقرات التي حدثت وتحدث سياسياً وعسكرياً ؟ أم هي متحورات ترافقت تطبيقياً لكورونا التي قاربت بشائر القضاء عليها ..
والقصد هنا هو عن كورونا بشرية متحورة وقد حوصرت في كل قيمها انكشافاً أتحدّث .. دون أن انسى بأنه من حقنا أن نرتكز على ذاتها السريالية النضالية وبمصداقيتها في أنّ الأحلام الخلبية ستنهار وسيقاد المجرمون الى سجون بلا انفاق ، وفقط هنّ أمهات الشهداء سيشوهون وجوهكم بلعناتهم ، والمجد سيبقى لهم والخزي سيلاحق كل من هدر بدمائهم ..
أجل ! لقد صقلتنا التجارب وعلّمتنا ، بأنه حينما تصبح القضية عكازة والحزب هدف والقيادة وجاهة والأيديولوجيا طاقية إخفاء والوطن مجرد بروباغندا ! و كقصيدة كانت نتاج حلم وردي لا أكثر .
حينها سنستوعب ما كان يردّده السابقون :
أن تتغير العقلية كما المواقف عند بعضهم فيستبدلونها مثل القمصان ما يوائم يوميات الفصول فيبرزون ماهيتها ذات المواقف التي لا ترتكز على أساس من المبدأية حتى المبتذلة منها . والتلاعب هنا يبدو مكشوفاً ليس بالألفاظ فقط ، وحتى لا يصنّفونني في قائمة الممنوعين من الصرف أقول : خلط الأوراق كلها ووضعها في سلة المراهنات كتكتيك مبهم فيه أو لإستراتيجيا ضائعة وعلى قاعدة التأثير والمؤثر في نمطية السلطة والتفرد التي ستصبح الهاجس وقضية وجود أو لاوجود في نسف حقيقي للمبدأ الأساس ومفهومية الديمقراطية حتى في أضيق صيغها الشعبوية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى وبالرغم من صراحة الآخر في بعده القومي إلا أنه فيما لو كنا منحازين جميعاً للحق القومي وكانت هي النقطة الأساس لبعضنا والرئيسة للبعض الآخر.
وفيما لو فكّرنا كُردياً في وسط معمعان العنصريات المتعددة التي تستهدفنا !! أو ليست هي النقطة التي يمكن أن نلتقي عليها وفيها .. الرش الديماغوجي لزيادة الشرخ بنيوياً قد يستفيد منها الأقوى الآن سلطوياً وكذلك قد يتمظهر فيها الآخر سياسياً ولكن ؟! .. كُردياً : هل تتذكرون المظاهرة التضامنية التي تجاوزت نصف المليون ؟! .. والنظام الدموي في دمشق كان في اشد سطوة قوته وعربدته ؟ .. نتمنّى لو نلتم على مبدأ الأفضلية للقضية الكُردية و .. فقط لنا ( كُردياً ) بعيداً عن السفسطات النظرية و .. أنا أول مَن يعلم بأنها ستحتاج الى إزالة تكلسات وجبس مدعم بإسمنت أبيض مستورد وغريب عن البيئة الكُردية !! … هل سنستطيع جرجرة هذا الخلط الى قضيتهم المركزية ؟! بتصوري كل شيء ممكن في معمعان هذا الزمن وممكاناته الغرائبية ..
مجرد وجهة نظر وبصيص أمل و محاولة منا جميعاً لإعادة ترتيب الأولويات و … لكنها تنكشف بزعمٍ هش فنلحظ من جديد استراتيجيات ومتواليات الشحن العقائدي والأيديولوجي وتتراكم وتيرة صناعة الكراهية بمختلف انواعها ، والمترافقة سايكولوجياً بحالةٍ من فقدان التوازن وضياع بوصلة الوعي ومنطق الإستيعاب الذاتوي فيضحى كأي إنسان آلي أو جهاز كهربائي يحتاج الى الشحن المستمر عقائدياً ، ولعلّ الأخطر في حالاتٍ كهذه هي لحظة الوعي وانكشاف الحقيقة من جهة أو حالة الإنهيار ووضوح لا حقائقية كلّ التلقينات، وفي الحالتين إذا ماتمّ ضبطه والحدّ من حركته ، وهذه ستكون حالة نادرة ، إن لم يتمّ استهدافه وجودياً ، وهنا علينا ألا نندهش إن جرفته هدير مياه فيض يسعى الى غرق المحيط كله في طريقه.
وهنا : لا أدري في الحقيقة جواباً لسؤال بديهي ولكنه مفصلي : إلى متى سنفهم جميعنا بأننا لربما سنختلف لا في الأفكار فقط بل حتى في لعب أو اختيار أنواع الرياضات وكذلك الألوان المفضلة وحتى أنواع وطرائق إعدادها ؟! .. بعضهم يجيزون لذواتهم كل شيء و .. غيرهم لا شيء !! . عزيزنا المتوحد حتى في قدريتك : مجبر أنت أن تتواءم مع الآخرين أو ثق … ستجرجر الى عيادات الطب النفسي وبأمراضٍ تحت مسميات عديدة لن تبدأ بالتوحد وحكماً لن تختتم بمرض جنون العظمة ، وكل خلاصات الطب النفسي تؤكّد بأنّ الأوحد يستحيل الا يتحوّل الى التوحد كمرض ، والمهيمن لا بد أن تهون به قواه ، و / صواري خلكي هر بيانا / ، فلا يغرّنكم الغرور أو تستخفّوا بمن تتوهّمونه أضعف منكم بفعل قوة / لربما / موهوبة لكم ولاتنسوا كم من لدغة حشرة غير مرئية فتكت بأعتى الرجال … و .. زوابع الفناجين قد تطيح أول ما تطيح بها ذات الفناجين وليته الذي يحتكر المراجل كان قد احتكرها كصفة ملازمة له أولا و … لشيء هو يدّعيه ولكنه بالفعل به مؤمن …
إنّ التاريخ البشري أثبت وبكل بساطة على أنّ الأحلام المحقّقة هي صناعة رجال / نساء آمنوا بها فعلياً وجاهدوا في سبيل جعلها عملياً حتى أضحت حقيقة واقعة ، والمموّهون ظلّوا هم أولئك العابثين بأقدار شعوبهم وعبثوا بأحلام مجتمعية كانت هي قاب قوسين أو كادت أن تتحقّق … وأنتم العابثون بقدر الشعوب والأوطان !! وتكفيهم – الشعوب والأوطان – بأنكم اتخذتموهم مشاريع أحلام سعت وستسعى إلى تغييركم …
كلّ الأمور تبدأ بحلم … وأجمل الأحلام هي التي نجاهد عملياً لتحقيقها . نعم ! كلّ شيء مباح مافيوياً .. وكلّ حبكة هوليودية وبوليودية يتوجّب تصديقها حتى لو كانت تهمة مرتدة الى صاحبها .. وكمثال مبسط للقطيعيين : استهداف محطة A R K تيڤي بمد اتهامها بأنها مدّت تركيا بإحداثيات عسكرية ؟ والسؤال لأولئك السذج وبسوية وعي قطيعي : هل كانت هذه القناة متمكّنة الى درجة أنها اخترقت أسرار ومكنونات محطة تقل بقل وكذلك في كر كندال ؟ ..
و هل كان عندها أية معلومات لا بل وحتى علم بذلك الكُردي الإيراني الذي استهدفت سيارته قرب كرديمي حليمي ؟ وهل كانت عندها علم باستهداف سيارة مسؤول عند المركز الصحي بهيمو .. أو كان لديها علم من كان برفقة العجوز الشهيد وابنه – حفيده الذي كان معه لحظة خروجه من البيت الى معسكر هيمو ومن ثم استهدافه عند عودته و .. السيارة التي استهدفت قرب قرية الجوهرية و … ما يتمّ استهدافهم في كوباني وغيرها .. أوليست هذه الفوضى والخرق التي تدفع أكلافها حياة بشرية لاشخاص حتى وإن كانوا مؤمنين بأنهم مشاريع شهادة .. أو ليست كلّ هذه الأمثلة دليل على خلل بنيوي يفتك وكنتاج طبيعي لهيمنة الإنقياد القطيعي وبهزهزة عصي لرعاة هم منقادون أصلاً .. ولكنها هي بالفعل ما أثبتته القطيعية وكخبرة ومراس !! ..
والتي تتلخّص على أنه : لا يكفي الدفع بالناس الى الإنسلاخ القومي والبناء عليها هدماً للتحول الى انهيار البناء الخلقي دفعاً الى منطق قيمي في كلّ شيء .. فهل ذلك هو نتاج / انعكاس للتقهقرات التي تحدث سياسياً وعسكرياً ؟ أم متحورات ترافقت تطبيقياً لكورونا قاربت ودنت بشائر القضاء عليها .. ولكن ؟ ماذا عن الكورونا البشرية التي تحوّرت فينا وإن زعموا بأنها قد ( حوصرت في كلّ قيمها انكشافاً أتحدّث ) … وستنهار الاحلام الخلبية مثل أفلام بوليود الهندية ، ستنهار السيناريوهات وسيقاد المجرمون حينها الى سجون بلا أنفاق وفقط هم أمهات الشهداء سيشوّهون بلعناتهنّ وجوه الذين عبثوا بكلّ شيء حتى حياتهم .. المجد سيبقى لهم والخزي سيبقى مصير مَن هدر بدمائهم زعماً لقضية طمست واستهلكت استنزافاً في – دوكرة – الأنفاق – ومستلزمات – الحشد التهييجي كما ذاتها حالات الجذب التصوفي في تطبيق عملي لحالات لا تكليس الوعي بل برمجتها بروموت – كادري – امتهن عمله بامتياز ووفّرت لمجاميعه كلّ تعاليم لوبون القطيعية .
إنّ المواءمة مع الآخر كتنازل قيمي ليست هي بمرونة تعاطي لإعادة التشكّل بل مناورة كنتاج ضعف وتقهقر ونتناسى معها بأنّ المطاط في إعادة شدّه ومطّه يتمزّق ، وأن تعتبر التمسك بالكردايتي في العودة إلى هوية صغرى وتصفّق لجزء أصغر من تلك الهوية على أنه حق مشروع وطبيعي ؟! أفلا تحسّ بأنك تؤدّي وظيفة؟ .. نعم ! جميعنا نتحدّث عن لوزان 1 ونتخوّف من لوزان 2 وكلنا نتلمّس وندرك تشابه ظروفها الكُردية ولكننا جميعاً نتهرّب في ذات الوقت من الأسباب الحقيقية التي أودت الى تلك النتائج ونبرّرها بالمؤامرات الاستعمارية وتقسيم الدول وهذه فيها بعض من الحقيقة ولكنها غير كاملة …
أجل .. أما كان استقالة الجنرال حسين شريف باشا رئيس الوفد الكُردي أو استبعاده على أرضية الخلاف وتمسك الجنرال باستقلال كُردستان وتهافت الأخرين على حقوق ومطالب أخرى ؟ … أو ليست الظروف وآليات إعادة تشكّل الخرائط هي عينها ؟ وتمسّك بعضنا بسورية عربية مقابل غباء فرضناه وحفظناه بالرغم من شدة استبدادهم ؟ هل سنعود الى نقاشات جوهر القضايا الكُردية بينياً .. أم أنّ تذاكر لوزان 2 وبدفع مسبق قد تمّ حجزها … نعم ؟! سوف ترتفع جعجعة المهدرجين قطيعياً أدرك ذلك ؟ ولكنني أتذكّر ما قلته قبل سنوات : في اللا ثابت ولكن المتحول بخاصية وحدات حماية الشعب وذلك قبل بتر واستئصال ( الكُردية ) منها ، وعلى أرضية التقدير لدماء الشهداء كنت قد ذكرت بمشاريع تحولهم إلى مهام الهجانة على طول الحدود العراقية و كذلك في حقول النفط ..
وهنا لا شماتة وليست نقيصة ولكن : تذكيراً لجعجعات المريدين والذي يبدو في غالب الأحيان بأنّ الشيخ إما غير مبالي أو يتجاهل بزعم الصمم ، وإن كانت عبارة – التطنيش – تليق أكثر .. ( مطنش ) وربما يبتسم من تحت شفاهه .. و عينه على ما سيجنيه كألاف من معارك الباغوث والهجين ومرحى للعمري والساقط دائماً سيبقى هو مَن يجعل الثابت متحولاً ويمارسه باستمرار .. وفي الختام دعونا ننشّط الذاكرة الكُردستانية بسؤال ؟
• هل تتذكّرون غني بلوريان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكُردستاني في إيران ؟ والذي قضى ما يقارب ال 30 سنة في زنازين الشاه ؟ اعتقال القادة هي بحد ذاتها مقاومة ومعركة مفصلية ولكن ؟ يفترض على الثوريين ألا يصبح حينها – المعتقل – هو جوهر القضية .