عامودا.. الوضع الاقتصادي يتسبب بتراجع صناعة دبس البندورة المنزلي
تُعدّ صناعة “دبس البندورة” من الطقوس والعادات الخريفية لنساء كُردستان سوريا في موسم وفرة البندورة كونه منتجاً أساسياً يدخل في العديد من المأكولات وبجودة أفضل من جودة المعامل المصنّعة.
إلّا أنّ صناعة دبس البندورة بدأت بالتراجع في السنوات الأخيرة؛ وذلك بسبب تدني الوضع المعيشي الذي تشهده المنطقة، فلم يعد الأهالي يصنعونها بكميات كبيرة كما في السابق.
فالسكان بدؤوا خلال السنوات الماضية باللجوء إلى شراء “الدبس” المعلب كبديلٍ عن الصناعات المنزلية التي بدأت تتراجع
كما أنّ نوعيّة “الدبس” المعلّب لا تضاهي الذي يُصنع منزلياً؛ بسبب عدم معرفتهم لمصدرها وبطريقة صناعته لكنه يبقى بديلاً متوفراً ولا سيما للأسر التي لا تقوى على صناعة “دبسها” في المنزل.
السيدة أحلام من مدينة عامودا تقول ليكيتي ميديا إنّها لا تقوى على صناعة الدبس؛ لعدم توفر مساحة كافية لتنشيفها بالإضافة إلى أنّها تتطلّب مجهوداً ووضعها الصحي لا يسمح لذلك تلجأ الى شراء الدبس المعلب.
وعلى الرغم من الظروف الاقتصاديّة إلّا أنّ هناك شريحة من الأهالي ما زالت محافظة على عادة صنع المؤونة المنزليّة.
أم محمود تقول لموقعنا: منذ سنوات وأنا محافظة على صناعة المؤونة وخاصةً دبس البندورة، وكلّ سنة أقوم بشراء 250 كيلو من البندورة وتحضيرها وأقوم بتوزيعها على أبنائي.
وبدورها لفتت السيدة همرين إلى دور التصنيع المنزلي لدبس البندورة في اقتصاد النفقات وخاصةً أنّ البندورة تُشترى في ذروة الموسم بسعر مقبول مقارنةً مع أسعار باقي اللوازم اليوميّة وتباع بسعر مناسب لأصحاب الدخل المحدود مبيّنة أنّ بعض الأسر تعمل على تصنيع المادة وطرحها بالأسواق منا يؤمن دخلاً إضافياً للعائلة.
وتضيف إنّ صنع ربّ البندورة في المنزل لاقى إقبالاً كبيراً خلال السنوات الماضية القليلة من قبل الأهالي لشرائه من المنازل وخلوه من المواد الصناعيّة.
كما أنّ هناك البعض من الأهالي يعتمدون على زراعة مساحات من الأراضي للاكتفاء بها.
تقول الشابة، ريم وهي من إحدى قرى عامودا، إنّنا نحاول تأمين مستلزماتنا من المؤونة بما تتوفر لنا من الأرض الزراعيّة التي يهتمّ بها والدي حيث يقوم بزراعة الخضروات التي نعتمد عليها دون الحاجة للشراء من السوق.
بدوره تحدّث السيد محمد (37عاماً) وهو تاجر خضار قائلاً: إنّ أسعار الخضار تعتبر مقبولة بالمقارنة مع المواد الأخرى، فكيلو البندورة حسب جودتها تباع من 800 الى 1000 ليرة هذه الأيام بينما أعاد نقص حركة الشراء إلى ضعف القدرة الشرائيّة للسكان بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الحياة اليوميّة.
وقال السيد أحمد أبو إبراهيم الذي يعمل على آلة لعصر البندورة بمدينة عامودا: يقبل السكان على المعاصر؛ لأنّ الطريقة التقليديّة المتبعة في المنازل لعصر البندورة لا تعطي الكميّة التي تعطيها العصارات.
مضيفاً إنّ أجرة عصر الكيلوغرام الواحد من البندورة بالعصارات /200/ليرة سوريّة بينما كانت في العام الماضي 80 ليرة.