لقاءات وحوارات

عبدالحكيم بشار ليكيتي ميديا: أراهن على حكمة حاج درويش والناضجين من قيادته بإعادة النظر في قرارهم والعودة إلى المجلس الوطني الكردي

يكيتي ميديا – Yekiti media
29/11/2015

إعداد وحوار : برزان شيخموس – آراس شمدين
في ظل المستجدات السياسية والعسكرية المتسارعة على الساحة الدولية والإقليمية وبشكل خاص في المنطقة الكردية ،ومدى تأثير هذه الأحداث على الوضع الكردي ، كان ليكيتي ميديا حوار مع الدكتور عبد الحكيم بشار عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا وعضو لجنة العلاقات الخارجية والوطنية للمجلس الوطني الكردي للاستفسار عن رأيه ببعض النقاط الجوهرية على الساحة السياسية ، وهذا نص اللقاء كاملاً:
أولاً: المعارضة السورية مقبلة على استحقاقات مهمة بعد ورقة فيينا الأخيرة والتي من أحد بنودها عقد مؤتمر شامل للمعارضة السورية في الرياض, ما رأيك بالخطوط العريضة لورقة فيينا, وما تحضيرات لجنة علاقات المجلس للمشاركة في مؤتمر المعارضة المزعم عقده؟
الجواب: إن الخطوط العريضة لورقة فيينا تتضمن وقف اطلاق النار بين النظام والمعارضة بشكل متدرج وهذا لا يشمل منظمتي داعش والنصرة الارهابيتان ومن ثم انطلاق المفاوضات بين المعارضة والنظام في الأول من السنة القادمة على أن تستمر المفاوضات لمدة ستة أشهر تنبثق عنها حكومة شاملة وغير طائفية وذات مصداقية كما ورد في ورقة فيينا تقوم هذه الحكومة بالتحضير للجنة تأسيسية لوضع مسودة دستور للبلاد والانطلاق منها لإجراء الانتخابات وقد حددت هذه المراحل بسنة ونصف، ولكن تبقى الأسئلة الرئيسية بلا إجابة في ورقة فيينا وخاصة فيما يتعلق بمصير الأسد بقاءه من عدمه في المرحلة الانتقالية ومدة هذا البقاء في حال قبوله وصلاحياته في تلك الفترة ومخرجات رحيله.
وكذلك لم يتم الإجابة بشكل واضح عن الحكومة المؤقتة ففي الوقت الذي جاء في الورقة ستة مرات أن جنيف واحد هي المرجعية وهذا يعني تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات إلا أن ما جاء في الورقة ما يناقض ذلك من خلال التأكيد على تشكيل حكومة غير طائفية شاملة ذات مصداقية وهي القضايا الرئيسية العالقة أو العقدة الرئيسية في الأزمة السورية ناهيكم عن الخلافات الكبيرة بشأن تحديد وتشخيص المنظمات الإرهابية حيث تم التوافق على منظمتين على إنهما إرهابيان علماً إن هناك قائمة أوسع من ذلك، وبقاء القوات الأجنبية الشيعية في سوريا وكذلك من سيمثل المعارضة في المفاوضات مع النظام حيث تم وضع ضوابط عامة مثل ضرورة أن يكون الوفد شاملاً لكل المكونات والتيارات السياسية و أن يشارك فيها الفصائل المسلحة وأن يتم اختيار الأشخاص بشكل صحيح، إذن القضايا الرئيسية المعقدة لم تجاوب عليها ورقة فيينا.
أمّا فيما يخص المجلس الوطني الكردي ومكتب العلاقات الوطنية فقد قام باللقاء بممثلي الدول العظمى لشرح وجهة نظر المجلس من ورقة فيينا، وقد عقدت عدة اجتماعات لإقتراح ممثليها إلى مؤتمر الرياض.
ثانياً: المجلس الوطني الكردي في سورياENKS بعد مؤتمره الثالث نشط نوعاً ما, سواءً في خطابه الإعلامي أو تحرّك لجنة علاقاته دبلوماسياً ومن خلال نشاطات ميدانية في المدن والبلدات الكردية في الداخل والخارج, كيف تقيّم كل هذا؟
الجواب: حقيقة إن المجلس تحرك بشكل فعال جداً نسبة للفترة لما قبل المؤتمر الثالث، تحرك أعاد للمجلس نسبياً دوره الجماهيري بعد أن بات غائباً عن الساحة والفضل في هذا النشاط والفعالية يعود الى القيادة الجديدة وتعاون قيادات الأحزاب والأمانة والهيئة التنفيذية والمجالس المحلية معها ولكن لازال أمام المجلس الكثير لإستعادة دوره المطلوب منه ولكن يمكن القول والتأكيد إن المجلس يخطو خطوات سياسية وإعلامية وجماهيرية بالإتجاه الصحيح، الأمر الذي يستوجب المحافظة على هذا النشاط وتطويره وأهم انجاز حققه المجلس هو نجاحه في الدفع بإتجاه كسر حاجز الخوف من الممارسات القمعية الهمجية التي يمارسها الإتحاد الديمقراطي وأجهزته القمعية المختلفة بحق الشعب الكردي وأظهر بشكل جلي حقيقة هذا الحزب ومدى ضعف حاضنته الجماهيرية في أوساط الشعب الكردي.
ثالثاً: بعد عقد مؤتمره الرابع عشر أعلن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا انسحابه من المجلس الوطني الكرديENKS, كيف ترى هذا الإنسحاب وهل سيؤثر على مسيرة المجلس؟
الجواب: إن التقدمي حزب مهم على الساحتين الكردية والوطنية ، لذلك أعتقد إن انسحابه سيؤثر سلباً على المجلس الوطني الكردي وعلى التقدمي بدرجة أكبر، ولكنني أراهن على حكمة السيد حميد درويش والناضجين من قيادته بإعادة النظر في قرارهم والعودة الى المجلس الوطني الكردي .
رابعاً: يقيّم بعض المراقبين انسحاب التقدمي بأنه ضعف جديد في جسم المجلس الكردي المحسوب على الحزب الديمقراطي الكردستاني, وهو خطوة في بناء إطار جديد يكون محسوب على الإتحاد الوطني الكردستاني مع وجود إطار حزب العمال الكردستاني, كيف سيكون للديمقراطي بقيادة الرئيس البارزاني دعم حليفه في سوريا وإنقاذه, مع تنامي دور المحورين الآخرين؟
الجواب: بالتأكيد كما ذكرنا إن خروج التقدمي سيؤثر سلباً على دور المجلس ولكن ليس لدي أية مخاوف من انجرار التقدمي إلى محاور خارج الإطار القومي الكردي أو الوطني السوري العام وهذا نابع من تجربتي مع السيد حميد درويش وقدرته على الحفاظ على التوازنات السياسية بشكل إيجابي، لذلك لا أعتقد أن التقدمي سيعمل على تشكيل محاور كردستانية أو الإنضمام إلى محاور تضر بالقومية الكردية في سوريا.
إن للتقدمي علاقات قديمة مع الإتحاد الوطني الكردستاني ويجب احترام تلك العلاقة وكذلك يرتبط سكرتير التقدمي بعلاقات جيدة مع قيادة إقليم كردستان العراق، وللحزبين الكردستانيين علاقة تحالف استراتيجي لذلك لا أعتقد هناك خوف من تشكيل محاور أخرى بالنقيض من مصلحة الشعب الكردي.
أمّا فيما يخص الديمقراطي الكردستاني العراق فأن دوره الرئيسي في كردستان سوريا هي دعم الشعب الكردي وحقوقه وقضيته القومية، وجلّ جهده ينصب في تحقيق أقصى درجات وحدة الخطاب والصف الكرديين وسيبقى يواصل هذا الدور رغم كل الإشكالات، فرئيس الإقليم والذي هو رئيس الحزب الشقيق السيد الرئيس مسعود بارزاني معروف بمواقفه القومية المبدئية الواضحة ودفاعه باستمرار عن حقوق الشعب الكردي وقضيته في الأجزاء الأربعة واستعداده لتحمّل تبعات هذا الموقف لذلك سيبقى موقف حزبه دعم الشعب الكردي وقضيته والسعي المستمر لتوحيد الحركة الكردية والعمل على تذليل خلافاتها دون أي تدخل في شؤونها وهذا الحزب ليس بوارد للدخول في سياسة المحاور ونهجه القومي واضح للقاصي والداني لذلك سيبقى في التوجه العام فيما يخص الدعم والمساندة للشعب الكردي وحركته وقضيته.
خامساً: حزب الاتحاد الديمقراطي PYD مازال يرفض أي شراكة حقيقية مع المجلس, ويرفض دخول قوات البيشمركة إلى كردستان سورية, في الوقت ذاته انضمت قواتها العسكرية إلى ما يسمى بجيش سوريا الديمقراطي والذي يشكل العرب منه نسبة 60% بحسب تصريحات قادته, كيف تقيّم هذه التطورات الميدانية؟
الجواب: لاجديد في الأمر، فالاتحاد الديمقراطي جسمه في سوريا ورأسه في مكان آخر يخطط ويعطي أوامر التنفيذ ،الوقود هم شباب الكرد الأبطال، والدماء هي دماء الكرد الذكية، ولكن الثمار لصالح قوى وأجندات غير كردية.
الاتحاد الديمقراطي سيرفض الشراكة مع أية قوى كردية حقيقية وهو بحاجة إلى مجموعة أتباع من فصائل صغيرة يسعى من خلالهم إلى شرعنة كرديته الشكلية ليستطيع الاستمرار في التضحية بالشباب الكرد لأجندات غير كردية.
سادساً: الرئيس البارزاني أعلن قبل أيام لـ لودريان وزير الدفاع الفرنسي إن البيشمركة على استعداد لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش) في محافظة الرقة السورية, هل ترى محاربة التنظيم في الرقة سيفتح الباب للبيشمركة للدخول الى كردستان سوريا بعد رفض دخولهم من PYD, أم سيكون دخولهم كقوات إسناد كما في كوباني ليعودوا بعد انتهاء مهمتهم؟
الجواب: لا أعتقد أن الرئيس بارزاني مستعد لهكذا سيناريوهات ولا أعتقد إنه سيزج بالبيشمركة خارج الحدود التي رسمها سيادته والتي تتلخص في تطهير كردستان من داعش الإرهابي وتوفير عوامل الوقاية والحماية من هذا الإرهاب الأسود وغيره من أشكال الإرهاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى