
عفرين.. أوضاع اقتصادية صعبة وسط استمرار احتجاز آلاف المدنيين في سجون الفصائل
Yekiti Media
تشهد منطقة عفرين تطورات عديدة، حيث شهدت تحولات متسارعة خلال الفترة الأخيرة، لاسيما بعد سقوط النظام السابق، مما أسفر عن عودة آلاف العائلات الكُردية إلى مناطقهم الأصلية.
الوضع الأمني والسياسي
شهدت المنطقة تحسناً نسبياً في الحركة والتنقل بعد إزالة العديد من الحواجز الرئيسية والفرعية التي كانت تابعة للفصائل الموالية لتركيا (الجيش الوطني والشرطة العسكرية).
هذا التراجع تزامن مع انضمام بعض الفصائل إلى سلطة الأمر الواقع في دمشق، وانشغال عدد منها بجبهات القتال في الساحل السوري عقب إعلان النفير العام.
بعض هذه الفصائل استغلت الوضع لارتكاب انتهاكات تحت ذريعة “ملاحقة فلول النظام البائد”، شملت السرقة، فرض الإتاوات، وتصفيات حسابات شخصية، إضافة إلى اعتداءات على المدنيين العزل.
رغم ذلك، لم تسجل حالات اعتقال جديدة في الفترة الأخيرة، باستثناء بعض الحالات الفردية المرتبطة باتهامات بالتعاون مع وحدات حماية الشعب (YPG).
ويجدر بالذكر أن بعض الأشخاص يلجؤون إلى دفع مبالغ مالية لعناصر من الاستخبارات التركية لتجنب الاعتقال.
أوضاع المعتقلين
لا يزال أكثر من 2000 شخص من النساء والشباب قيد الاعتقال في سجون تديرها الفصائل الموالية لتركيا بإشراف مباشر من المخابرات التركية، مع الإفراج عن أعداد محدودة مؤخراً فقط، و تتوزع السجون في عفرين و الباب و الراعي و جرابلس و حور كلس و إعزاز و معراته.
الحركة السكانية
تشهد عفرين حركة يومية مكثفة لعودة المهجّرين، مع تقديرات تشير إلى أن ما نسبته 70% من السكان النازحين قد غادروا المنطقة، بينما تبقى النسبة المتبقية بانتظار انتهاء العام الدراسي 2024-2025.
أما نسبة 10% من النازحين، وغالبيتهم من سكان المناطق الشرقية، فلم يبادروا بالعودة بعد، نتيجة الخشية من الاعتقالات المحتملة في مناطق الإدارة الذاتية (قسد).
يُسجَّل في هذا السياق استمرار عمليات “تعفيش” لمنازل الكُرد من قبل بعض هؤلاء النازحين عند مغادرتهم، شملت الأبواب، النوافذ، خزانات المياه، وغيرها من الممتلكات، دون رقابة تُذكر، وأمام أنظار عناصر الأمن العام التابعين لسلطة دمشق.
الوضع الاقتصادي والمعيشي
الوضع المعيشي في عفرين يُعدّ بالغ الصعوبة، إذ يعاني السكان من شح في فرص العمل، وتراجع ملحوظ في نشاط الجمعيات والمنظمات الخيرية.
يضاف إلى ذلك ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، بالتوازي مع غلاء في أسعار المحروقات التي ارتفعت بنسبة تقارب 35% بعد سقوط النظام السابق، دون وجود رقابة فعلية على الأسواق أو حماية للمستهلك.
النشاط الكُردي وتفاؤل حذر
رغم التحديات، تسود أوساط السكان الكُرد حالة من التفاؤل النسبي، خاصة بعد انعقاد مؤتمر وحدة الصف الكُردي، الذي تلاه نشاط مكثف للمجلس الوطني الكُردي في عفرين عبر تنظيم ندوات جماهيرية في المدينة وقراها، هدفت إلى توعية الشارع الكُردي حول المرحلة المقبلة ودورهم المرتقب في صنع القرار السياسي في دمشق.
كما تم مؤخراً افتتاح مكتب رسمي للحزب الديمقراطي الكُردستاني – سوريا في عفرين، وهو ما قوبل بترحيب واسع من كافة أحزاب المجلس الوطني الكُردي، ومنظمة البرزاني الخيرية، وكذلك من حزب يكيتي الكُردستاني – سوريا.