آراء

عفرين .. الوجه الآخر للحقيقة

دوران ملكي

منذ بدايات الثورة السورية ربط الشعب الكردي مصيره مع الشعب السوري عامة واختار طريق معارضة النظام الدكتاتوري وتغييره بالطرق الديمقراطية السلمية عن طريق الضغط الجماهيري والعصيان المدني إلا إن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن إذ استطاع النظام أن يحول مجرى الصراع الى عسكري ويقوض الحراك الجماهيري بمساعدة أذنابه ضمن الفصائل المسلحة التي نادت بالدفاع عن الثورة والثأر لدماء الشهداء وزاد من عديد قواته في المناطق الأكثر اهمية مثل الساحل والعاصمة دمشق ومدينة حمص الاستراتيجية وترك مناطق شاسعة في الشمال والشمال الشرقي لصالح قوات الybg ويعود ذلك لسببين الأول بغية تحييد الكرد من الصراع الدائر والثاني لإغاظة تركيا بسبب دعمها للفصائل الإسلاميه المقاتلة وإيوائها للمعارضة السياسية السورية

أدرك المجلس الوطني الكردي هذه الحقيقة منذ البداية إذ نبه بضرورة تحييد تركيا وبناء علاقات معها ومنحها ضمانات بعدم التدخل في شأنها الداخلي وكانت اتفاقية هولير أفضل إطار حيث كانت هناك شبه موافقة تركية عليها إذ التقى أحمد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا آنذاك مع القيادات الكردية في المجلس الوطني الكردي إبان الاتفاقية وقالها بصراحة: إن تركيا لن تعارض الحقوق الكردية طالما بقيت ضمن وحدة سوريا الجغرافية

تنصل pyd وتف دم من الاتفاقية بإعلان الكانتونات والإدارة الذاتية بشكل فردي والانخراط في المعادلات السياسية والعسكرية مع النظام وروسيا وأيران تلبية لمصالح تلك الدول وتحولوا فيما بعد إلى فرسان تحت الطلب لمن يدفع أكثر دون فرض شروط أو وجهات نظر أو اتفاقيات مسجلة أو ضمان حقوق أو حتى الطلب من الدول الكبرى التي تعاملت معها في الفترة الأخيرة بالضغط على تركيا ومنعها من تنفيذ مخططاتها العدوانية حيال عفرين وباقي المناطق مثل منبج التي دفع من اجلها الغالي والنفيس بغية تحريرها من داعش

لهو الخطأ القاتل الذي وقع فيه pyd وذلك بعدم الاندماج مع باقي الفصائل الكردية المعارضة للنظام والاستفراد بالقرار السياسي والعسكري في المناطق الكردية وربط مصيره مع حزب العمال الكردستاني في تركيا وإنشاء وحدة حال بين أكراد سوريا وتركيا متجاهلة الدور التركي في المنطقة فكانت الضحية الاولى مدينة سري كانيه والثانية كوباني والثالثة عفرين والحبل على الجرار

جميع المناطق المنكوبة وعفرين ضحية سياسات الpyd الأحادية الجانب والتي تجاهلت الحركة الكردية العريقة وأقصتها عن العمل السياسي والعسكري عن طريق منع بشمركة روزآفا من الدخول إلى كردستان سوريا وإغلاق مكاتب أحزاب المجلس الوطني والسيطرة على مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والنظام الضريبي والتربوي وتعطيل الحياة العامة وزج المناضلين في السجون مما دفع بأطياف واسعة من الشعب الكردي الى الهجرة خارج البلاد هذا من ناحية

من ناحية ثانية الدور الذي تلعبه القوى العظمى في توزيع مناطق النفوذ بين روسيا وأمريكا وتركيا وأيران وجميع هذه الدول في صراع ضمني وكل يريد افشال الآخر اقتصادياً وعسكرياً والتأثير على حلفائه على الأرض

عندما عقدت pyd العزم مع القوات الامريكيه في معركة تحرير الرقه اصبحت عفرين رهينة الصراعات الدولية إذ تكالبت عليها أنصار سوتشي كرد فعل على حليف أمريكي معزول يفصله عن عمقه الاستراتيجي قوات تركية وفصائل اسلاميه متحالفة معه

ومن ناحية ثالثة كردستان مستعمرةمن قبل تركيا وأيران بالدرجة الأولى وهم السبب في تأخر قيام كيان كردي مستقل وإلى الآن لا يثنيهم شيءفي الاتفاق ضد طموحات الشعب الكردي وهو ما بدا واضحاً من ممارسات هاتين الدولتين إثر إعلان نتائج الإستفتاء في إقليم كردستان العراق وتهديدات الحرس الثوري الإيراني لقوات سوريا الديمقراطية في الرقة والموافقة على ضرب مدينة عفرين حالياً

هاتين الدولتين تعارضان قيام اي كيان كردي مستقل خارج نطاق الجغرافيا المرسومة ولا سيما بالنسبة لتركيا إذاكان يحكمها أنصار pkkبعد أن تنصلت عن جميع الاتفاقيات الموقعة مع أكراد تركيا واستبدلت لغة الحوار بلغة السلاح وبدأت تخطط للأمجاد العثمانية بتدخلها في شؤون الدول الإسلامية على خطا محمد الفاتح و السلطان سليم مستنداً على أحزاب الاخوان والفصائل الإسلامية المسلحة وأحزاب العدالة والتنمية التي تقلد الأردوغانية في النهج والممارسة

هذه هي حقيقة أعدائنا ولم يكونوا يوماً منصفين بحق شعبنا ولن يترددوا للحظة في تدمير أحلامنا خاصة في زمن المصالح الدولية والمقايضات الدنيًئة لذا علينا عدم الخروج من دائرة الواقعية وفق حجم امكانياتنا والبناء على الفراغ وان نحترم شعبنا ولا نتعامل معه مثل الدكتاتوريات المتأصلة حتى يتمنى سيطرة العدو ليتهم بالعمالة والخيانة.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekiti Media

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى