شريط آخر الأخبارمن الصحافة العالمية

عفرين «كتلة خراب وموت» بعد «غصن الزيتون»

Yekiti Media

كشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ما ارتكبته القوات التركية وفصائلها في عفرين (ضمن القطاع الشمالي الغربي من ريف محافظة حلب) خلال ستة أشهر وطالب المجتمع الدولي بالتدخل.

ولفت «المرصد» إلى هذه العملية التي تقودها القوات التركية والتي أعلنتها في 20 من كانون الثاني (يناير) 2018، وحققت هدفها في الـ18 من آذار (مارس) من العام ذاته، بعد سلسلة مكثفة من الضربات الجوية والبرية، حولت عفرين التي بقيت لسنوات دونما أحداث أمنية، إلى «كتلة من الخراب والموت والتدمير والقتل».

وقال إنه من السيطرة التركية على عفرين: «تم تهجير أكثر من 300 ألف مواطن كردي من المنطقة بات في موجة نزوح كبرى، نحو ريف حلب الشمالي».

وأشار «المرصد» إلى استغلال النظام السوري لنازحي منطقة عفرين، إلى أن «قوات النظام منعت المدنيين من الوصول إلى مدينة حلب، وجرى فرض نحو ألف دولار أميركي على الشخص الواحد، لتهريبه نحو مدينة حلب، كما جرت عمليات تهريب البعض بطرق مختلفة عبر حواجز النظام لداخل حلب، مقابل مبالغ مالية كبيرة، لتبدأ رحلة المأساة لهؤلاء المهجرين الذي تمكن بعضهم من إيواء نفسه في منازل، فيما جرى إيواء البقية في مخيمات بنيت على عجل، لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف، ترافقت مع تعامي المنظمات الدولية والإغاثية والإنسانية عن تقديم المساعدة، فيما قتل وأصيب عشرات المواطنين خلال محاولات الوصول إلى مدينة حلب».

وأوضح أن القوات التركية وفصائل المعارضة السورية، منعت، المواطنين المهجرين من العودة إلى قراهم وبلداتهم في منطقة عفرين، حيث نصبت الحواجز ومنع المواطنون من العودة، «بل استخدمت السلطات التركية منازلهم وقراهم ومزارعهم كوسيلة لتوطين عشرات الآلاف من مهجري غوطة دمشق الشرقية ومهجري وسط سورية وجنوبها، وشكلت النسبة الأكبر لعوائل المقاتلين العاملين في فصائل عملية «غصن الزيتون»، أو الفصائل المهجرة من مناطق سورية أخرى إلى الشمال السوري» وفق «المرصد».

ويقول «المرصد السوري» إنه «جرى استخدام عفرين وممتلكاتها، كوسيلة من الجانب التركي، لإشغال الفصائل العاملة في عملية «غصن الزيتون»، والذين تعمدوا تنفيذ عمليات نهب وسرقة واسعة، «إذ رصد مئات السرقات التي نفذها عناصر في شكل فردي ومجموعات تابعة لفصائل عاملة في المنطقة، بالإضافة إلى عمليات نهب جماعية لفصائل في شكل مجتمع، كما حدث في يوم الجراد حين نهبت مدينة عفرين وريفها، من منازل ومحال تجارية ومستودعات وآليات».

ونوّه المرصد إلى أن الفصائل المعارضة المدعومة تركيا تعمدت «تقسيم مناطق سيطرتها، وكتابة عبارات على كل ما يجري الاستيلاء عليه، لتثبت ملكيتها عليها وتمنع بقية الفصائل من الاستيلاء على نفس العقار أو الآلية». فيما خلقت هذه السرقات عمليات اقتتال داخلي بين الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية «غصن الزيتون»، قتل وأصيب على إثرها عشرات العناصر، في جولات متكررة من الإقتتال الدامي، فيما لم تعمل السلطات التركية على ممارسة أي نوع من الردع أو الضغوطات، بل تحاول فض النزاعات التي من الممكن أن تخرج عن السيطرة الكاملــة».

كما وثق «المرصد» أكثر من 2300 مواطن جرى اعتقالهم، من ضمنهم أكثر من 800 لا يزالون قيد الاعتقال، فيما أفرج عن البقية بعد دفع معظمهم لفدية مالية، يفرضها عناصر عملية «غصن الزيتون»، وتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 10 ملايين ليرة سورية، فيما تصاعدت أعداد الخسائر البشرية لترفع تعدادها خلال الأشهر الستة الأخيرة، من العملية التي جرى السيطرة بموجبها على منطقة عفرين، إلى نحو 364 بينهم 55 طفلاً و36 مواطنة، من المدنيين من المواطنين الكرد والعرب والأرمن.

وطالب «المرصد» المجتمع الدولي للعمل الحثيث والجاد من أجل إعادة سكان عفرين إلى موطنهم.

الحياة

المصطلحات السياسية الواردة في التقرير تعبر عن وجهة نظر الناشر ولا تعبر بالضرورة عــن رأي يكيتي ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى